كيف يمكننا المحافظة على صحتنا النفسية من ذعر كورونا؟

بدايةً هذا التخبط وعدم المصدقية حول الأرقام ماكان يحدث إذا كان هناك مصدقية لدى الحكومات.

لكن دائما ليست الأرقام المعلنة دوما هي الأرقام المتواجدة بالحقيقة وهذا ليس مقصودا ولكن هذا العدد المعلن ليس سوى الأشخاص الذين خضعوا للفحص، ولأن من الصعب عمل مسحة لكل من هم مخالطين وأيضا من هم في إطار العدوى، بجانب شفاء حالات دون اللجوء للمستشفى، كل هذا قد نشعره في محيطنا دون رصده في الأرقام المعلنة.

لذا ليست الأرقام المعلنة انعكاسا للواقع.

مع كثرة الأخبار و تدفق الإشاعات و التهويلات برأيك كيف يمكننا السيطرة على صحتنا النفسية "خاصة أن هذه الأخيرة تلعب دورا كبيرا فى تخفيض و زيادة المناعة " ؟

أتعامل معه كأي مرض، لا أنكر في البداية كنت أشعر بالقلق والخوف لكن وجدت أن الوضع سيكون سيئا، وسيصاب الشخص بأمراض نفسية كثيرة على هذا المنوال، لذا قررت أتعامل معه على أنه مرض مثل أي مرض، له احتياطات معينة لعدم الإصابة اتبعها وبعناية، وليقضي الله أمرا كان مفعولا.

وتدريجيا أصبحت أفضل، أحيانا أتسائل لماذا أتعامل بهذا البرود، ولكن هذا ما يجب أن يفعله الجميع للحفاظ على صحتنا ولنستطيع مقاومة الوباء.

بدأت أتعامل معه بفكرة القدر، فيروس وظهر مثل كل الاشياء التي تظهر فجأة، لا يجب أن تتوقف عنده الحياة، يكفى الحرص واتخاذ إجراءات الوقاية والحفاظ على النفس، وبجانب ذلك يجب أن نشغل أنفسنا بأشياء مفيدة حتى لا نستسلم لهذا الزعر.

في النهاية الخوف المبالغ فيه لن يقل من حدة الفيروس، ولن يمنع اصابتنا، لذلك لا فائدة منه.

المساهم الأكبر في ذلك هي وسائل التواصل الاجتماعي التي يكون ورائها الكثير من الأشخاص والهيئات تتناول الأمر بشكل مغلوط مما يؤدي لبناء جدار كامل من الشائعات التي لا تقل خطورة عن الفيروس ذاته.

في حين تعمل الدول على محاربة الفايروس وحصره والتصدي له، عليها أن تعمل على تقليص ما أمكنها من الشائعات لذلك عليها في البداية أن توفر الشفافية والمصداقية الكامل في تواصلها مع المواطنين ونشر الأعداد الحقيقية للمصابين والوفيات دون تجميل وعرض ما تستطيع تقديمه من امكانيات وفي حال عدم امكانها من احتواء الأمر تطلب المساعدة من جهات مختلفة.

ثانياً يتفرع دور الدولة في انشاء جهات رقابية على الصحافة الحرة والصفحات التي تمتلك المصداقية تتحاور وتتعاون معهم في محاربة الاشاعات ونشر فقط التفاصيل الخاصة بوزارة الصحة والهيئات الحكومية وأن تفتح معهم جهة اتصال وتواصل لتطلعهم على تفاصيل الأمور التي يمكن فيما بعد نقلها للناس.

ثالثاً: فرض العقوابات على الصفحات الالكترونية التي تقوم بنشر الشائعات وبث الذعر النفسي في قلوب الناس وتسميتها وجعلها عبرة للكثيرين كي لا يتكرر الأمر.

رابعاً وهو الدور الأهم ويقع على الجهة الأصعب وهي الأفراد المستقبلون لهذه الاشاعات وهنا لا نستطيع السيطرة بشكل كامل على هذه الفئة فهي تقدر بملايين الأشخاص، كلاً منهم له صفاته وطباعه الشخصية الخاصة، فمن يقوم بمشاركة خبر على سبيل المزاج لا يمكننا لومه بل علينا توعيته، لذلك هذه الفئة تحتاج لتعليمات قادرة على مخاطبتهم بمختلف عقلياتهم وشخصياتهم.