في عالمٍ مليء بالاختيارات الحرة والمحتوى المتنوع، وجدت اليوم فيديو لشخص يرفع شعار “إلغاء متابعة النساء” يقول "حتى لو كانت تلقي المواعظ فنحن لانحتاج لمواعظها!" يراها كأنها خطوة في طريق الفضيلة والصلاح، لا أعلم لماذا دائمًا يرون في وجود المرأة خطيئة. هؤلاء الذين يعتقدون أن وجود المرأة في حياتهم، حتى وإن كانت فقط في قائمة المتابعين، هو بمثابة تهديد لعقيدتهم أو نقض لأخلاقهم. لكن، هل يعكس هذا فعلاً صلاحًا، أم أنه مجرد هروب من مواجهة الحقيقة؟ الحديث عن إلغاء متابعة
الأب الداعم يمنح ابنته قوة لا تُقدّر بثمن وطمأنينة لا تجدها عند غيره
لم أكبر في بيئة داعمة، محاطة بسورٍ من الأمان والثقة، لكن الحقيقة أنني صنعت ذلك السور بنفسي، حجرًا فوق حجر، خطوة بعد أخرى، دون أن أنتظر يدًا تمتد لتحملني أو صوتًا يخبرني أنني أستطيع. كنتُ أنا الدافع، وأنا السند، وأنا من قررتُ ان لا أُكسر رغم ان لديّ كل الأسباب للإنكسار. في حياة كل فتاة، هناك لحظة فارقة، لحظة تُدرك فيها أن نجاحها لا يجب أن يكون مجرد رد فعل لنقصٍ ما، بل دليلًا على أنها تستحق. بعض الفتيات يجدن
دوامة الرحيل
لطالما بدت لي فكرة الرحيل والاختفاء مغرية، جذابة إلى الحد الذي لا يمكنني مقاومته. وكأنها تعدني بالتحرر والخلاص، توهمني بأنني أملك حق الاختيار، بأنني قادرة على أن أصبح شخصًا آخر في مكان آخر. أتصور بسذاجة أن صفحتي ستغدو بيضاء، وأنني سأعيد كتابة نفسي كما يحلو لي. لكنني أحمل نفسي معي أينما ذهبت، وندوبي القديمة تتبعني كظل ممتد . أقفل الأبواب خلفي، أهرب، أطمس الآثار، لكنني ما إن ألتفت حتى أجد ذاتي أمامي، متمثلة بكل ماحاولت الهرب منه. عندها أدرك أنه
حياة لم أعشها ولكنني أحملها
لم أعش الكثير، ولا أعني بذلك عدد السنوات، بل عدد التجارب والمواقف التي تصنع الإنسان، تلك اللحظات التي تنقش أثرها على القلب والعقل فتغيرهما. قد تكون هناك فتاةٌ تبلغ نصف عمري لكنها عاشت أكثر، امتلأت أيامها بأحداث لم تمر بي، وخاضت معارك لم أواجهها، وحملت بين يديها ما لم يُكتب لي أن أحمله. ومع ذلك، أشعر أن داخلي عالَمًا مزدحمًا، وكأنني أعيش حيوات لم أخُضها، وأحمل ذكرياتٍ ليست لي، ومشاعر لا أعرف لمن تنتمي. أحيانًا أسأل نفسي: من أين جاء
حتى لاتضيع القصص…
في عالمٍ تضيع فيه الكثير من القصص، وتُطوى الحكايات قبل أن تُسمع أو تُفهم، يبدو أن الجميع محبط، لأن لا أحد يفهمه، رغم أنهم لم يصغوا يومًا لقصة واحدة. الجميع يريد أن يحكي، أن يروي للعالم قصته، أن يرى رأيه وحكمته منعكسة في عيون الآخرين. كلُّ واحدٍ يبحث عن مرآة تعكس مشاعره، لكنه لا يملك الجرأة ليكون مرآة للآخر. ماذا لو كان الإصغاء هو الحل والعلاج؟ ماذا لو منحنا القليل مما نطالب به؟ أن نصمت، لا لنفكر في الرد، بل
إليكم أيها المنسيّين
إلى أولئك المنسيّين الذين باتت أحلامهم تتلاشى بصمت، الذين ظنّوا أنّ الكون سينتفض لأحلامهم وسيغرقه بكاؤهم. أنتم الباقون حينما ترحل الأحلام، وأنتم الانتفاضة حينما يتخاذل الكون. ستمضي بكم الحياة نحو طُرُقٍ لن تختاروها، وتواجهون أيامًا وليالي تمرُّ على قلوبكم بثقلها، منكم مَن سيُسحق قلبه، ومنكم مَن سينجو. ستقفون يومًا ما أمام اللوحة التي توقّفتم عن رسمها، تزيحون عنها الغبار، تُكْملون رسمها وتلوينها. تقفون فوق الأطلال، تنظرون نحو الأفق لتجدوا الأمل عاد إليكم من جديد، وفي يديْهِ ضوءٌ يبدّد هذا الظلام.