هناك جدل كبير على أن الناجحين في العالم لم يدرسو في الجامعة وفي نفس الوقت هناك العديد من المجتمعات التي تشترط الشهادة للإنسجام والنجاح
هل الشهادة الجامعية من أهم أسباب النجاح؟
المسألة برأيي ليست في تأثير الشهادة الجامعية وتحديدها للنجاح والفشل، إنّما بتعريفنا الشخصي لمسألة النجاح والفشل في المقام الأول، برأيي مثلاً من يريد أن يدخل في مجال الطب والمحاماة، هنا في هذه الحالة يغدو لزاماً على الشخص ليضمن نجاحه أن يقوم بالدراسة والتخرّج، لإنّ هذا التخرّج وفقاً لهذا الهدف معادلة أستطيع بها تسمية ما قمت بتحصيله أحد أسباب النجاح، أما أن نُسقط هذه التجربة على كل الزوايا في الحياة وتصبح الشهادة معياراً للنجاح بغض النظر عن الهدف المنشود، هنا يصبح الأمر مبالغاً فيه والنقاش يصبح عبث، الأفضل برأيي أن نحدد الهدف الذي نتكلّم عنه وبعد ذلك نحدد إذا كان هذا الهدف يحتاج تخرّجاً جامعياً أو أنّ هناك طرق أكثر اختصاراً لتحقيق الهدف المنشود عندي.
ان كان الهدف يحتاج خبرة فهي تكتسب بالممارسة والاحتكاك، فالتميز في صنعة محلية مثلا يحتاج الى اكتساب خبرة ميدانية بحثة، مؤسسات التكوين المهني المنتشر يمكنها تعليمك الاساسيات والادوات واحتياجات المهنة، لكن الخبرة والمهارة تكتسبها بالاحتكاك المباشر في الميدان، وكل ذلك لا يغنيك عن اهمية الشهادة فهي الدليل والمعيار لاثبات نفسك امام الجميع.
درجاتي ليست دليل علي قدراتي
هناك أمثلة كثيرة على أشخاص نجحوا بدون حاجة إلى الجامعة، وهم يبرهنون على أنّ النجاح ليس مرتبطًا بالشهادة الجامعية بالضرورة. في الوقت نفسه، هناك أيضًا الكثير من الأمثلة على الأفراد الذين استفادوا كثيرًا من تعليمهم الجامعي واستخدموا تلك الخبرات في بناء مسارات ناجحة.
العديد من العوامل تلعب دورًا في هذا السياق، منها المجال الوظيفي و القدرات الشخصية, الفرص المتاحه و تغيرات في سوق العمل.
ان النجاح يقاس بطموحات واهداف الشخص نفسه، فمن خلال فهم نفسك وما تميل اليه تستطيع تحديد اهدافك وما تريد الوصول اليه، وبناءا على ذلك تحدد الطريقة المناسبة التي يجب عليك السير عليه لتحقيق هدفك في الحياة. اما بخصوص ضرورة الحصول على الشهادة فبالنسبة لي هو امر ضروري لاثبات اكتسابك لمهارة او تعلمات معينة، فعند التقدم للوظيفة مثلا اول ما يطلب منك هو تقديم ما يثبت انك مناسب للوضيفة، والاثبات الوحيد هو الشهادة فلا اظن ان هناك طريقة لكي تظهر اكتسابك معرفة او مهارة للمشغل عند التقدم للوظيفة غير الشهادة!
لذلك فهي ضرورية
أولا وكما كنت أقول في إحدى تعليقاتي على أحد المساهمات فمفهوم النجاح يختلف من شخص إلى آخر فهو نسبي بحت، ولا يمكن صياغة معايير محددة واتباعها على أنها أساس تقييم النجاح، أما حسب قولك فبالنسبة لي كطالب جامعي أعتبر أن الشهادة الجامعية ليست هي كل شيء خاصة وأن الشركات تشترط عامل الخبرة وما ينقص الدراسة الجامعية هو العامل التطبيقي ويطغى عليها العامل النظري، ومنه الشخص الفطن عو من يوازن بين هذين الشقين الأساسيين في المعلومة المعرفية.
الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة، لأن النجاح مفهوم نسبي ويختلف من شخص لآخر. بالنسبة لبعض الناس، قد يعني النجاح تحقيق الثروة أو الشهرة أو السلطة. بالنسبة للآخرين، قد يعني النجاح تحقيق السعادة أو الرضا أو الشعور بالإنجاز، بشكل عام، يمكن القول أن الشهادة الجامعية يمكن أن تكون أداة مفيدة لتحقيق النجاح. فهي توفر للطلاب مجموعة من المهارات والمعارف التي يمكن أن تساعدهم في حياتهم المهنية والشخصية. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد الشهادة الجامعية الطلاب على تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليلي، وحل المشكلات، والتواصل الفعال، وإدارة الوقت، ومع ذلك، فإن الشهادة الجامعية ليست ضرورية لتحقيق النجاح. هناك العديد من الناجحين في العالم الذين لم يلتحقوا بالجامعة. هؤلاء الأشخاص إما طوروا مهاراتهم وخبراتهم من خلال العمل أو التدريب أو التعليم الذاتي.
في النهاية، فإن السؤال عما إذا كانت الشهادة الجامعية من أهم أسباب النجاح هو سؤال شخصي. يعتمد ذلك على أهدافك واهتماماتك واستعدادك للعمل الجاد لتحقيق أهدافك.
التعليقات