عندما هممت بقراءة ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور أول مرة، وجدت نفسي في مواجهة نص غريب عن ذائقتي، تركني في حالة من الحيرة، لا أبالغ إن قلت أني وجدت صعوبة في فهم واستصاغة الكلام، ربما ذلك لأني كنت صغيرا أو غير متعود على أسلوبه، تركته زمنا ثم عدت اليه لاحقا، الشاهد، جعلني هذا أتساءل: لو كانت قراءة الكتاب مربوطة بفترة محدّدة لكونه جزءا من دراستي أو من مشروع مثلا، لم أكن لأملك حرية تأجيل قرائته بقدر ما كان سيكون لزاما علي محاولة فهمه كالبحث عن شروحاته والنقاشات حوله لإنجاز ماعلي من جهة ولتوسيع مدارك عقلي من جهة أخرى، فإن سبق وتعاملتم مع كتاب غامض أجبركم على الخروج من منطقة الراحة اللغوية والأسلوبية المتعودين عليها، وكنتم مجبرين على قرائته، كيف تصرفتم؟