نرى أناساً كثيرين يحاولون العمل بشهاداتهم ورغم قلة الرواتب وقلة الوظائف بهذه الشهادات إلا إنهم يكافحون ويستمرون بالكفاح من أجل العمل بها، وقد تكون هذه الشهادات عفا عليها الزمن، وللأسف النظام التعليمي غالباً يضعنا فى قالب محدد وهو قالب هذه الشهادة، هناك من يتأقلم ويعمل فى أى مجال يجنى عليه الكثير من الأموال بعيداً عن شهادته ومجاله، وهناك من يصمم ويظل متقولباً بشهادته، ما هى الحلول العملية التى يمكنا إتخاذها حتى نتمكن من النجاح وتحقيق أفضل النتائج المادية والعملية بعد التخرج بأي شهادة جامعية نملكها؟
الشهادة الجامعية سجنٌ لصاحبها
أرى أن إعداد عقلية الطالب ضرورية في مراحلة الدراسية ما قبل الجامعية لتشكيل فكره ليتناسب مع سوق العمل، فبجانب سعيه للحصول على مؤهل جامعي، عليه العمل لتنمية مهارات تناسب سوق العمل خاصة التقنية منها، وحتى لو أراد استغلال شهادته الجامعية لاحقًا فمهاراته التي اكتسبها وطورها ستجعله مبدعًا ليبحث أن أفضل الطرق لاستغلال تعليمه ومهاراته.
أظن أن هذا العصر لايجب فيه نهائي أن يتم فرض نظام دراسي محدد على أى أحد لأن لو سألت سؤال وقلت: كم عدد المهن الذي يعملهخا الناس حول العالم: لو قلنا مليون مهنة سيكون هذا أقل تقدير، وبالتالى لن يكون هناك بتاتاً مليون جامعة بمليون تخصص، ولكن يجب أن تعمل المدارس والحكومات فقط على تعليم الأطفال كيف يتعلمون، وتعليمهم بعض المهارات الأساسية التى تساعدهم فى الحساة مثل Communication skills, مهارات الفريلانسينجج، مهارات التفاوض، مهارات التحدث فقط المهارات الناعمة، هل يمكنكم ذكر مهارات أساسية لابد للطفل أن يتعلمها فى المدرسة من الصغر بدلاً من مناهج لاحول لها ولاقوة؟!
وأيضاً حتى لانحيد عن الموضوع الأساسي، لنقل أنى بالفعل تخرجت من الكلية ومعى شهادة، ماهو أفضل شئ أقوم به حتى أستطيع أن أنجح بأبسط المجهودات التى لو بذل أضعاف أضعافها صاحب الشهادة لن يصل لمثلها؟!
ماهو أفضل شئ أقوم به حتى أستطيع أن أنجح بأبسط المجهودات التى لو بذل أضعاف أضعافها صاحب الشهادة لن يصل لمثلها؟!
بدون مبالغة، لكن أظن حتى بعد التخرج هناك وسائل تعليمية متعددة تؤهلك مباشرة لسوق العمل، ومنها الكورسات سواء أون لاين أو بالمعاهد والمراكز المعتمدة، ومع الإلتزام والاجتهاد يمكنك تطبيق ما تعلمته وتنمية مهاراتك والتقدم لوظائف تناسبك، أو ربما تبدأ مشروعك الخاص.
بالنسبة لي أرى أن الوعي للخيارات ولسوق العمل هو الحل، فالجامعة لن تختار وضع التخصصات المطلوبة فقط في خطتها التعليمية، إن لم تكن وعي اتجاه تخصصك واتجاه الخيارات المطروحة أمامك وعمليات التحسين التي يمكنك القيام بها لزيادة مهاراتك فلن تنفعك شهادتك الجامعية بشكل معقول حتى وإن كانت في مجال مطلوب، فالشركات اليوم تتجه لتقنين التكلفة عن طريق توظيف شخص بمهارات متعددة هذا بالتأكيد غير أخلاقي وسبب في البطالة لكنه الواقع، إما أن تعزز من مهاراتك وتكون أنت ذاك الشخص وبراتب مرضي، أو تكتفي بشهادتك الجامعية ومهاراتها في وظيفة راتبها بالكاد يسد الحاجات الأساسية.
أو تكتفي بشهادتك الجامعية ومهاراتها في وظيفة راتبها بالكاد يسد الحاجات الأساسية.
