لا شيء يستحق؛ يأتي بسهولة أو بسرعة.
0
صحيح. أمور الماضي قد جربها المرء وتذوقها وعرف نفعها وضررها واكتفى بإرادته. وصارت الآن كما ذكرتِ ذكريات مكتملة، لن يضره تذكرها. لكن إن كان من تلك الأشياء ما هو مشين أو بالغ السوء فتجنبه خوفًا أو تفاديًا لخطر، فأعتقد هنا لم تعد مهمة مكتملة، ويجب أن يحتاط من تذكرها. وأبسط مثال هو التدخين، الذي يعود إليه الناس بعد أعوام، بل وأعرف طبيبًا توقف بسبب تعب وأجرى عملية قلب مفتوح، ثم عاد للتدخين بعدها بأقل من عام تقريبًا. فلا أعرف كيف
هذا الشخص لو تعرف أنه متغطرس فلن يفيد الكلام معه، ففي النهاية مهما اقتنع لن يفعل الصواب ويشعر أنه استجاب لك، لذا فحاول أن تشغل المكان يومًا بعد يوم، لعدة أيام حتى يجد لنفسه مكان آخر يرضيه ويستقر فيه، وعلى الأغلب لن يعود مرة أخرى للوقوف أمامك حتى لو وجده خاليًا، لأنه سيشعر وكأنك الذي تأذن له وقتما تشاء.
أعتقد أن القرار الشرائي لا يعتمد على بلد المنشأ إلا في حالة تقارب الأسعار، فالمنتجات الصينية على سبيل المثال درجات في الجودة لتغطي متطلبات كل الفئات، لكن أعلى درجة في المنتج الصيني إن اقترب سعرها من منتج دولة مشهورة بأعلى جودة لهذا المنتج؛ فبالتأكيد نختار البلد الأصل. لذلك لضمان المنافسة، فمنتجك أيضًا بمقدار جودته لا يجب أن يقترب من أسعار منتجات أشهر دول الجلود من ذات الجودة.
نعم، ولكن هذا ما قصدته، إن تعاملنا فقط بالورقة والقلم وحساب الإيجابيات والسلبيات؛ قد نشعر بأننا نفقد جزءً من روحنا، وهي عواطفنا. وأيضًا هناك نقطة طريفة، فنحن حين نترك عواطفنا تقرر مع عقولنا؛ قد نلومها في الأخير ونتراجع لشعورنا بعدم الراحة، لكن إن كان الأمر عقلاني بحت فلا مجال للرجوع إذ أصبحنا ملزمين بعد أن استدنا على كل المعطيات وتأكدنا من صحة الاستنتاجات، وبالتالي سنكمل مجبرين مضغوطين.
فعلت ذلك حين زادت رسائل الاستفسار في خمسات لدرجة كبيرة، بل وقد بدأ البعض يشترون الخدمة بدون استفسار واتفاق مسبق، وهذا يعني أن حديثنا داخل ملف الطلب حتى إن لم نتفق وقررنا إلغاء الطلب؛ وقتها يكون من حقه تقييم الخدمة وترك تعليق عليها، وهو أكثر شيء عجيب رأيته!، ومنه جاءني التعليق السلبي الوحيد على صفحتي.