تم قتل الكثير من المفكرين بسبب أفكارهم لكن الذين قاموا بقتلهم لم يدركوا أن الأفكار لا تموت أبدا .
دور الأفكار في تغيير المجتمع
لكن هل تغير المجتمع؟
أرى أنها مجرد تضحيات لا غير، المجتمع يفكر في الأكل والنوم والتكاثر فقط، قد يتهتز لفكرتك، ولكن بشكل مؤقت، ما إن تختفي، أو تموت، يحزنون عليك يومين، وانتهى الأمر، وعادوا لحياتهم العادية
تغيير المجتمع بالإيجاب أو السلب لا يتطلب أفكار فقط، يتطلب نمط حياة كامل، يتطلب إعلام وفن وسينما وتعليم وترابط أسري ومجتمعي، أما الأفكار المجردة فهي مجرد شعارات ليس إلا
الأفكار لا تموت وبعمليات القتل هذه تنتشر وترسخ في العقول أكثر، مثلما حدث مع المفكر فرج فودة، فعندما تم سؤال قاتله عن معنى العلمانية التي قتله بسببها، قال أنه لا يعلم!
شخصيا لم أحب فرج فودة وبالطبح لا أؤيد قتل أي شخص، ولكنه استفز الكثير من فئات المجتمع بتعمده استخدام السخرية المستمرة، لا يمكننا نشر الافكار بالصدام المباشر مع المجتمع، فتغيير الأفكار عملية ممتدة وطويلة الأمد وتعتمد على جذب أكبر عدد من فئات المجتمع المختلفة لهذه الفكرة
وحتى لو إستفز فئات من المجتمع، وحتى لو أخطأ، وحتى لو ألحد وأنكر الديانات الإبراهيمية وإتبع إحدى الديانات الأرضية، أو أصبح شخص لا ديني ولا يؤمن بأي ديانة، ليس من حق أحد الحكم عليه بالقضاء على حياته، من حق الجميع مهاجمة أفكارة أو مقاطعة أعماله أو تجاهله... ليس قتله أو حتى التعرض له بأي أذى مهما كتب، ومهما إعتقد البعض أن ما يكتبه مستفز كما تقول.
لا أؤيد قتل أي شخص، بل على العكس أرى أن قتل أمثال فرج فودة يعطيه قيمة لا يستحقها،فهو لم يفدم فكرا او علما حقيقية، فقط اكتفى بالسخرية والنقد.
الأمر الأخر هو انه يمكن لأي شخص اعتناق الأفكار التي يريدها، ولكن الهجوم على أفكار الغير حتى لو كانت خاطئة له عواقب، النقد والمناظرة له أساسيات أما الهجوم المباشر فهو أغبى وسيلة للنقد والتغيير
الأفكار أخطر من السلوكيات في رأئي
مثلا قاتل يدرك جريمته سواء قانونيا أو دينيا
أم مسالم "يعتقد" أن القتل ليس بجريمة
الأول سيسفك الماء زادت أو قلت وقد يتوب وسيتمكن من ذلك مدة حياته فقط.
أما الأخر فعدم رؤيته للمشكلة قد تدفعه لارتكابها بسهولة بالأضافةإلى أن تقبله لمرتكبها سيشجعه ويجعل منه داعم له ومع زيادة الأعداد بنفس الفكرة المغلوطة تتحول لرأي جمعي لا يهتز أمام الجريمة ولا يحتقر مرتكبيها فينزع حتى الخوف من الناس والمجاهرة بالجرائم بل وأحيانا المباهاة بهل وقد تمتد تلك الفكرة الملوثة لأجيال...دمار حقيقي
ربما يصعب التفكير في الأمر مع جريمة كالقتل لكن ماذا عن التحرش مثلا...
لا يمكن أن تموت الفكرة لمجرد أن قائلها قد قتل، فكم أديب، كاتب، شاعر وغيرهم تركوا لنا إرثا كبير نفتخر به، فأفكارهم أصبحت
دليلًا نمشي ونهتدي عليه، في حين أن هناك أفكار مظلمة اقتنع بها البعض وقلبت حياتهم رأس على عقب.
الأمر يعتمد على طبيعة الفكرة، هل هي بناءًة، تساعد على تطور مقتنعها أم أنها تحول الشخص من شخص ايجابي إلى سلبي.
التعليقات