اليست الجامعة مجتمع يجمع بين التلاميذ و الاساتذة لدراسة تخصص محدد؟ لكن الم يتغير الزمن قليلا و يغير زمن التكنولوجيا و العولمة الكثير من طرق التعليم ، فمثلا قبل عصر الانترنت قد يكون الحصول على مراجع او كتب تعليمية او حتى كورسات ليس متوفرا و يجب عليك ان تنتدب الى احدى المؤسسات التعليمية كالجامعة للحصول على تعليم ، و لكن الآن هذه الكتب و الكورسات هي متوفرة في عالم الانترنت و في اغلب المجالات ، فلماذا اذا اخسر مالاً و التزاما مكانيا للحصول على التعليم ؟ الا يمكن ان اصبح ما اريد عن طريق الانترنت؟
لماذا الجامعة؟
الأمر ليس بهذه السهولة يا صديقي.
أولاً عندما أنظر في شهادتك أعرف الجامعة فأعرف قيمة المحتوى العلمي وأعرف التخصص فأحدد المناهج والخبرات التي من المفروض أنك اكتسبتها.
لكن لو تأتي وتقول أنا دارس هندسة شبكات فكيف أعرف ما المحتوى وما مدى الوثوق منه ومن مقدمه ومدى إتقانك له، هل ستقيم أنت نفسك مثلاً!
ومع تقدم العلم كما تقول وتسهيل التكنولوجيا، هل يمكن أن أتركك داخل الغرفة خمس سنوات ثم أقول تعالى نفذ جراحة قلب لهذا المريض! ولله ربما لن تعرف كيف تبدأ.
وكما قلت لست ملزم على الإلتزام بالجامعة، وهذه بمفردها معضلة ( الالتزام لا يأتي إلا عندما تكون مقيد) نحن لا نتعلم وننتهي من محتوى المادة إلا عند اقتراب الامتحان فكيف هو الحال لو تركنا أنفسنا لأنفسنا.
لقد بالغت كثيراً في تعظيم قيمة التكنولوجيا هنا يا صديقي.
طالما كانت الكورسات معتمدة ومن جامعات موثوقة فيمكن أن تكون بديلا ولكن ليس في كل المجالات بالتأكيد، فهنالك مجالات مثل الطب والهندسة والعلوم التطبيقية مثلا لا يكفي التعلم عن بعد لأنك تحتاج إلى تمرين عملي لكي تتمكن من فهم المجال ككل، ولكن في مجالات أخرى يمكن الاعتماد على الدراسة عن بعد، والدراسة بعدد الساعات، عنك مثال جامعة هارفارد تتيح كورسات بشكل مجاني كامل في مجالات كثيرة، فعليك أولا معرفة أي العلوم تريد أن تدرس وعليها ترى جدوى التعلم عن بعد لها وهل هي مناسبة لها أم لا.
ولكن في مجالات أخرى يمكن الاعتماد على الدراسة عن بعد، والدراسة بعدد الساعات، عنك مثال جامعة هارفارد
حتي في تلك الكورسات لا يكون التعليم ذاتي باجتهاد المتعلم بمفرده، ولكن يتم تقديم المادة العلمية من قبل أساتذة جامعيين مختصين، وهناك نظام حضور، ونظام تقييم للطلاب، واختبارات، ويخضع الطالب لنظم وقوانين الجامعة، وهذه جميعها نوع من الالتزام، أما أن يكون الطالب مسئولًا عن نفسه مسئولية كاملة بدءًا من جمع المادة العلمية للتقييم ويعطي نفسه شهادة خبرة فهذا وهم لا ينتج متعلمًا ذا خبرة ومهارة.
لهذا أوضحت أن تكون الكورسات من جامعات معتمدة، الغريب أن العديد لا يعلمون عن هذه الكورسات رغم أنه مجانية بالكامل ومن معلمين خبراء بالفعل.
ليس غريبًا فأنا سمعت عنها من قبل لكني لم أبحث عن التفاصيل، ربما يمكنك تزويدي ببعض المعلومات الإضافية.
كل ما هنالك أنكِ تبحثين عن موقع جامعة هارفارد الرسمي، ومن ثم البحث عن الكورسات المجانية، ولديهم تطبيق وموقع مشترك مع EDX يمكنك بمجرد تسجيل الدخول فيه أن تختار الكورسات المناسبة لك، وستكون متاحة كفيديوهات بها ترجمة إنجليزية لسهولة فهم المحتوى، يمكنك تحميل التطبيق وتحميل الفيديوهات على هاتفك ومتابعة الكورس بكل بساطة. أو عن طريق المشاهدة المباشرة من الموقع.
