مرحبًا بكِ في معادلة النُدرة، حين تكون فريدًا من نوعك فاستعد للمعاناة، إن اختلافكِ سبب كافي لمعاناتك، ومع ذلك، فأنتِ تمتلكين النصيب الأكبر من الفرص في هذا العالم، للمرح والتجربة والاستكانة واختبار صنوف المشاعر واستكشاف التفاصيل وربما لجني الكثير من المال، أعجز عن تقديم النصيحة لك، ولكني على يقين بأنكِ ستجدين المخرج عاجلًا أم آجلًا، كثيرين مروا من هناك، ومع ذلك فمعي شيء مفيد: لا تتوقفي عن الإيمان بنفسكِ كل يوم.
0
أما عن اختيار البؤساء من عدمه، فهي مسألة تتعلق بما يختلج في أعماق البشر، وهي عصية على التفسير وإلا سقطت في فخ إصدار الأحكام، ولكن الأساس هو تجنب الضرر حتى ولو لم نكن نمتلك تفسيرًا له، فالحريق إذا اندلع صار من الحكمة الابتعاد، ثم بعد ذلك نتمعن في أسبابه، وليس المقصود من النص جلد البؤساء وعقابهم على بؤسهم، وإنما تجنب أن يجرونا إلى ما تم الزج بهم فيه.
أشعر أن الذكاء الاصطناعي هو من يجيب على المساهمة، وسواءً كنت على صواب أو خطأ، فإن حب الوالدين لابنائهم حافز فطري يهدف إلى الحفاظ على النوع، وإشباعه يحافظ على النظام النفسي السليم للفرد لأنه يحافظ على النظام البيولوجي الكبير للنوع، لا يوجد أي نبل في ممارسة ما جُبِل عليه الإنسان، فوصف ذلك بالنبل يجعل العديد من الأباء يعاملون ابنائهم بالتفضل والمنة، وهو ما نجده في عالمنا المعاصر، وإذًا، كان يتحتم على ذلك الأب أن يواري ابنه في القمامة، لولا أنه
أتفق وزاوية الرؤية تلك، مع أني لست مؤيدًا للاتجاه الذي سلكه "فان جوخ" في حياته، دائمًا يمكننا تقدير القيم التي أنتجها الآخرين، ولكن هذا لا يعني أننا سنحب أن نخالط شخوصهم على أرض الواقع، فمثلًا: أنا أعشق أعمال شوبنهاور، لكني أعتقد من سيرته الذاتية وطريقة تفكيره أنه كان لاذعًا وفظًا، وهذه طباع لا تتوافق مع طباعي، ولذلك لن أتمكن من الاقتراب من شوبنهاور حال كان حيًا، ولكن سأظل قادرًا على قراءة أعماله بعيدًا عنه.
في كتابه "فن العيش الحكيم"، ربط شوبنهاور بين اهتمام الإنسان بأن يكون وسط مجموعة لوجود احتياجات منها، وكلما كان الإنسان أجوفًا من داخله كلما احتاج أكثر إلى التواجد مع الآخرين، فيما أن من يستمتع بالعزلة فهو ممتلئ وقوي وقادر على إشباع احتياجاته دون الاعتماد على المجموعة، وأعتقد أن هذا الطرح لا يشتمل على من يعانون من الرهاب الاجتماعي أو الأفكار العدوانية تجاه الآخرين، وإنما أولئك الذين يتواصلون بنضج وأريحية حال اختلاطهم بالناس، ولكن دون الإدمان على التواجد بينهم.
أوضح فقط نقطة مهمة بخصوص "موافقة الشباب على فتاة بسيطة تتحمل معه"، فهذا الاختيار - حسب ما رأيت بنفسي - نابع من توجه ذكوري معهود وهو أن يتزوج الرجل فتاةً أقل منه، وبالتالي يتمكن من الهيمنة عليها وممارسة ما يسميه الرجولة، ولا أجد ريبًا في أن البواعث الرئيسية لاختيار الإنسان لشريك أدنى منه لهي بواعث تتسم بالدنو والشعور بعدم الاستحقاق وضعف الثقة في النفس والرغبة في السيطرة للشعور بالقوة أو خوفًا من الفقد، فهي بعيدة عن ما توصف به من
اتفق لي أن قابلت هذا النوع من البنات، ووجدت لديهن وفرة في التجارب وانفتاح على الحركة والتنوع وتجرؤ على الطموح، ومثل هذا النوع من البنات يُربِك الشباب الرتيب أو التقليدي، وأجد أنه من الصعب عليها أن تعثر على السعادة مع هذا النوع من الأزواج، مما يدفعها للتريث، وأنا أتفق أن تظل عزباء على أن تتزوج من شخص يروض ما لديها من طاقة.
