إلى أولئك المنسيّين الذين باتت أحلامهم تتلاشى بصمت، الذين ظنّوا أنّ الكون سينتفض لأحلامهم وسيغرقه بكاؤهم.

أنتم الباقون حينما ترحل الأحلام، وأنتم الانتفاضة حينما يتخاذل الكون.

ستمضي بكم الحياة نحو طُرُقٍ لن تختاروها، وتواجهون أيامًا وليالي تمرُّ على قلوبكم بثقلها، منكم مَن سيُسحق قلبه، ومنكم مَن سينجو.

ستقفون يومًا ما أمام اللوحة التي توقّفتم عن رسمها، تزيحون عنها الغبار، تُكْملون رسمها وتلوينها. تقفون فوق الأطلال، تنظرون نحو الأفق لتجدوا الأمل عاد إليكم من جديد، وفي يديْهِ ضوءٌ يبدّد هذا الظلام.

ستُحكى حكاياتكم أخيرًا: صمودكم، وحتى انطفاؤكم الذي لُمتُم عليه أنفسكم، وانبعاثكم من بعده. كلها حكايات ومراحل مُحتّمٌ عليكم عيشها بكافة فصولها.