إن التعليم عن بعد ظهر وإنتشر بكثرة خلال ال 5 سنين السابقة وما ساعد على إنتشاره هو أزمة مثل كورونا، فهو كان حل أمثل لإستمرار عملية التعلم فى وقت الأزمة للتعايش معها والتخفيف من حدتها؟
فهل يمكن أن يحل "الحل ( تعليم عن بعد)" محل الطريقة الأساسية وهو التعليم التقليدى ! ، أنا أعتقد أنه لايمكن ولاكن قد تستفيد من مزايا التعليم عن بعد بجانب الدراسة في الجامعة، لانه الدراسة في المجتمع الجامعى تزيد من مهاراتك في التواصل و التفاعل كمان أن عملية التعليم تكون أكثر نشاطاً ويمكن الإشتراك وتنفيذ العديد من الأنشطة الجامعية والإشتراك في الأسر وإتحادات الطلاب، كل تلك الأشياء مهمة جداً في تكوين شخصيتك.
كما إن الدراسة عن بعد لا تناسب الكثير من شباب وسرعان ما يبدأ الشاب في مرحلة من الشعور بالملل والضيق واليأس من التعلم وحيداً.
ولهذا من وجهة نظرى أنه هناك مهارات لايمكن إكتسابها من خلال الإقتصار على التعلم عن بعد فقط ، ولاكن يمكن الإستفادة من التعلم عن بعد فى وقت الأجازات والفراغ أو بعد التخرج للمراجعة على محتوى علمى معين أو إكتياب خبرات جديدة .
بالطبع أرى أنه لا غنى عن الجامعة لأسباب عديدة، فهي تجعلك تتعمق في مجالك بطريقة منظمة وباستخدام برامج مدروسة لتصل إلى هدفك بشكل مثالي مع إتقان كل جانب فيه، كما أن بعض المجالات تتطلب أجهزة ومعدات لا تتوافر في المنزل، وأيضاً التفاعل الاجتماعي مع أشخاص يشاركوننا أهدافنا شيء في غاية الأهمية، كما يجب أن تضع في ذهنك أيضًا أن معظم الوظائف تطلب شهادة جامعية موثوقة تضمن بها أن الموظف متخصص وجدير بالمنصب الذي سيتم تعيينه فيه.
لا يمكن اكتساب العلم بالقراءة فقط والاطلاع، ولكن بالتطبيق والتقييم، ونأخذ العلم عن أصحابه، مشهود لهم بالخبرة والكفاءة، وهذا ما توفره المؤسسات الجامعية دون الحاجة للتحقق، ليست المشكلة في المحتوى فقط ولكن في أساليب المؤسسة في توجيه الطلاب وتقييمهم، وبما أن الجامعات معترف بها عالميًا فلن تواجه مشكلة إذا قررت الاستعانة بها للتوظيف بأي مكان.
فلماذا اذا اخسر مالاً و التزاما مكانيا للحصول على التعليم ؟
في كل الحالات ستخسر المال، فغالبًا لا يمكنك الحصول على مادة علمية معتمدة وموثوقة بالمجان، وما يتم تقديمة من معلومات وكورسات مجانية هي قشور وليست معلومات متخصصة تكسبك كفاءة وخبرة بالمجال المطلوب.
صحيح أن التكنولوجيا والإنترنت قد غيرت كثيرًا من مشهد التعليم، وأتاحت فرصًا جديدة للتعلم الذاتي. ومع ذلك، فإن للجامعات والتعليم التقليدي مزايا لا تزال قيّمة في عصرنا الحالي. دعنا نناقش الجوانب المختلفة لهذه المسألة:
مزايا التعلم عبر الإنترنت:
1. المرونة في الوقت والمكان.
2. تنوع الموارد والمصادر التعليمية.
3. غالبًا ما تكون أقل تكلفة من الدراسة الجامعية.
4. إمكانية التعلم بالسرعة التي تناسبك.
مزايا التعليم الجامعي التقليدي:
1. التفاعل المباشر مع الأساتذة والزملاء.
2. فرص التواصل وبناء العلاقات المهنية.
3. الحصول على شهادة معترف بها من قبل أرباب العمل.
4. التدريب العملي والمختبرات في بعض التخصصات.
5. التوجيه الأكاديمي والمهني.
نقاط للتفكير:
- بعض المهن تتطلب شهادات رسمية للممارسة (مثل الطب والهندسة).
- التعلم الذاتي يتطلب انضباطًا ودافعًا ذاتيًا قويًا.
- الجامعات توفر بيئة تعليمية متكاملة تشمل أنشطة خارج المنهج.
في النهاية، الخيار يعتمد على:
1. أهدافك المهنية والشخصية.
2. طبيعة المجال الذي ترغب في دراسته.
3. أسلوب التعلم الذي يناسبك.
4. الموارد المتاحة لديك (الوقت، المال، إلخ).
يمكن أيضًا الجمع بين الأسلوبين: الدراسة الجامعية مع الاستفادة من موارد الإنترنت للتعمق أكثر أو اكتساب مهارات إضافية.
التعليقات