ولجت كلمة "أصالة" معجم اللغويات ليس للتعبير عن شيء مُستحدث من العدم، فهذا يستحيل حدوثه حتى خارج سياق الإبداع، وإنما جاءت لتمثل حالة التفرد في الإبداع والعبقرية في ابتكار أشياء تصمد أمام صروف الدهر ويمر عليها الزمن دون أن يسلبها قيمتها، كالإنسان الأصيل والبناء الأصيل، في القاموس:- "أصيل" - تعني (فيه ابتكار وطرافة)، والأصيل مرادفة للعريق والقديم والموروث، فلا نزال ننبهر بأعمال دوستويفسكي العتيقة. أما بخصوص الإنتاج الإبداعي تحت الضغط، فلا أعتقد أن لدي سلطة تقرير شكل ظروف الإبداع، فهي
في رأيي الشخصي أن طريقة التلاعب تلك قد تُمارس بدون وعي من الشخص القائم بها نفسه، بطبيعة الحال.. نحن لا نؤثر بالقول ولكن بالأفعال، فالشخص المنبطح فكريًا لا يقول أنا منبطح، وإنما يمارس هذا الانبطاح في أفعاله وألفاظه، والإنسان الخائف يلتمس الأمان عند غيره، أما المتشائم فيذهب إلى رفض الفرص والرد على المحفزات بالسخرية والرفض، وكل هذه السلوكيات معدية لأننا - مالم نقيِّم هذه الأفعال - فمن السهل أن تصبح بحوزتنا، وأن نتجه إليها بأنفسنا، ولذلك أجد أنه من المهم
أعتقد أني أهدف من خلال النقاشات إلى فهم شخصية الطرف الآخر وليس فقط المشكلة التي نتعرض لها سويًا، فمعرفتي لنهج المدير الفكري يمكنني من تحديد مستقبلي وتقييم قراراتي تجاه بيئة العمل التي يديرها، وما إذا كنت أنوي الاستمرار أم أفضل الانسحاب، بطبيعة الحال من الصعب تطبيق ذلك الأسلوب في الشركات أو طريقة العمل التقليدية، ولكنه يصبح - بالنسبة لي- ممكنًا جدًا في العمل الحر.
مرحبًا وفاء أعتقد أن هذا الطرح الذي تناقشيه لهو عظيم الأهمية، وفي الواقع أجد أن الإبداع يبدأ من "لماذا!؟.. في واقع الحال، ليس لدي استعداد للانبهار بشخص يمارس الإبداع يوميًا، لكني على استعاد للانبهار بلأشخاص الذين يبدأون إنتاجهم الإبداعي من "لماذا؟"، فالسبب من الكتابة هو المُلهم الأكبر للقيام بها، فهو الفكرة التي تُلِح على صاحبها بأن يقوم بإحيائها، أو النغمة التي باغتت ملحن في يوم عمل ممل ليهرع إلى دندنتها قبل أن يفقدها في زحام أفكاره، ولكن، إذا ما شعرنا
مساهمة رائعة أعتقد أن هذه القضية تأتي بجوانب عدة، وبصفتي أعمل في مجال الموسيقى منذ ٩ سنوات فسأطرح الجوانب باختصار: أخفقت الإنسانية في بناء نظامًا اجتماعيًا يحول دون تسليع الفن والدين والفلسفة من حق الشركات الهادفة للربح النمو في عالم الأعمال ما دام نشاطهم لا ينتهك القانون، والعديد من هؤلاء المنتجين ليسوا فنانين، ونشاطهم في الفن هو مصدر واحد من جملة مصادر دخلهم تعاني المجتمعات من انحدار كارثي في تذوق الفن والتفكير والثقافة، وهذا ما عبر عنه جوستاف لوبون في
المشكلة أن الدين في حد ذاته يخضع للنسبية، فهل تتحدثين عن الدين في قريةٍ نائية حيث الختان محلل والالتزام بالإكراه؟ أم عن منزل يمارس فيه الذكر العنجهية على الإناث بدعوى الشرف؟ إذا كان الدين ثابت فالإنسان متغير، وهذا ليس نضال المرأة وحدها، ولكن جنس برمته يرغب حقًا في ممارسة الإنسانية عوضًا عن دستور الغابة.
دائمًا ما أنظر إلى مشكلة المرأة بوصفها جزء من مشكلة أكبر، وهي مشكلة الإنسان، ببساطة "الإنسان يسيء استخدام القوة"، سواء كان نوعه امرأة أو رجل، وذلك لأنه ينتفع من ممارسة الهيمنة على الغير، كأن يستعرض الرجل قواه الاجتماعية، وتستعرض المرأة قواها الناعمة، وذلك لشيء واحد، وهو تحقيق منافع معنوية ومادية واجتماعية على حساب الآخر، وإذًا، نحن في حاجةٍ إلى إنسان أكثر تطورًا وقدرةً على الانفتاح على مشاعر الآخر والتكافل معه