كـــَ حال كل يوم عادت (لين) من عملها بنفس الروتينية المعهودة، ونفس الحزن الكامن في صدرها، نفس الجراح، ونفسها هي الآلام.

شريط ذكريات يداهم جزئها الصداغي، مذكرًا إياها بما حاولت تجاهله

لتدلف لمنزلها مبتسمة لبث الطمأنينة بفؤاد والدتها القلق لوضعها المبدل، وآثار خذلانها متوارية خلف بسمتها تلك، ولكن مكان تواجدها مطبوع على روحها المنطفئة، متيقنة من ذلك والدتها إلا أنها بادلتها البسمة

لتكمل بقية مهامها اليومية، ويداهمها سؤال قررت طرحه على متابعينها لعل ضجيج رأسها يهدأ.

لتشارك الجميع سؤالها:

(لماذا تفشل العلاقات...........!؟)

وتترك هاتفها خالدة للنوم، فـَ يومها غدًا حافل بالمهام.

لتشرق شمس صباح اليوم التالي، وتنهض (لين) مقررة إنجاز خطط تكاسلت عنها كثيرًا، ولكن حان الوقت لفعلها، فمن الممكن أن تخفف من حدة شعورها، ويتحسن مزاجها المتعكر لو تقلصت حجم أعمالها.

لترتدي ملابسها، وتستأذن من والديها أن تقضي اليوم بالخارج لأشغال خاصة، وضرورية، وتهبط للأسفل وسط تذمر والدتها لنزولها بدون إفطار، وعبوس والدها الذي أومأ بهذا رغم رفضه قرار نزولها، فكيف ستمضي كل هذا الوقت بالخارج، يخاف عليه بشدة

وبسمة سخرية تنمو علي وجهها من طِباع والداها المستحيل تغيرها بمرور الزمان، والظروف، فمن المستحيل أن يبوح بما يخالجه.

لتستقل بسيارة أجرة، متجهة إلى مبتغاها، وتتفقد هاتفها الذي غاب عن بالها وسط ترتيبات الخروج، لتراه متكدس بأجوبة على سؤالها الذي طرحته أمس.

وكان من ضمن الأجوبة عدة أجوبة رأت أنها من الراجح سببها في الفشل للعلاقات السائدة بين الجميع.

_لو كان إختيارنا صحيح للشخص من البداية، لأنه لو ترعلقلا في الصعاب، سيتحاملا على أنفسهما لأجل الشخص هذا، ويأتي الفشل في العلاقات عندما تحاول إنجاح هذه العلاقة، بينما الآخر قرر الإستسلام ، وعدم المحاولة فتفشل العلاقة هنا، ويترك ويتخلي ويتخذ الظروف حجة له.

الأهم هنا الإختيار، الذي يسهل الصعاب، وينهي كافة الخلافات، لنبقي معًا.

_لبساطة، وسطحية العلاقة هذه المبنية علي الإعجاب، والإنبهار الذي يختفي بمرور الوقت، والمواقف، فمن المؤكد أنني سأركض خلف ما هو جميل، وسأتركك.

_السماح بتدخل دخيل للحكم، أو الشكوي، أو الفضفضة من العلاقة، فالسماح لشخص لم يعيش المشاكل، المواقف، والفرح والغم الذي جمعكم، والحكم على العلاقة من رأيه الفاقدة للعيش فيها فسيبدأ تدريجيًا بالسماع إليه، كما أن حديثه سيرسخ بذهنه، فيبدأ يطبق في أفعاله، عالرغم من أنه كان خاطئ قرار دخول طرف آخر.

_عدم المحاولة في تقوية الروابط بالشخص في أي علاقة وأهمها الثقة.

_أري تنافس الجميع في تجنبه الأذي، وإن توجع غيره.

_إنحصار الفكر، وعدم معرفة كيفية التصرف، ومعرفة الحقوق والواجبات للفرد وما عليه للآخر.

_وكأنه الجميع يرمي عليك ما تركه الآخرين من شظايا لا زالت عالقة مسببة له جروح بليغة، يحاول التعافي منها عن طريق إخراجها ورميها بعيدًا دون أن يكلف نفسه عناء النظر أين حلت بعدما ألقاها، وكان من المفترض رؤية مكان إلقائها قبل الرمي أي النزع حقيقةً.

_بسبب التطالع نحو المزيد من الطرف الآخر ، والذي يعد سببًا في إستنزاف لمشاعره في المقابل تنسي أنه يود منك كما تود.

