هل أنتم مع ام ضد ضرب طلاب المدرسة المشاغبين و الذي يهملون الواجب حتى و إن كان بسيط و تأديبي و لماذا؟
ضرب الطلاب في المدارس هل ينفع؟
بالطبع لا وألف لا، أنا على سبيل المثال إلى الآن أتذكر بل لا أسامح بعض الاساتذة الذين كانوا يتعاملون بعنف معي ومع الطلاب بالفصل وفتح الباب لهذا يجعل النفسيات المريضة وهي تمثل كثير من المدرسين من خبرتي بهم تستغل هذا للفجر في العقاب والضرب وهكذا، فأحد المعلمين بمدرستي مثلًا ألقى بعصاه الخشبية في وجه طالبة وأدى ذلك لجرح تطلب خياطة وآخر كان يهين الطلاب بضربهم على مؤخراتهم وآخرين كانوا يستخدموا فروع الشجر والمساطر المعدنية وغير ذلك الكثير، فتح الباب لهذا يحول المدرسة من مكان للتعليم لزنازين تعذيب.
هذا ضرب عنيف جدا لذا أثره سلبي جدا نفسيا وبدنيا، لكن يمكن الضرب ولكن بطريقة لا تؤلم ضرب بسيط يشعر الطفل بالخطأ، وأن يكون آخر حل يمكن اللجوء عليه، اعلم أن الجميع سيهاجمني، ولكن لو نزلت لأرض الواقع ستجد أطفال متمردين يصعب التحكم بهم ولا يهابون إلا العصا، وأعتقد رأيتهم حتى بالصف الخاص بك وبالمدرسة لا تقس الكل عليك، بجانب ذلك الأم بالمنزل عندما يفيض بها الأمر تضرب ابنها، المهم هو كيفية الضرب وحجمه، أن يكون وسيلة للتقويم وليس وسيلة للتعذيب وهنا الفرق
ولكن بطريقة لا تؤلم ضرب بسيط يشعر الطفل بالخطأ، وأن يكون آخر حل يمكن اللجوء عليه،
إن لم يكن الضرب يؤلم فستجد أنه لا يؤدي الهدف المرجو منه، وهو التأديب، فهؤلاء المشاغبين لن يهمهم إذا ضربهم المُدرس وقد يمثلون أنهم توجعوا من الضربة وحسب ثم يعيدون الكَرة. لن أناقشك في فكرة العنف وراء الضرب، ولكن سأناقشك في أنه إذا كان الضرب خفيفًا فمن الأفضل البحث عن طريقة فعّالة أكثر لأن الضرب سيكون مثل عدمه.
الضرب هو وسيلة عقابية، وليس للأذية، فالهدف منها تصعيد العقاب، فالفكرة نفسها تخلق نوع من الالتزام والتذكير بالشيء الذي يجب الالتزام به، وأعيد مرة أخرى أنه آخر وسيلة نلجأ لها عندما تفشل كل الطرق، أما عن المشاغبين فالضرب أحد الوسائل وبالمقابل يجب معالجة السلوك نفسه وتقويمه، وتصعيد الإجراءات في حال التمادي مثل الطرد والفصل في بعض الحالات، لن يكون الاعتماد على الضرب فقط، لابد أن يكون هناك إجراء تصاعدي وفقا للسلوك نفسه
الضرب هو وسيلة عقابية، وليس للأذية
هل يفهم الطفل الفرق؟
وهذا ليس أي طفل. بل طفل "مشاغب". يهمه أن يستمتع بغض النظر عن منظره أمام زملائه ولا يحسسه الضرب بالإهانة أصلًا.
وأعيد مرة أخرى أنه آخر وسيلة نلجأ لها عندما تفشل كل الطرق
صدقني لن تفشل كل الطرق قبل أن نصل للضرب. ستنفع طريقة ما. علينا أن نجرب فقط ولا نستسهل استخدام الضرب. من الأساليب التي أشيد بها مثلًا كبديل هي "التهميش"، فنحن سنلعب على نفسية الطفل هنا وإشعاره بأن فعلته أدت إلى تجنب الكل له حتى لو اضطررت إلى أمر زملائه بألا يتحدثوا إليه ولا يردوا عليه، حتى يشعر بخطأه ويعود فيعتذر.
