كان لنا وقفة نقاشية حول هذه النقطة _كمساعدي رواد أعمال_ من خلال إحدى التدريبات التي أجريناها عبر تقنية الزووم لمجموعة من رواد الأعمال العرب الشباب فقد أجاب خمسهم على سؤال: أين تطمح أن ترى شركتك خلال الخمس سنوات القادمة؟ بإجابات تتمحور حول: أن يتم الاستحواذ عليها أو شراءها من شركات كبرى!

أنا لا أعمم أن هذا هو الطموح الدارج عند رواد الأعمال العرب، ولكن نسبة الخمس وإن كانت من عينة عشوائية هي نسبة ليست بقليلة وهذا ما دفعني للتساؤل والنقاش معكم، علني أجد ما يسكن دهشتني ويقتل فضولي؛ حيث أن الهدف لم يكن أكثر من مجرد الحصول على المال.

من البديهي أن يطمح رائد الأعمال لرؤية شركته الناشئة تنمو وتزدهر، ولكن أن يكون طموحي حقًا بأن يتم الاستحواذ على شركتي من قبل شركة أخرى بعد رحلة التأسيس التي غالبًا ما تكون مليئة بالصعوباتو التحديات، أجد ذلك صعبًا بالنسبة لي.

إن الاستحواذ في لغة الاقتصاد هو: التبعية المالية والإدارية لشركة ما بواسطة شركة كبرى. 

وهو عادة ما يكون في نطاق توسع الشركات الكبرى بحيث تشتري شركات قائمة ولها عملائها وسوقها الخاص. أو على الأقل تشتري نصف أسهمها أو أكبر نسبة من أسهم الشركة؛ بحيث تتمكن من اتخاذ القرارات، والإجراءات الإدارية والمالية بكامل حريتها، طالما تتفق مع القواعد المقوننة. 

و يعد ذلك أسرع وسائل التوسع الآمنة للشركات الكبرى التي تبحث عن شركات أخرى أصغر منها تعمل بنفس مجالها أو بمجال قريب منها مثل: استحواذ شركة جوجل على شركة يوتيوب عام 2006، واستحواذ شركة فيسبوك على شركة انستغرام وسمعنا مؤخرًا بالاستحواذ الذي قام به آيلون ماسك على شركة تويتر وكيف قامت الضجة لمعاندة هذا الاستحواذ من قبل شركة تويتر . وهو أمر طبيعي من وجهة نظري ولكن ما أعتبره مستهجن هو أن يكون هدفي كرائد أعمال أن أنشئ شركة بهدف أن يتم الاستحواذ عليها!

صحيح أن المال هو مؤشر قياس واضح وقوي لنجاح الشركات ولكن هل تعتقدون أن ذلك يصلح أن يكون هدف لرواد الأعمال؟ وما الأسباب التي تدفع رواد الأعمال للتفكير بهذه الطريقة ؟ لربما أجد إجابة تفتح لنا سبل جديدة من الاستنتاجات الحديثة ..