شاهدت مقطع فيديو مؤثر ومؤلم من الحرب الحالية، وأشعر بأن صدمته أثرت بشكل كبير على قدرتي على التركيز وأداء عملي اليومي بشكل طبيعي. كيف يمكنني التعامل مع هذا التأثير النفسي والعودة إلى ممارسة نشاطاتي الضرورية بروح أكثر اتزان؟
شاهدت فيديو مرعب من الحرب الحالية، يعطّل بقسوته عملي اليومي الضروري، ماذا أفعل؟
أظن أنه قد يكون من المفيد أن تفرغ تلك الشحنة العاطفية، ممكن عن طريق أن تحكي لشخص مقرب منك عما رأيت أو حتى تعبر عن مشاعرك كتابة، قد يساعدك هذا في تقليل الثقل العاطفي الذي تشعر به حاليا. كما أنني لا أنصحك أن تنقطع تماما عن مشاهدة هذه المقاطع، فمن الضروري أن نظل مدركين ومتذكرين ما يحدث وما يتعرضون له حاليا من ويلات الحرب، لكن مع ذلك لا تكثر منها أيضا لكي تستطيع مباشرة أعمالك ونشاطاتك
المشكلة أنني حين أتكلم مع أي شخص آخر مقرّب أو غير مقرّب أراه لا يحملني ويستوعبني بل يكون هذه الأيام مرهقاً أكثر مني بكثير، بعضهم يبكي قبل حتى أن أتأثر إلى هذه الدرجة، بظل مجتمع كامل محقون لا أعرف من أين يمكن أن نطلب المساعدة نفسياً.
بالفعل لقد أصبح الجميع يكتمون ألم عميق وحزن شديد يكفي أن تحكي عن صورة أو فيديو شاهدته لكي ينفجر الشخص بالبكاء. لا أريد أن أصل بالأمر لطلب المساعدة من معالجين نفسيين مختصين، لكن أظن أن في هذه الحالة قد يكون التدوين عما تشاهده طريقة لا بأس بها
سأنحو بنفسي اتجاه التدوين لإنني قد جربت مسبقاً مسألة الاستشارة الصحية النفسية وراح المعالج مباشرةً نحو الوصفات الكيميائية للأمور ومعالجتي طبياً وأنا لم أكن بحاجة برأيي لمسكّن آلام نفسية، بل لتفكيك هذه الآلام منطقياً ولذلك يبدو أن الدين والكتابة الآن يلعبوا دور جوهري بالحل بحسب اطلاعي على مساعدات الأصدقاء في المساهمة.
أن حاولت فعل ذلك ستفقد قيمة مشاعرك بالتدريج مع كل موقف تتعرض له ثم تحاول كبت أثره، وإن لم تحاول فكما تقول ستتأثر بالسلب، والحل الافضل لعدم ظهور استجابة كما تعلمنا هو تجنب التعرض للمثير، فأنا اتصفح صادفني فيديو أعلم أنه للحرب يمكن أن لا أفتحه، هذا لا يعني أن أكون جبلة غير داعم، ولكن أدعو لهم وابذل ما يمكن بذله، أما المشاهدة فلن تسبب إلا مثل ما سببت لك فقط.
بصراحة أنا اتعمد مشاهدة مثل هذه المقاطع كلما سنحت لي الفرصة، التأثير الذي تخلقه هذه المقاطع أنا أحصل منه على فائدة فعندما أدعو لهم أدعو بصدق، وعند وقوع ابتلاء أو حدوث مشكلة أقول حمداً لله ليست كمصيبتهم، حتى في التفاعل مع الحياة بدأت أحتقر كل من يمضي وكأن شيئا لا يحدث، أرى أن التجنب سوف يخلق جمود وسأكون بذلك تخليت عن نصيبي من معانتهم التي هي أقل صورة من صور التضامن.
لم أفهم كثيراً ما كتبت، سأضع لك ما فهمت منك على شكل أسئلة وصحح لي لو سمحت، ماذا يؤثر هذا على فعلك؟ تشاهد فقط لتزيد الأقوال؟ أو لتشعر فقط بتميّز عن الآخرين؟ أين التضامن إذا هناك أشخاص إلى هذه اللحظة بعد سنة حرب لم يرسلوا ١٠$ كتبرع؟ الأقوال وحدها والأدعية لا تشكّل شيء إذا كانت همّتنا صفر وأفعالنا صفر، لقد أخذنا وقت أكثر من كافي للتحرك والمساعدة ولو بالتبرع وماذا فعلنا به؟ لاشيء إلا القول. أنصحك أن تكف عن الاستمرار بأذية نفسيتك بالمشاهدة إن كان هذا لا يحرّضك على فعل.
أنا أيضًا أواجه نفس المشكلة من وقت لآخر، ولهذا السبب قمت مؤخراً بإيقاف التشغيل التلقائي للفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، كما علمت أن استعادة توازني النفسي تكمن في ممارسة تقنية التأمل والتنفس العميق التي تهدئ العقل وتخفف من حدة التوتر والقلق لدي نتيجة الصدمة النفسية، أنصحك بتخصيص وقت ولو لعدة دقائق فقط لتمنح فرصة لعقلك ليسترخي، وهذا سيمنحك القدرة على التركيز في أعمالك يومياً بشكل طبيعي.
التعليقات