أصبح مجتمعنا مدفوعًا بالتقنيات بشكل متسارع، وعلى الرغم من أن جيلنا يمكن أن يكتفي بالحد الأدنى عندما يتعلق الأمر بالتقنيات، إلا أنه لا يمكن قول الشيء نفسه عن أطفالنا، حيث أصبح الإلمام بالحاسوب وتقنياته الآن أمرًا إلزاميًا في العديد من المجالات، ونرى بشكل متزايد أن الطباعة ثلاثية الأبعاد والطائرات بدون طيار والآلات المتقدمة أصبحت أكثر شيوعًا في بيئات العمل المختلفة.

وهنا يطرح السؤال نفسه؛ لماذا يجب أن يعرف الأطفال الروبوتات؟

يمكن أن تكون الروبوتات مقدمة ممتعة للبرمجة، فقد يكون من الصعب جذب الأطفال للاهتمام بالبرمجة، وهنا يأتي دور الروبوتات فهي تأخذ عملية البرمجة الثابتة وتمنحها نتيجة فورية وملموسة يمكن رؤيتها والشعور بها، وباستخدام بضعة أسطر من التعليمات البرمجية والقليل من الصبر، يمكنهم جعل الروبوت الخاص بهم يتحرك أو يرفع ذراعيه أو حتى يرقص، ومن خلال هذا الفهم الأساسي للبرمجة، يمكنهم محاولة برمجة وظائف أكثر تعقيدًا.

كما أن الروبوتات تعتبر مهارة ممتازة للتطوير الوظيفي في المستقبل، فمن خلال تعريف طفلي بالبرمجة عن طريق الروبوتات، سأمنحه فرصة ممتازة لاستكشاف مهارة يمكن أن تتحول إلى مهنة مربحة للغاية، حتى لو لم يدخل طفلي أبدًا في عالم الروبوتات، فسيكون من المفيد تعليمه المبادئ التي يمكن أن تكون أساسية للعديد من مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، قد يقدم لهم مجالات مثل تصميم الطائرات بدون طيار، وتصميم مواقع الويب، وإنشاء تطبيقات الهاتف المحمول، وبرمجة ألعاب الفيديو، وغيرها..

كما أن الروبوتات تعلّم مهارات حل المشكلات، حيث يتطلب النجاح في مجال الروبوتات الصبر في التعامل مع الأخطاء. كذلك تشجع على الفضول والإبداع، فعلى غرار LEGO وMeckano تمنح الروبوتات طفلك مجموعة أدوات وتتحداه لبناء شيء جديد.

مع السرعة التي تتقدم بها التقنيات، لا يمكننا إلا أن نتخيل كيف سيبدو عالمنا في السنوات العشر أو العشرين المقبلة! وفي ضوء ذلك، فإن مساعدة طفلك على تطوير نفسه وانطلاقه في جميع أنواع التقنيات سيكون بلا شك بمثابة رصيد كبير له عندما يكبر. فهل بدأت بتعليم طفلك تقنيات الحاسوب؟ وهل تفكر بتعليمه برمجة الروبوتات أم أنك لا ترغب بحرق الزمن والمراحل وتتركه يختار ما يناسبه عندما يكبر؟