"والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون" [آية كريمة] . قيل هذا "تمثيل لذهاب الشعراء في كل شِعْبٍ أو سبل من القول واعتسافهم وقلة مبالاتهم بالغلو في المنطق." وهذا الكلام تُظهره الكثير من الصور الشعرية التي نجد فيها مغالاة وخروج عن المنطق .. لاحظوا مثلا أحدَهم يصف مشهدا في معركة:
ضَرَبْتُهُ فِي الْمُلْتَقَى ضَرْبَةً ... فَزَالَ عَنْ مَنْكِبِهِ الكَاهِلُ
فَصَارَ مَا بَيْنَهُمَا فَجْوَةً ... يَمْشِى بِهَا الرَّامِحُ وَالنَّابِلُ
فبمقياس العقل والعادة لا يمكن أن نتصور ضربة سيف تفصل الكاهل عن المنكب تاركة فجوة أو فراغا يسمح لجيش من حاملي النبال والرِّماح أن يمروا بينهما.
- هل يدخل الغلو في القول ضمن صناعة الشعر، وما حدود مبالغات الشعراء في أشعارهم؟
- فما رأيكم يا كرام؟
التعليقات