هل نحن على إستعداد للتخلي عن آرائنا إذا تبين خطؤها؟ فكرة من كتاب المغالطات المنطقية

قد يكون الشخص جاهل بهذه المغالطات من الأساس فيستدل على أفكار لبناء رأيه الذي بطريقة خاطئة ومن هنا يضعف رأيه ومحاججته له، وإن كان متقبلاً للرأي فلا ضرر من بيان هذه المغالطات له بسلاسة.

أن يكون في موقف ضعيف وعدم قدرته لإثبات وجهة نظره، هذا لديه خلفيات كثيرة أخرى غير المغالطات المنطقية، قد هنا يكون الشخص غير ملم بالفكرة أساساً بنسبة أكبر من استخدام المغالطة المنطقية في إستنباط الأدلة والمحاورة بها، من يستخدم المغالطة غالباً لديه فكرة وموقف واضح نسبياً بناها عليه.

أسوأ أنواع المغالطات في رأيي، التحريف وأن يلجأ الشخص لأن يحرف حجة الطرف الآخر لتسهيل الانتقاد، ولجعل حجته تظهر أقوى وأصح.

قد تكون هذه المغالطة قريبة لمغالطة التحيز الشخصي فَتريّ شخص يأخذ حجة الطرف الآخر ويبنى على بعضها دون الرؤية الكلية لها من أجل أن يتحيز لرأيه الشخصي بالدرجة الأولى متناسياً الهدف الأسمى وهو نقاش الفكرة.

كذلك عدم الترابط بين المعطيات والنتيجة، بمعنى تقدم حجج سليمة وقوية لكن لا يوجد ترابط من الأساس.

تم ذكر هذه المغالطة في الكتاب، من الجيد حقاً أن نعلم مصدر هذه المغالطات، لو قررتِ قراءة هذا الكتاب سترين كثير من أدوات وطرق النقاش التي نستخدمها دون وعي وتكون في الأساس مغالطات منطقية، أفادني هذا الكتاب جداً بالرغم من أنني كنتُ أظن أن لدي خلفية لا بأس بها بمعايير إدارة النقاش، لكن يكتشف الإنسان أنه لا يعلم كل شيء دائماً وهناك المزيد ليتعلمه.

أحترم رأيكِ يا أسماء، لكن الأمر لا علاقة له بإطلاق الأحكام مطلقاً ولا إخضاع هذه المغالطات لنفس مبدأ إنشائها، هذا الكتاب مبني على دراسات علمية وأدبية لمصطلحات إغريقية ولاتينية وأجنبية وجدت من فجر التاريخ وكيف يمكن أن نستخدمها كمغالطات دون أن نعلم مصدرها وكيف علينا أن نكون على استعداد لسؤال الأسئلة الحقيقية بدلاً من تبرير ما نعتقده سلفاً.

الهدف من ذلك أسمى بكثير، هدف الكتاب هو تهذيب أسلوب النقاش، إعطائك مفاهيم من أجل الإلمام دائماً بالفكرة الصحيحة والتي ليس من الضروري أن تكوني تحمليها أنتِ، بل نحترم أفكارك ونبني عليها من أجل الهدف الأبقى وهو نشر الفائدة وأنماط التفكير الصحيح في الوصول إلى الحوار القيّم، هل هذا يعني أن رأيكِ لا يحترم ويتم إلغاه؟ لا بالطبع فقد ساهم رأيُك بالحقيقة أيضاً.

كيف نحكم على وجهة نظر كاملة ونقوم بتغيرها لأن الاستدلالات عليها كانت خاطئة؟"

لو أخبرتُكِ هنا أنكِ وقعتِ في مغالطة منطقية تسمى تجاهل المطلوب لأن موضوعي تحدث بشكل واضح عن أن كشف هذه المغالطات هو في سبيل إثراء الآراء وليس الحكم عليها إطلاقاً ومع ذلك قررتِ في تعليقك أن تذهبي لأن الهدف هو الحكم على الآراء وتخطيئها، هل هذا يعني أنني لا أحترم رأيك أو لا أتقبله، بالعكس أنا أبني عليه فائدة كما أنتِ ستبني على ردي فائدة ما وهكذا.

بل علينا مناقشة الفكرة نفسها من جذورها

فكرة كشف المغالطة هي أصلاً تخضع لسبيل إرجاع أي فكرة إلى جذورها تماماً بالشكل والوصول المناسب والصحيح وهذا لا يعني أن كل الطرق الأخرى مخطئة، لكن نُفَعّل الطرق الأفضل والأنسب بدلاً من فتح طرق الإستدلال على مصراعيها بكثير من المغالطات التي قد تودي بالنقاش لما لا فائدة للعامة به.

من الجيد معرفة ذلك عن نفسك، وما أراه جيداً من خلال الكتاب هو أفضل من أن يتم مقارنته فقط بالصحيح والخاطئ، بل هو كما قلت في إقتباس ستيف جوبر أنه "محاولة إحداث التجديد" وهذا يتطلب الكثير من الطاقة لتقبل الإنتقاد والأخطاء وتصحيحها.

يقول الدكتور عادل مصطفى "كن على استعداد من حيث المبدأ للتخلي عن رأيك إذا ما تبين خطؤه، اسأل سؤالا حقيقياً، سؤال من يبحث عن الحق لا عن مجرد تبرير لما يعتقده سلفا"

وانا أيضاً مستعدة للتخلي عن رأيي بل وسأحترم رأيي حتى لو كان خاطئاً لأنه ببساطة جعلني أصل لما هو صحيح، الأفكار الصحيحة والجيدة الآراء المنطقية ذات الحجة القوية هي سلاح معرفي وعقلي قوي جداً، سأفضل إمتلاكه على أن أتعنت لرأيي وأتمسك به إذا كان به ثغرات إستدلالية ومغالطات غير صحيحة في الوصول إليه، تعديل أنماط التفكير شيء ملفت جداً ومحبب لي جداً لأنني أحب كيف سأرى نفسي بعد سنوات، كيف تغيرت آرائي للأفضل وكيف تحسنت طرق تفكيري.

أسوأ مغالطة أقابلها دائمًا ، هي قول بعض الناس ( الكل يفعل ذلك إذن هذا صحيح) عند مواجهتم برأينا تجاه موقف ما .

هذه المغالطة تسمى في الكتاب الاحتكام إلى عامة الناس ويقتبس الكاتب من قول ديكارت إن موافقة الكثرة ليست دليلاً على الحقائق عسيرة الكشف، وإنه لأقرب إلى الاحتمال أن يجدها رجل واحد من أن تجدها أمة بأسرها.

ويضع الكاتب المزيد من الأمثلة الواقعية العادية مع شرحها، وكيف يستخدم الناس هذه المغالطة بكثرة دون إنتباههم.

أرى دائمًا إنتشار المغالطات في الأمور السياسية والدينية ...الخ .

أنصحك بقراءة الكتاب إن كنتَ مهتماً بكشف مغالطات هذين الجانبين، حيث أنه يكشف أيضاً الكثير من المغالطات التي يحتكم لها القادة والحكام بشكل بسيط سلس ومدهش.