الإشاعة أو الشائعة ظاهرة اجتماعية قديمة، عمرها من عمر التواصل الاجتماعي حتى في أقدم أشكاله، ويستمر انتشارها وتأثيرها في عصر التقنية الفائقة غير عابئة بما أنجزه البشر من علم وثقافة وتقدّم. ومن بيئاتها اليومية المثلى، الأوقات التي نقضيها مع الأصدقاء والمعارف في تَسَقُّط أخبار المجتمع والناس والأحداث.

كانت الإشاعة، ولا تزال، بحاجة إلى فضاء عام يمكّن الناس من إطلاقها وتداولها. وبعدما كانت ميادين المدن والأسواق والمقاهي أبرز هذه الفضاءات، وبعدما كانت الإشاعة تنتقل ببطء نسبي لارتباطها بسرعة وسائل التواصل المتوفرة، باتت اليوم تنتقل من أقصى العالم إلى أقصاه الآخر في دقائق، بعدما حوَّلت التقنية العالم بأسره إلى مقهى واحدسواء أكنا سُذّجاً أم مشككين، أميين أم علماء، أطفالاً أم كباراً، فإننا جميعاً نتورَّط بالإشاعات، لما لديها من قدرة على الانزلاق من بين دفاعاتنا العقلية قبل الاستفسار عنها. فحتى المؤتمرات العلمية العالمية، مثلاً، التي يُنظر اليها على أنها من التجمعات الأكثر رقياً، لا تخلو من الإشاعات.

يقول نيغل نيكولسون، أستاذ السلوك التنظيمي في كلية لندن لإدارة الأعمال، في مقالة له في المجلة المتخصصة "سايكولوجي توداي"، إننا جميعاً، في حفلات الاستقبال الكبيرة وفي المؤتمرات العلمية "نتمتع بملذات النميمة عند الحديث عن الآخرين المدعوين خارج أوقات المحاضرات.

المكان يصير أشبه بسيرك كبير مخصص -بشكل رسمي أو غير رسمي- للإشاعة والقيل والقال. وأي مراقب من الخارج سيختبر بسهولة الشعور بالعجز والإقصاء".

الشائعة هي خبر أو قصة متداولة حقيقتها غير مؤكدة أو مشكوك فيها. وهي تختلف عن الدردشة التي تعني اختلاط الكلام وكثرته من دون طائل.

نستنتج من هذا أن الشائعة ليست مرتبطة بزمان أو مكان ولكن الشائعة قد كثر انتشارها ووسعت نفوذها منذ بداية الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ولكنها كانت موجودة منذ القدم ومعروفة ولكن كانت بين الناس والآن مع ظهور السوشيال ميديا لم يعد يعرف الناس من ينشر هذه الشائعات.

السؤال هنا

كيف نتغلب على هذه الشائعات؟؟