قد نصادف في هذه الحياة، سواء في الأماكن العملية أو الاجتماعية، شخص يدقق في أبسط التفاصيل، يظهر تفوقه على الجميع، ولو فتحت معه أي موضوع سيظهر لك عارفا به، سيناقشك لساعات ولو لم يكن كلامه يستند الى مرجع أو علم محكم، إلا أنه يعمل على إظهار الجهل الذي يمتلكه الناس في بيئته، وفي الاصل لا يمتلك معرفة كما يدعي، إلا أن موقفه وأسلوبه في التحدث يظهره في مكانة يعتقد فيها الناس أنه شخص حكيم.

يشار لكلمة المتحذلق في القواميس اللغوية، بأنه ذلك الشخص المتصنع، من يولي اهتماما زائدا لتعلم الكتب والقواعد الرسمية من أجل التباهي فقط وليس لرفع من المستوى الثقافي والفكري.

ولعلنا كلنا عندما نكتب منشورا على مواقع التواصل الاجتماعي، قد لا ننتبه أحيانا لبعض الأخطاء الكتابية، وعندما نكتشف الأمر نتضايق من هذه الزلات التي وقعنا فيها ونصحح الأمر، إذا صادف المتحذلق اللغوي منشورنا، فسوف ينزعج ولا يمرر الأمر هكذا، لا يناقشك في فكرة الموضوع المطروح، بل مهمته هو ترصد للأخطاء بدقة، والغالب نقذه يأتي استهزاءً بنا وليس نقذا بناء من أجل التصحيح.

في دراسة أجريت عام 2016 للعثور على العلاقة بين متلازمة المتحذلق اللغوي Grammar pedantry syndrome (GPS) والخصائص الشخصية. وقد تبين بأنه لا توجد علاقة ظهور هذه المتلازمة بالجنس أو العمر أو المستوى التعليمي. ووفقًا للدراسة أخرى أظهرت بأن هذه المتلازمة قد تكون من أشكال الوسواس القهري، حيث يشعر المتحذلق اللغوي بنفس شعور المتوسوس قهريًا، فيتولد لديه رغبة قوية لتصحيح كل خطأ نحوي أو لغوي أو مطبعي قد يرونه. كما لا يرتاحون مع شعور قوي بالقلق والإحباط بعد رؤيتها.

من خلال هذه الدراسات، اتضح بأن المتحذلق اللغوي يملك صفات:

  • مهووس بالتدقيق اللغوي، ولديه اعتقاد بأن الشخص الذي يكتب بدون قواعد للغة هم أقل ذكاءً من الأخرين، ولو تعثروا في تلك الثغرات بدون دراية منهم.
  •  لا يغفر لمن لا يستخدم علامات الترقيم، أو من يستخدمها بطريقة خاطئة. 
  •  لا يمكنه تحمل كتابة الاختصارات مثل asap-LoL- hru. 

ولكن، دعونا نكون صرحاء مهما كان المتحذلق يملك من السمات التي تبدوا لنا غير لائقة إلا أنه أكثر شخص مناسب لتدقيق الأعمال الأدبية لقوة انتباهه وترصده للأخطاء الظاهرة كانت أو الخفية، يملك مهارة مميزة قد يعجز في تطويرها الكثير من الكُتاب.

ماذا عنك، هل صادفت في حياتك المتحذلق اللغوي؟ وكيف تنظر له؟