انتشرت بعض الدراسات في أثناء فترة التفشي الخاصة بجائحة كورونا تفيد بأن قراءة الأخبار اليومية الإلكترونية حول مستجدات الفيروس تصيب بعض الناس بالحزن والتعاسة. فبدلًا من أن يصبح الهاتف مصدر للترفيه في تلك الفترة، تحول إلى مصدر لجلب الأخبار السيئة التي تضر بالصحة النفسية للشخص وتضعه تحت ضغط نفسي وتوتر عظيم، نتيجة تأثير تلك الأخبار على مزاج الإنسان والتقليل من رفاهيته العاطفية. 

وهو ما دفع بعض الباحثين لإجراء دراسة من خلال منصتي تويتر ويوتيوب، وتعرض المشاركين في الدراسة لبعض الأخبار العامة الجيدة حول الفيروس، ثم قارنوا الحالة المزاجية لهؤلاء مع الحالة المزاجية لمن تعرضوا للأخبار السيئة وكذلك من لم يقرءوا أي خبر حول الجائحة في فترة الدراسة سواء بالإيجاب أو السلب. ووجدوا أن الحالة المزاجية الأفضل كانت لمن ابتعد عن الأخبار جميعها، ثم يليهم من تعرض للأخبار الجيدة، أما من تعرض للأخبار السيئة فقد كان الأكثر تعرضًا للضرر.

فإن كان ولابد أن نتصفح الأخبار من على منصات التواصل الاجتماعي أو حتى المواقع الإخبارية المتنوعة، فعلينا التيقن من أننا لا نتصفح ما يضر بمزاجنا ويؤثر علينا دون أي إدراك منا بما يحدث. بمعنى أصح أن نجعل تلك المنصات أكثر إيجابية، إما بأفضل حل وهو التخلي عن وسائل التواصل الاجتماعي نهائيًا، ولكنه حل مستبعد بالنسبة للكثيرين، أو بجعل تجربة التصفح أكثر إيجابية عبر 

  • البحث عن المحتوى السعيد واللطيف، والابتعاد عن الأخبار اليومية التي تحضر لنا كل من وقعت له حادثة حول العالم! 

ويمكن ذلك من خلال إلغاء الإعجاب بالصفحات الإخبارية التي تتعمد تلك الأخبار، فقد وجدتُ منذ فترة صفحة خاصة بصحيفة مشهورة تجلب أخبار القتل والمصائب التي حدثت منذ أعوام وتنشرها مجددًا في محاولة لزيادة التفاعل، وما كان مني إلا أن ألغيت إعجابي بها، وبدأت بتسجيل الإعجاب بصفحات تقدم صورًا طبيعية حول العالم أو محتوى لطيف وخفيف على النفس.

  • استهلاك الوقت عبر رؤية الأخبار الشخصية والصور من خلال التفاعل مع منشورات الأصدقاء والابتعاد عن أي صفحة تبث الروح السلبية.

لا يمكننا الابتعاد كليًا عن الأخبار السيئة ولكن بمقدورنا الانتباه إلى صحتنا العقلية ومعرفة أي المواقع نتابع. والآن أخبروني كيف تتفادون معرفة الأخبار السيئة من وسائل التواصل الاجتماعي؟ وما هي البدائل المتاحة لتحويل أوقات استخدام الهاتف إلى أوقات ترفيهية مفرحة؟