يروق لي تشبيه الزواج بالبطيخة في عدم معرفة مضمونه، فالكثير من التجارب تثبت لي أن معرفة طباع الشخص كلها قبل الزواج أمرًا مستحيلًا. هذا لأن هناك أمورًا لا تظهر إلا بالعيش تحت سقف واحد، وأمورًا أخرى يحرص الطرفان فيها على تجميلها بشكلٍ أتوماتيكي حتى لا ينفر الطرف الآخر. فكيف يمكن تحقيق المعادلة ومعرفة حقيقة الشريك المحتمل قبل أن يُغلق باب الزوجية ولا يصبح الفرار خيارًا؟
عن نفسي أرجح كثيرًا طريقة الاختبارات، بمعنى أن نتعمد وضع الطرف الآخر في موقف مماثل للموقف الذي قد يقع مستقبلًا، ومشاهدة رد فعله وكيف سيتعامل مع الأمر. على الرغم من أن البعض قد يرون هذا غير أخلاقي، ولكن فكرة الزواج والبطيخة لم تترك خيارًا آخر غير ملتوي لكشف الشخص، ويبدو أن الطريقة المباشرة في السؤال وانتظار الإجابة ليست ذات فائدة لأن البعض قد لا يعرفون التعبير عن أنفسهم بشكل صحيح، والبعض الآخر قد يبالغون في تقريب أنفسهم إلى المثالية، وما بين هذا وذاك مصير مشترك مع شخص آخر ينتظر ويجب أن يكون الاختيار صحيحًا.
التعليقات