قبل أن نستعرض فائدة تعلم تحليل البيانات دعنا أولاً نتسائل عن ما هي حجم البيانات المتاحة في العالم؟

بالطبع هذا سؤال إجابته صعبة جدا نظراً لصعوبة حصر حجم البيانات ولكن لكي نحاول الاقتراب أو ادراك الجواب الصحيح دعني أذكر لك بعض الأمثلة الحية من الواقع العملي لبعض الشركات العالمية المشهورة في شكل نقاط:

  • يتم إضافة 271330 ساعة فيديو يومياً على موقع اليوتيوب وبحسبة بسيطة فإنها توازي 31 عاما تقريباً.
  • موسوعة ويكيبيديا الشهيرة يتم إضافة 56,839,961 صفحة يومياً بمختلف لغات العالم وبما تحتويه كل صفحة من نص وصور وفيديوهات وصوت.
  • موقع انستجرام يتم تحميل عليه 95 مليون صورة/فيديو يومياً.

تعتبر هذه البيانات اليوم هي الكنز الذي يبحث عنه جميع الشركات، وذلك لأن هذه البيانات هي التي ستمكنهم من معرفة كيفية تحسين منتجاتهم وسلوك العملاء واهتماماتهم ونوعية المستخدمين وتوزيعهم الجغرافي وبناءاً على ذلك يتم وضع خطط التطوير والتسويق المناسبة واتخاذ القرارات واجبة.

ولكن كل هذه الفوائد لن تتحقق من استخدام البيانات المجمعة بصورتها الأولية فالبيانات بصورتها الأولية هي مجرد كم ضخم عديم الفائدة ولكي نحقق الاستفادة منها وتحويلها إلى معلومات قيمة نستفيد منها فإنها يجب أن تمر بعدة عمليات للوصول إلى ذلك منها على سبيل المثال تنظيف البيانات وتصنيفها وجعلها في صورة نقية قابلة للاستخدام، حتى نحصل على بعض المعلومات المفيدة لنا، ومن ضمن العمليات التي يمكن أن نطبقها هي الرسوم التوضيحية البيانية والتي ذكرتها في بداية المقال وهي من الأشياء المفيدة والتي تعطينا صورة واضحة عن الاحصائيات بشكل سريع عن النص.

هناك العديد من الفوائد من وراء عملية تحليل البيانات بالنسبة للشركات ومتخذي القرار نلخصها في النقاط التالية:

  • تحسين عملية صناعة القرار
  • إدارة المخاطر 
  • تبسيط العمليات

يمكن للشركات تحسين الكفاءة التشغيلية من خلال تحليل البيانات. حيث على سبيل المثال يمكن أن تُظهر نتائج تحليل بيانات أن سلسلة التوريد هي مصدر تأخيرات الإنتاج أو الاختناقات، ويساعد في التنبؤ بالمكان الذي قد تنشأ فيه المشاكل المستقبلية. إذا أظهرت التحليلات أن بائعًا معينًا في نقطة ما لن يكون قادرًا على التعامل مع الحجم المطلوب لموسم العطلات، فيمكن للمؤسسة استبداله أو التعامل مع المشكلة مبكّرًا لتجنّب تأخير خطّ الإنتاج.

وهناك العديد من الفوائد الأخرى كلٌ حسب مجاله يجري العمليات المختلفة لاستخلاص المعلومات التي ستفيده في مجاله.

لعلك عزيزي المتابع تقول الآن أن هذا المجال مفيد فقط للشركات الكبرى ، على العكس تماما فمجال تحليل البيانات الكل يمارسه سواء المشاريع الصغيرة مثل صاحب محل البقالة الصغير أو حتى الأفراد حتى وإن لم يكن يدركوا ذلك ودعني أوضح لك مثال على ذلك فصاحب محل البقالة الصغير مثلا عندما يأتي آخر كل شهر ويجري عملية جرد بسيطه لبضائعه فانه يقوم أيضاً بنوع من تحليل البيانات لأنه سيدون ما هي نوعية المنتجات التي يقبل عليها زبائنه وعليها طلب أكثر من غيره كما أنه سيجري إحصاء بنوعية وأعمار زبائنه هل النسبة الأكبر من الذكور أم من الإناث وما هي نسبة الأطفال من عملائه وبناء على ذلك يقوم باتخاذ قراراته بالنسبة لعملية التوريد وتحديد ما هي المنتجات التي يطلبها من الموردين وما هي الكمية اللازمة من كل منتج.

فائدة مجال تحليل البيانات للأفراد العاديين:

دعني أخبرك أن مجال تحليل البيانات يفيدنا نحن كأفراد في حياتنا ويساعدنا على اتخاذ القرارات المناسبة لنا طبقا لظروفنا ودعني أيضاً أذكر لك عدة أمثلة للتوضيح فمثلا رب الأسرة عندما يريد أن يظبط ميزانيته فانه يقوم بجمع البيانات مثل بنود المصروفات التي ينفقها كل شهر من طعام وملابس وفواتير ومواصلات واتصالات وانترنت وغيرها ثم عن طريق عملية حسابية واحصائية بسيطة سيعرف مقدار صرفه في كل بند وما هي البنود التي يوجد مبالغة في الصرف فيها وما هي البنود التي يوجد عجز بها.

مثال آخر لو أنك تمتلك صفحة فيسبوك أو قناة يوتيوب فانك عن طريق بيانات صفحتك أو قناتك من عدد الزائرين لكل منشور أو فيديو وفئاتهم وأعمارهم وبلدانهم فانك ستسطيع أن تحدد بدقة اهتمامات متابعينك وتركز على صناعة المحتوى المناسب لهم.

مثال أخير: لو أنك تملك منتج معين أو تقدم خدمة معينة بشكل حر فانك حتما ستحتاج عملية تحليل البيانات حتى تحدد بدقة الخطة التسويقية المناسبة لك وتحدد العملاء المستهدفين مما سيوفر عليك الكثير من النقود والوقت والجهد

وهكذا عزيزي المتابع فإن تعلم الفرد مجال تحليل البيانات بالشكل الصحيح وتعلم العمليات الرياضية والاحصائية الصحيحة التي يجريها فإنه سيكون مميز عن غيره في التخطيط لحياته وسيكون عنده ردة الفعل المناسبة وسرعة إتخاذ القرارات في أوقات الأزمات والخطر.

وهناك العديد من الأدوات التي يستطيع أن يستخدمها سواء الأفرد أو الشركات ويتم تحديدها تبعاً لحجم البيانات وتعقيدها ومتطلباتك منها فهناك برامج كبرنامج الاكسيل يصلح للافراد والمؤسسات متوسطة الحجم على سبيل المثال لا الحصر ويجد أدوات أخرى أكثر تعقيدا للشركات الضخمة.

والآن عزيزي المتابع هل تستطيع أن تخبرني ما هو مجالك وكيف بعد اطلاعك على هذا المجال يمكن أن تستفيد منه في حياتك أو عملك؟