( 1 )

هاشتاغ #أخبروا_يوسف_زيدان .. واحد من أشهر الهاشتاغات نشاطاً على تويتر هذه الأيام ..

يوسف زيدان أيقونية روائية مهمة في مصر .. له العديد من الأعمال والكتب والروايات التي تحظى بإنتشاراً واسعاً ، وكان يشغل مدير مركز المخطوطات التابع لمكتبة الإسكندرية ( مؤسسة دولية عالمية ) ، وله العديد من الآراء المثيرة للجدل ..

فكرة ( التصريحات المثيرة للجدل ) هي فكرة معتادة بين أوساط المثقفين عموماً .. بعضهم يسعى من وراءها للشهرة .. بعضهم يسعى من وراءها لجذب أنظـار مؤسسات دولية مانحة للجوائز .. وبعضهم يسعى من وراءها للظهور دائماً بمظهر ( أنا اعرف أكثر مما تعرفون )..

لكن أحياناً - في رأيي الشخصي - يتجاوز الأمر منطقة إثـارة الجدل ، الى منطقة ( إثارة الشغب ) ..

====

( 2 )

في مدينة ( طنجة ) المغربية البديعة - وكل شيء في المغرب بديع - خلال فعاليات مهرجات ( ثويزا ) ، عقدت ندوة فكرية بعنوان : في الحاجة الى التنويـر .. تم استضافة الدكتور يوسف زيدان كمتحدث في هذه الندوة ..

هذه الندوة - رغم حسن تنظيمها ، ونقلها بأدوات متقدمة ، والحضور الذي يبدو عليهم الاهتمام الحقيقي .. إلا أنها شهدت أموراً لا علاقة لها - في رأيي - .. لا بالتنوير .. ولا بالثقافة ..

كان من ضمن ما شهدته الندوة :

  • إشعال د. يوسف زيدان سيجـارة .. في قلب ندوة ، هو المتحدث الرئيسي فيها ، امام حشد من المثقفين المغاربة والعرب الذين حضروا لقاءه هذا ليستمعوا له ..

عندما تكون في ندوة ( ثقافية ) آخر شيء يخطر لمن ( يحضر ) هذه الندوة مستمعاً هو ان يشعل سيجارة أثناء حديث المتكلّم .. ما بالك المتحدث نفسه ، الذي يشعل سيجارة أمام حشد من الناس أمامه ؟!

فكرة الرغبة الدائمة بالظهور بمظهر الـساركازم ، أو أنه ( لا قيود ، وأنا مختلف وساخر وأشعل السجائر وأنا اتحدث بلا مشكلة ) .. قد تصلح في المهرجانات الثورية او الشعبية التي يرتادها الشباب الاشتراكيين والثوريين ، والتي كانت تعقد في الستينات في العالم كله ..

لكن في ندوة ( ثقافية ) امام حشد من الناس في مهرجان ثقافي مهم من هذا النوع ؟

النتيجة الطبيعية : عاصفة من الاعتراضات الشديدة من الحضور ، واتهامات في الصحافة له بالصفاقة والغرور الشديد..

======

( 3 )

### الفيلسوف كــانط كان عبيط أوى

هذا تصريح آخر ليوسف زيدان في هذه الندوة العجيبة .. الفيلسوف الألماني العظيم ، أحد اعمدة فلسفة التنوير ، كان ( عبيط ) أوي على حد وصف الدكتور .. صحيح أنه استخدم كلمة ( عبيط ) بخصوص إحدى كتب كانط التي تفلسف فكرة السلام وتنظم العلاقة بين المجتمع والدولة ..

لكن ، كانط .. عبيط ؟! .. Seriously يعني عبيط ؟ّ! .. كبار أعداءه من ( الفلاسفة العظام ) لم يصفوه بأنه عبيط ، ثم يأتي كاتب معاصر يتهمه انه عبيط ؟

ربما كان يقصد أن ( كانط ) يبالغ .. له ميل نحو المثالية .. كانط كان شديد التفاؤل ، او حتى ( ضيق الأفق ) .. لكن في إطار نقاش ( ثقافي ) في مهرجان ( ثقافي ) يهدف الى ( التنوير ) .. يتم وصف ( آخر فلاسفة عصر التنوير ) أنه عبيط ؟

========

( 4 )

العــرب ســُرّاق إبـــل ..

وهو أسوأ ما ذكـره الكاتب والأديب الروائي يوسف زيدان خلال هذه الندوة على الإطلاق ..

كان الحديث في سياق قوة اللغة العربية ، واعتراضه الشديد ان الجزيرة العربية هي أصل اللغة العربية ! وتحدّى أن يكون هنــاك ( عالم واحد في اللغة العربية ) جاء من الجزيرة العربية ..

قال: "عرقيّا، العرب كانوا ساكنين في اليمن، ولمّا انهار السد بعضهم راح للشمال ومرحوش للحتة الوسطانية دي (الجزيرة العربية)".

وأضاف:

"كان يُنظر في الإسلام إلى الجزيرة العربية على أنهم سرّاق إبل ، هذه المنطقة لم يكن فيها حضارة إطلاقا".

فكــرة أن تتعامل بهذا التعالي ( غير المبرر إطلاقاً ) ، ككاتب عربي .. مع ثقافة الجزيرة العربية ، وتزعم أنه لا علماء لغة عربية جاءوا من الجزيرة العربية ؟! .. وحتى أيضاً طريقة الحوار .. النزعة الاستعلائية الغريبة ، في التقليل من شأن تراث منطقــة كاملة ..

طبعاً ، هذه التصريحات جعلت هناك موجة رد عنيفة .. بدءً من هاشتاغ : #أخبروا_يوسف_زيدان .. مروراً بتصدي اعلاميين سعوديين وخليجيين لدعوات زيدان ، بل إتهــامهم إياه ( بالسرقة الأدبية ) لرواية عزازيــل من رواية انجليزية قديمة بإسم ( هيباتيـا ) !

كما جاء في تقرير العربية ( التي تكون هادئة الى حد ما بخصوص هذه التصريحات ) :

 =========

حقيقة لم أفهم مبرراً واحداً يجعل كاتب بهذا الحجم ينزلق في تصريحات وتصرّفات شديدة الغرابة بهذا المستوى .. ضــرب في كل شيء منطقي ، أبدى عدم تفهّم لأبسط قواعد اللياقة بالامتناع عن التدخين أمام جمهور يستمع له .. أساء لفيلسوف ( التنوير ) في ندوة تناقش التنوير ..

والأهم ، أساء لتراث منطقة كاملة بشكل بالغ الفجاجة ، يستحيل تصوّر صدوره من ( مثقف ) بحجم يوسف زيدان .. ربما يصدر من بعض الشباب الذين يتراشقون بعضهم البعض عبر تويتر ..

ما هذا الذي يفعله صاحب ( عزازيل ) و ( النّبطـي ) و ( محال ) ؟!