إن من أهم أسباب التطور المعرفي والعلمي هي الترجمات، والتي كانت لها اسهام كبير في نهضة العلوم العربية بعد ترجمة الكتب الإغريقية، أو أيضا في نهضة الغرب الذين ترجموا العلوم العربية فيما بعد،

ولعل ترجمة العلوم الآن من لغة العلم الحالية(الإنجليزية) ليس بالأمر المستحال تنفيذه، فمثلا ترجمت كل من الدولة السورية والسودانية العلوم كالطب إلى اللغة العربية، مع اللأخذ بالاعتبار أن الأطباء من الدول التي أسلفت ذكرها معروف عنهم بمستواهم الجيد في مهنتهم،

قد يؤثر هذا التسهيل على الطلالب بالترجمة على فهم طلاب العلم له فهماً أعمق للتخصص، حتى اذا أرادوا الاستزادة والتوسع والاطلاع على الجديد وقراءة الكتب والمجلات الأجنبية فيما بعد، لم يؤثر الأمر على فهمهم الأساسي لها، وهذا الأمر مثبت عند مختصين اللغات والذي تابعت دورة في هذا المجال باسم (الوعي اللغوي) للمهندس أيمن عبدالرحيم ،يمكنكم الاطلاع عليها في يوتيوب.

تراجع الترجمات في الكتب الثقافية

في كل سنة يقوم بيل غيتس الملياردير المشهور، بنشر قائمة الكتب التي ينصح بها من قرائاته لذلك العام، وهي كتب متتوعة بين الادراة والاقتصاد والكتنولوجيا والعديد من المواضيع الأخرى، أبحث عن هذه الكتب واقرأ عنها فأجد أنها مثيرة جدا فعلا للاهتمام، ولكن تمر السنوات ولا تتوفر لها أي ترجمة للغة العربية!

فهذه الكتب بعتبرها أصحاب دور الترجمة والنشر ( غير مربحة ) فالاتجاه الأكبر هو للروايات وكتب تطوير الذات والتنمية البشرية - المشهورة - وإلا فترجمة كتاب غير مشهور عربيا يعتبر خسارة تجارية لدار النشر،

فيعزفوا عن هذه الكتب المهمة ولا تصل للعرب! وأنا أتفهم هذا حقا، ولعلي سأتصرف نفس التصرف في حال كنت في مكانهم.

فما الحل إذاً؟

أثناء قرائتي لكتاب ( شمس العرب تسطع على الغرب) -صفحة 184 تحدث المترجم عن نشاط حركة الترجمة المذهل في العصر العباسي، حيث تدفق المترجمين لبغداد لنقل اللعوم من مختلف اللغات (اليونانية - الفارسية - السريانية.....) إلى العربية بايعاز من الخلفاء، وكان يصرق لهذه الترجمات مبالغ طائلة جداً، تقدر بميزانيات دول وقتها ، وتصل لدرجة أن ينفق عليها بعض العلماء الأغنياء بما بيفوق خزينة الدولة العباسية في وقتها ( أي ما يوزاي عشرات المليارات من الدولارت في وقتنا الحالي)، ومن ثم بعد ذلك ظهر التطور الجوهري والحقيقي للعلوم العربية، التي بنوا علمهم فوق علوم الحضارات القديمة التي سبقتهم إليها، وبالطبع كانت تلك الترجمات تنتشر حتى تصل للدول الأخرى كالأموية في الأندلس،

فماذا علينا أن نفعل الآن؟

سنستفيد من ماضينا، ونكرر التجربة ولا بد من هذه التكرار أن يجلب نتائج لا بأس بها فيما بعد،

فما هي وظيفة مجامع اللغة العربية؟التي كانت تترجم هذا الكتب الغير تجارية في وقت من الأوقات، يجب أن تخصص جزء من ميزانيات الدول لهذا الأمر الهام جدا، ودعم طباعة الكتب (المفيدة) ونشرها،

وحتى لو تقاعست الحكومات، فأقترح أن يُفتح الباب للأفراد بالتبرع والمساهمة في أموالهم في سبيل تطوير حركة الترجمة، والأمر ليس مستحيلا علينا، فهناك ملايين التبرعات من العرب تصرف في مصارف أخرى، حتى على مستوى ضيق فأجد العديد من صناع المحتوى يقومون بجمع مساهمات من المشاهدين حتى يستمروا في تقديم المحتوى المثري الخاص بهم.

شاركنا برأيك... ما رأيك بالحل الذي اقترحته؟