الذكريات و اثرها على النفس

أسوء ما يمكن أن نعايش يوماً هي الذكريات، ولكن لأقول الحقّ فعلاً اكتشفت أمر غريب في كنه الذكريات، أو ربما أمر غريب أنا في نفسي، حيث أنني بعد سفري واغترابي بتُّ أشعر بأنّ الذكريات الجميلة هي أقسى بكثير من الذكريات السيئة، الذكريات السيئة تزيدني فرحاً بأنني تخطيتها وأقول دائماً عند ذكرها: الحمدلله ها أنا هُنا الأن وبخير. أما مشكلة الذكريات الجميلة تأتي في أنّ زوالها يشكّل حزناً، تراكمها تشكّل زمناً لا يمكنك أن تتخلّص به ببساطة، ربما اليوم بتُّ أفهم حقاً معنى الزمن الجميل في عقول آبائنا وكثرة تحسّرهم على فواته، هم يعانون وكانوا يعانوا فعلاً مع ذكرياتهم الجميلة، مع أوقاتهم في ذلك الحين وإن تخللها بعض المآسي، هم لم يذكروا ذلك، بل استمرّوا اعتماداً على الذكريات السيئة وبات ما يوقفهم وما يؤلمهم أخيراً كل اللحظات السعيدة فعلاً، المواقف الحلوة ومن رحل من الأصدقاء والأهل آخذاً معه كل ما مضى من السعادة وراح.

مهما كانت طبيعة هذه الذكريات سواء جميلة أو حزينة، فيبقى لها دورًا هامًا في تشكيل هويتنا وطريقة تفكيرنا وسلوكنا. إنها تعطينا فرصة للتذكر الأوقات الجميلة والممتعة وتعزز الروابط العاطفية مع الأشخاص المهمين في حياتنا، ولكن مع ذلك، قد تكون الذكريات أيضًا مؤلمة وتسبب لنا الحزن والألم.

وأحيانا قد تتأثر نفسيتنا بشكل كبير بالذكريات السلبية، فقد تؤدي إلى القلق والاكتئاب ومشاعر الذنب والغضب، لذلك تجربة الأحداث السلبية قد تترك آثارًا عميقة على نفسيتنا وتؤثر على علاقاتنا وأدائنا في الحياة.