الفطرة تقضي بأنه لا يوجد بشر في الكون كله يحب أن يرى نفسه مُهمشًا من الآخرين.
هل يفهم الطفل الفرق؟
وهذا ليس أي طفل. بل طفل "مشاغب". يهمه أن يستمتع بغض النظر عن منظره أمام زملائه ولا يحسسه الضرب بالإهانة أصلًا
بالتأكيد يمكنه التمييز، والطفل المشاغب قد يهاب الضرب أكثر من أي طفل عادي، لأن الطفل المشاغب غالبا طفل يحب الظهور والضرب هنا يأتيه بنقطة حساسة
صدقني لن تفشل كل الطرق قبل أن نصل للضرب. ستنفع طريقة ما. علينا أن نجرب فقط ولا نستسهل استخدام الضرب. من الأساليب التي أشيد بها مثلًا كبديل هي "التهميش"، فنحن سنلعب على نفسية الطفل هنا وإشعاره بأن فعلته أدت إلى تجنب الكل له حتى لو اضطررت إلى أمر زملائه بألا يتحدثوا إليه ولا يردوا عليه، حتى يشعر بخطأه ويعود فيعتذر.
أحد الطرق وهي فعالة ولكن ليست مع كل الطلاب، التهميش هذا قد يكون فعال مع نوعية الأطفال الحساسة، أطفال آخرين لا يأبهون لذلك من الأساس، لذا هناك طرق كثيرة للعقاب والتقويم، وآخرهم الضرب البسيط وهو فعال جدا ببعض الحالات
ولكن بطريقة لا تؤلم ضرب بسيط يشعر الطفل بالخطأ،
ليس هناك فرق، هذا النوع من العقاب سيكون له نفس التأثير النفسي للضرب المؤلم! وكلاهما سيؤديان إلى نفس المشاعر السلبية وفقدان الثقة بالنفس، خاصة إذا تم العقاب داخل الفصل أمام الجميع.
لو كلامك صحيح، فكافة الأجيال حتى جيل الثمانيات وبداية التسعينات كانوا مرضى نفسيين، الضرب بهذه الفترة كان وسيلة تعليمية، المهم ألا يكون ضرب مؤذي
الأمر إختلف بين القديم و الآن و الجيل تغير و طريقة التفكير تغيرت أيضا، فالآن حتى الأولياء أصبحوا يتذكرون من ضرب أبنائهم و من هنا يبدأ الإختلاف حيث إذا حدثت مشاكل بين ولي الأمر و الأستاذ و يرى التلميذ كل ذلك الحوار يتأثر بهذا الأمر نفسيا، و هذا الأمر لاحظت في العديد من التلاميذ، حتى أنه يصبح فقط ينتظر خطأ من الأستاذ ليخبر وليه و هذا ما يسبب كره للأستاذ.
لا يشترط أن يكونوا مرضى نفسيين، ولكنهم بالتأكيد تأثروا بالأمر بشكل سلبي وترك الموقف ندبة واضحة في قلوبهم، على سبيل المثال مازالت أتذكر موقف عنيف تعرضت له في طفولتي وحتى الآن أشعر بالحزن كلما تذكرته ويؤثر سلبًا على نفسيتي بدرجة كبيرة.
قولتي موقف عنيف، وهذا لا أوافق عليه أبدا فنحن بشر، لكن قلت ضرب غير مؤذي أبدا وكوسيلة أخيرة عندما لا تفلح أي طريقة
الضرب غير مقبول لأي سبب مهما كان، وهناك العديد من أساليب العقاب البديلة التي يمكن استخدامها لعلاج السلوك المرفوض لدى الطلاب دون أن يتسبب المعلم في كرههم للدراسة ومعاناتهم من المشاكل النفسية والجسدية، كما أن الطالب الذي تتم معاملته بالضرب والقسوة سيفقد ثقته بنفسه مما سيؤثر على قدراته الإبداعية ومستوى تحصيله، وسيتحول مع مرور الوقت إلى شخص عدواني.
