تُعد الموضوعية شرطا لإنجاز دراسة علمية ذكية وناجحة. لذا يجب الإقرار أن الخضوع لقواعد علمية في البحث يمنح مهمتنا امتيازا. هنا نتساءل حول ما يعطي لطريقة الدراسة المتبعة في إنجاز بحثك طابعا علميا. في كتاب "كيف تنجح في كتابة بحثك؟" لبيير فرانيير تذكير بقواعد أمبيرتو إيكو، وأقطاب دوبروين ليكون البحث ذا طابع علمي:
كيف تنجح في كتابة بحثك؟ - الحلقة الثانية – الطابع العلمي للبحث
أتذكّر قواعد أمبرتو إيكو والآن حين طالعت ما كتبت حضرتك عادت إلى الذاكرة لكل ما ذكر يوم قرأت عن الأمر وللحقيقة هناك أمر لم أفهمه جيداً بالمقارنة بين ما يقوله أمبيرتو إيكو وما أراه في العالم فعلاً من جامعاتنا وبين طلّابنا، وهنا لا أتحدّث عن طلاب عاديين في مراحلهم الأولى بل عن دكتوراه ومشرفين عليهم، أراهم كثيراً ما يعدّون الأبحاث التي لا تقدّم شيئاً إلا تنظيم العلم نفسه، أي أنّهم كما وأنّهم يقومون بترتيب المادة العلمية وزيادة وضوحها ليس إلا، أما عن بحث يضيف شيئاً ما، فهذا موجود بالتأكيد ولكنه ليس بكثافة ما أرى من الأمر التنظيمي، فهل هذا برأي حضرتك يتعارض مع كلام إمبرتو إيكو وهو خطأ يجب أن يصحح في جامعاتنا، أم أنّ هناك وجهة نظر أوسع من رؤية إيكو حتى في هذا المجال؟
ما شدني كثيرا في طرح فرانيير هو تركيزه الدائم على المطلقي بأن يتقبل موضوع بحثه العلمي لو لم يكن باختياره ولو كان باختياره فعليه أن يختار أقرب المواضيع لنفسه لكتابة البحث عنها، كان دائما ينوه على أهمية اختيار الموضوع الهام حسب ذوقك واطلاعاتك بالإضافة إلى العمل على سهولة الوصول للمصارد ليس فقط للباحث ولكن أيضا لمن سيقرأون هذا البحث واتباع المنهجية والموضوعية فهذا ما يجعل البحث مهمة سهلة وليست ذات تعقيد كما يعتقد البعض.
أعتقد أنّ النجاح في كتابة أي بحث علمي موضوع يتجاوز بضعة ملاحظات ونصائح بل هو مرتبط بالتجربة نفسها التي يتعلم من خلالها الإنسان. لذلك علينا أن نترك العنان لأنفسنا كي نتعلّم من تجربتنا كيف يكون إنجاز الأبحاث العلميّة. لا ضرر من مشاهدو فيديوهات وقراءة مقالات ولكن أكبر معرفة نخصل عليها هي تلك المتحصلة من الخبرة.
التعليقات