_إختلاق الأعذار، والحجج التي تمحي التواجد، والتقارب وفهم كل منا للآخر بسبب الإنشغالات في هذه من الأشياء الحاتمية لإنهاء أي علاقة، وقد يتبعها طرف من الأطراف لإنهاء العلاقة هذه عن طريق إماتة الشغف، الذي يجعل المرء ينفر من المحاولة فيها مرة ثانية.

_عدم تقدير تضحيات المرء، الذي يصاب بخذلان، ويقرر عدم إهدار أي شيء، ويقف يشاهد تذمر، وتأفف من الطرف الآخر المطالب الجشع، والعلاقة هذه تنتهي بكل بجفاء.

_إستغلال المشاعر.

وأجاب آخرين:

_الإحتجاج بعدم محبة الطرف الآخر في كافة الأمور مما يسبب دخول الشك في مشاعر المرء.

_لو تحدثنا عن الأصدقاء، فسنجد فشل العلاقة هذه بسبب النفس الأمارة، الحاقدة على نجاحك، عملك، ممتلاكاتك... ألخ.

في أغلبية الأصدقاء يود مصلحته الشخصية.

وبالمناسبة تجد في الأحبة هذه الغيرة كـَ منصب ما كزوج يغار من زوجته المديرة عليه في عمله.

وكزوجة تطمح بثروة زوجها، وإنفاقها دون الرأفة به.

وغيرها من الأجابات التي أسرت (لين) لنضج فكر البعض، وأحزنتها بشدة قسوة ما قرأت من تجارب أفراد عانوا من علاقات سامة.

لينتهي طريقها وتصل للمقهي تحبذ الجلوس به لهدوءه

المعم على الأرجاء.

وتطلب قهوة بالنبدق مع قطعة من الخبز الطازج، ورائحة المكان يسود بها رائحة القهوة، والمعجنات الساخنة الخارجة من الفرن.

وتجلس في ركن بعيد بعض الشئ عن المارة، وتنتظر طلبها، وصديقتها أيضًا.

بعد وقت قليل مضي في إنتظارها لطلبها وصديقتها الذين جاءا معًا.

ليثرثارا معًا وينجرفا بالحديث عن الذكريات، الهموم، كما الضحكات كذلك، والدمع أيضًا.

ليمضي الوقت سريعًا في تنزههما، والتسوق.

لينتهي يومها الذي أمضته بكل الطرق الممكنة لبث السعادة بداخلها وبالفعل فعلت، كما أنجزت مهام شهرها المقبل لتتفرغ وينتابها راجة ممزوجة بفرحة طفلة أنهت تكليف روضتها بعد مشاقة في محاولة تحسين خطها كي لا تأتي والدتها، وتقوم بمسح ما خطأت به، وتطالبها بكتابته من جديد.

لتصعد لمنزلها، وتجالس عائلتها في هذه الساعات المتبقية على إنتهاء اليوم وبدء يوم جديد.

وتخلد أخيرًا لنومها بعد يوم ملئ بالأحداث، ولكن تنهض فجأة وتتفقد هاتفها وتشارك متابعينها:

تفشل العلاقات من وجهة نظري بسبب الخوف المتمكن من المرء، بسبب تجاربه السابق، وذلك يجعله محاوط نفسه بقوقعته، يخاف الإيذاء لثاني مرة، فيبدأ بالتصدي في علاقاته، وتكرار وتشابه المواقف يجعله يخاف الخذلان، الترك، ألم الفقد، الوحدة، الإعتياد الذي يجعله يفقد لذة يومه دون هذا الشخص.

فيظن فمن حوله، وينسي أن هذا الشخص غير الشخص الثاني لكل منهم، فرص، أخطاء، ومواقف، لكل منهم وقت، وإن إستزافك شخص، فالآخر يحق له الفرص، والأخطاء، ولا يحق لك المقارنة نهائيًا إنما دقق في الأفعال، والمواقف، وكن حذر، ليس شكاك، يراقب ويصيبه ذلك بمرض المراقبة إنما عش حياتك بالقرب منه، وحدد ما يحدث بتعقل، ولا تنجرف وراء عقلك، ومشاعرك حتي تنجرح وتفشل علاقاتك مرة آخري.

أغلقت هاتفها غارقة في أحلامها.

#لماذا_تفشل_العلاقات

#حكايات_نمنم_لـ30_يوم_غير_كل_يوم

#منة_محجوب

#خواطر #شعر #خربشات #قصائد #كتابات #أدبيات