كمعلمة أكتفي بتقليل درجات السلوك واستدعاء أولياء الأمور لإبلاغهم بالأمر، وعمل برنامج مناسب لتقويم السلوك.
بالتأكيد ضد التعنيف بكل أشكاله سواء ضرب أو حتى كلمات مسيئة للطالب تقلل من شأنه أو مستوى ذكائه، لأن اليوم نرى الضرب بالفعل قل مقارنة بالماضي ولكن بعض المعلمين يعنفون الطالب بكلمات سيئة تؤثر على العلاقة بين الطالب والمعلم وبالتالي على مستوى الطالب نفسه، فالطالب الذي يشعر بالقرب والتفاهم مع معلمه هو من سيتقدم تحصيله الدراسي، لي تجربة كمدرس تجريبي وكان بعض المدرسين في المدرسة يحذروني من الطلبة وأنه عليك تعنيفهم لو لم ينصاعوا لك، ولكني لم أخذ بكلامهم وتعاملت تعامل حازم وواضح وودي في نفس الوقت أدى إلى تقرب الطلبة مني حتى خارج أسوار المدرسة ولوحظ زيادة تحصيلهم الدراسي ليس في المادة التي كنت أدرسها فحسب بل في باقي المواد.
بالنسبة لي أي سلوك متكرر هو نتيجة لدافع قوي؛ بمعنى أن هذا الطالب المشاغب هو يريد لفت نظرك إلى شيء ما أو يقوم بهذا السلوك نتيجة لمعتقد معين عنده. أخي الصغير في العام الماضي كان يرفض الذهاب إلى المدرسة بحجة أنه مريض وكان هذا يتكرر كثيرا، وكانت مدرسة واحدة من معلماته تشتكي منه لأنه دائما ما يهمل الواجب. فوضعت له مسجلا صغيرا في حقيبته وفي اليوم الثاني أقنعناه بأن يذهب إلى المدرسة ولم أخبره بوجود هذا المسجل في حقيبته، لما عاد من المدرسة أخذت المسجل فسمعت فيه كوارث: كانت المعلمة تجعل الأطفال يحضرون لها الماء ويخدمونها وكانت تسبهم بألفاظ لا تليق بقدوة لأطفال وكانت كثيرة القول للأطفال يا أغبياء وأشياء مثل هذا. والفاجعة أنها كانت تضرب الأطفال بالعصا على ظهر أيديهم وتجعل الطفل الذي لا يكتب الواجب يقف رافعا يديه أمام الباب حتى يراه كل من يمرون من أمام الحجرة.
فكانت بدلا من أن تتناقش معهم كانت تعاقبهم وتسبهم. قد يكون هذا سلوك فردي لكن أنا أؤمن أن الضرب لا يليق حتى بالحيوانات فما بالكم بأطفال نريدهم أن يكونوا أسوياء نفسيا في المستقبل..
جريمة، حتى ولو مس خفيف، حتى ولو لمس بغير إذنه، هذه جرائم يجب أن يعاقب عليها القانون ومن يتبنى هذه الأمور إذا قبل أن أؤدبه أنا بنفس الطريقة أمام الناس عندها يمكن أن يؤدب الأطفال بهذه الطريقة، من مبدأ ما تقبله على نفسه اقبله على الآخر. لا يوجد تأديب بالضرب، اليوم صار هناك آلاف وربما عشرات آلاف الكتب التي تتحدث عن التربية وكيف يجب أن تكون لتنشئة طفل بصحة نفسية جيدة، من يريدنا أن نقفز فوق كل هذه المعرفة وأن نضرب الأطفال أو حتى نمسّهم مس خفيف؟
أراقب أصدقائي، معظمهم مرضى نفسييين بسبب معاملة آبائهم ومدارسهم، مشاكل عصابية ونفسية غاية في العمق بسبب هذه الاعتداءات المبررة خفيفة وقوية، الجسم الإنساني لا يجب أن يكون مستباح من أي أحد، مهما كان هذا الأحد سواء أمه أو أبوه أو معلمه، يجب أن نحترم الطفل الذي لدينا كما نحترم المعلم مثلاً ذاته، أو المسؤول الحكومي، هل نؤدبهم عند الخطأ بالضرب الخفيف؟!!
التعليقات