بالطبع لن يسد الإحتياجات، وبالنسبة للتخصصات أصبحت الشركات تطلب الكثير والكثير من الوظائف التى لاعلاقة لها بالكليات وأكثر المهارات المطلوبة فى سوق العمل غير متواجدة فى الكليات. ولكن سؤالى هو إذا تخرجنا بالفعل من تعليم سئ، كيف يمكننا إذا النجاح بعيداً عن الشهادة وتحقيق أشياء من يتبع الشهادة لن يحققها عمره؟!
للأسف الكثير من الشهادات الجامعية في وقتنا الحالي لا يتاح العمل بها بسبب قلة الوظائف التي تتناسب معها، وفي رأيي أن الخبرة والموهبة تتفوق على الشهادة الجامعية في الكثير من الأحيان، وبالفعل هناك الكثيرون ممن استطاعوا تعلم مهارات جديدة وخلق مجال عمل جديد، وبعدها تمكنوا من البدء في مشاريعهم الخاصة وتحقيق الكثير من الأرباح، لذلك لا بد من السعي لإيجاد طرق ربح أخرى عبر البحث داخل أنفسنا عن الشغف والطموح الذي يقودنا لما سننجح فيه إذا تعلمناه.
أتفق معك تمامًا في أن الشهادات الجامعية لم تعد تضمن فرص العمل كما كانت من قبل. السوق مفتوح بشكل كبير. وهناك مئات الأمثلة علىمن حوّلوا مواهبهم لأعمال مربحة. أرى أيضا أن التجربة والخطأ جزء مهم من الرحلة. فقد لا تصيب في اختيار ما تعمله في البداية، وقد نواجه تحديات وصعوبات، لكن المهم هو الاستمرار في المحاولة وتعلم الدروس من كل تجربة. في النهاية، القدرة على التكيف والتعلم المستمر هما ما يميزان الناجحين في عصرنا الحالي.
القدرة على التكيف والتعلم المستمر هما ما يميزان الناجحين في عصرنا الحالي.
حقاً هذا أفضل مايتبعه المرء حتى ينجح ولكن لو أنا لدى شهادة جامعية مع 200 ألف شخص مثلي وأنا لا أريد سلوك نفس إتجاههم وأريد أن أسلك طريق لو إتبعته لأحقق أضعاف أضعاف ما سيحققوه هم فى عام مثلاً أقصد ما يحققوه هم فى عام أنا أحققه فى أقل من هذا بكثير، ماهى الطرق التى يمكن أن نتبعها لتحقيق هذا الأمر؟!
المهارات هى أهم ما يكتسبه الخريج، وأنا أسف يابسمة، الخريجين التائهين الذين تخرجوا فقط بالشهادة، لايوجد لديهم شغف سامحينى هل من حل عملي وواقعي لو فعلاً إتبعناه نصل لنتائج جيدة وعملية بعيداً عن الشغف لأنى لا أقتنع به بتاتاً لأنه لايتواجد إلا بعد تجربة الكثير من العمل وهذا لم يقم به الخريج، لو قلنا أن هناك خطوات الطفل خطوات بسيطة خالص يقوم بها الخريج فيحقق ما لن يحققه مريدين الشهادة فقط ؟!
الخريجين التائهين الذين تخرجوا فقط بالشهادة، لايوجد لديهم شغف سامحينى
لا يمكن تعميم ذلك، كونه تخرج فقط بالشهادة لا يعني بالضرورة أنه ليس لديه شغف في الحياة، على سبيل المثال يوجد الكثيرون ممن دخلوا الجامعة فقط من أجل الحصول على تعليم عالي أو بسبب مجموع الثانوية العامة الذي اضطرهم لاختيار جامعة محددة، ولكن شغفهم في شيء آخر مختلف تماماً، وهذا الشيء يمكنهم الإبداع فيه طالما أن لديهم الطموح للقيام بذلك، وهذا بناء على تجارب واقعية رأيتها بنفسي.
ولكن شغفهم في شيء آخر مختلف تماماً، وهذا الشيء يمكنهم الإبداع فيه طالما أن لديهم الطموح للقيام بذلك، وهذا بناء على تجارب واقعية رأيتها بنفسي.
ما المشكلة هؤلاء ليسوا فعلاً فى محل المشكلة التى نحن بصدد الحديث عنها والتى هى ، الشهادة الجامعية سجنٌ لصاحبها!! أى أنه خارج نطاق حديثنا لأنه فعل غير المألوف الذى سيحقق له نجاح إن شاء الله بعيداً عن شهادته.
أظن أن من يتمسك بشهادته هكذا يكون غالبا متأثرا نفسيا؛ لأن المجتمع ظلّ يؤكد له على أهميتها وعظمتها طوال 16 سنة من عمره (على الأقل). ولذا يشعر أنه لا يمكنه التخلي عنها والنظر في غيرها بسهولة. لكن أحب أن أطمئن أي شخص يريد اتخاذ هذه الخطوة أن هذه السنوات لم تضع هدرا كما يقول له الناس من حوله، وأن استخدامه لما تعلمه في مجالات أخرى هو أمر ممكن، وممتع، بل ومربح للغاية. لقد مرّ التعليم بثورة كبيرة مؤخرا، ومن المحزن ألا يستطيع الجميع رؤية ذلك، واستغلاله لصالحهم. أن تخرج من هذه القوقعة، وتتحدث مع عيرك ممن يعملون في مجالات غريبة عليك هي خطوة أولية جيدة لكسر هذا الحاجز النفسي.
أن تخرج من هذه القوقعة، وتتحدث مع عيرك ممن يعملون في مجالات غريبة عليك هي خطوة أولية جيدة لكسر هذا الحاجز النفسي.
يمكن هذه من أفضل النصائح التى سمعتها، وهذه كفيلة أن توسع الأفق فى الكثير من المجالات وغالبا المسميات الوظيفية الغريبة يكون سهل الدخول فيها ولكن كيف نحصل على وظيفة من ذات المسميات الغريبة والتى عادة تتطلب مهارات قليلة تنمو مع مرور الوقت والخبرة؟!
هذا صحيح. الناس تسمع لقبا غريبا، وتهرب على الفور ظنا منها أن العمل بهذا اللقب الوظيفي صعب ومستحيل وغير ممكن. ولكن نصيحتي: كن فضوليا، ومنفتحا. عندما تجد شخصا يعمل بوظيفة غريبة اسأله:
- ما خلفيتك التعليمية؟ هل الوظيفة لها علاقة بها؟ بي جزئية تحديدا؟
- هل أخذت كورسات ساعدتك لدخول المجال تحديدا؟
- اشرح لي ما الذي تعمله في يوم العمل بالضبط (إذا كنت لم تفهم اللقب الوظيفي)
لطالما فتح لي فضولي أبوابا غير متوقعة على الإطلاق. وستجد أن الناس الذين يعملون بمجالات غريبة هم غالبا أشخاص متقبلون للآخر، ولا مانع لديهم أن يساعدوك ما دمت مجتهدا، وتسأل الأسئلة الصحيحة، ولا تكرر عليهم نفس الأسئلة، ولا تسخر من قدراتهم بالطبع (لأني رأيت الكثير ممن يفعل ذلك للأسف).
رائع جداً هاجر، أحياناً هناك مسميات وظيفية غريبة بالطبع لن نسخر منهم لأنهم يحققون أضعافنا 5 أو 6 مرات كراتب، فمن يسخر ممن!!، فقط البحث عنهم هو المطلوب ولكن كيف نجدهم من الأساس حتى نسألهم كل هذه الأسئلة التى بالفعل قد تساعدنا فى تحقيق أول وظيفة براتب عالى أو ذات مكانة جيدة أو لاتعتمد على شهادتنا أو حتى تعتمد عليها ولكنها غير تقليدية؟!
السخرية يكون مصدرها أناس يقدّرون التعليم الجامعي فقط، وبالتالي يرون أن مثل هؤلاء ممن عندهم شهادات "أدنى" -بمنظورهم الغريب-، ويتعلمون عن طريق الدورات، لا يستحقون الاستماع لرأيهم.
قابلت الكثير منهم في:
(1) منصات التوظيف المختلفة مثل: لينكد إن. والفكرة هنا أني أنضم للكثير من المجتمعات وأشارك فيها، ويقابلني أشخاص بمسميات وظيفية غريبة يتركون تعليقاتهم على شيء مما كتبته، أو يعلقون على منشورات أشخاص أعرفهم.
(2) المنتديات المتعلقة بالمجال الخاص بك: قابلت بعض الناس في مجالي شخصيا، ثم قاموا بتغيير مسماهم الوظيفي، وبدأوا العمل بمسميات أخرى. وحين أسألهم، غالبا ما تكون مجالات يمكنني أنا أيضا الدخول فيها نظرا لخبراتنا المتشابهة.
(3) حضور اجتماعات ولقاءات أونلاين: مثل أن تجد مختصا في مجال ما يقوم ببث مباشر، أو صفحة من صفحات الأماكن التي أهتم بها وتقدم كورسات يقومون بمثل هذه اللقاءات لزيادة التفاعل. كثيرا ما يقول المحاضر، أو المساعد إيميله الشخصي أو اسم صفحته للتواصل.
التعليقات