جميعنا يعلم الصفر فهو أول الأعداد التي نبتدئ العد من خلالها و لكن هل جميعنا يعلم القيمة الحقيقية لهذا العدد ؟

هذا العدد الذي امتاز بالكثير من المزايا و الاستثناءات الخاصة به و التي تميزه عن غيره من الأعداد، فالخاصية المحايدة التي يتخذها في عمليتي الجمع والضرب تجعل منه عنصرًا مميزًا، الصفر هو العدد الوحيد الذي ليس له إشارة فلا هو بموجب ولا سالب وبالتالي فإنه نقطة المنتصف التى تفصل الأعداد الموجبة عن نظائرها السالبة.

لو تخيلنا أثر الصفر في عالم البورصة كم أن زيادة صفر أو نقصانه يؤدي إلى خسارات فادحة أو مكاسب خيالية؟ هل فكرنا من قبل كيف يعمل الحاسوب وهو مجرد آلة ؟ كيف له أن يفهم هذا الكم الكبير من الكلمات و الأوامر المدخلة له ؟ هل يمكننا أن نتخيل الدور الذي يلعبه الصفر فيها جميعًا ؟

الصفر يشكل أهمية لا تقل عن لغة جديدة تتمثل في النظام الثنائي الذي تعتمد عليه الكثير من الحواسيب و شبكات الاتصالات و الإنترنت و الهواتف وغيرها، جميعها تتعامل بالنظام الثنائي الذي يعتمد على الصفر و الواحد لترميز البيانات و تحويل اللغة المدخلة إليها بلغة النظام الثنائي ليستطيع الحاسوب فهمها و إبراز النتائج المرجوة .

و هناك وصف ما زال عالق بذهني حتى الآن منذ أن سمعته أذناي يصف الصفر بأنه مثل الأفق البعيد الذي نراه في اللوحات، فهو يوحِّد الصورة وإذا نظرنا إليه لا نرى شيئًا، ولكننا نرى العالم من خلاله، فهو الأفق البعيد .

نعم هذه العبارة تصف بكل ما تحمله من معنى أثر الصفر على البشرية و كيف أحدث تغييرًا يوازي اكتشاف لغة جديدة حرفيًا.

أحيانًا الصفر يمثل مكاسب عارمة وأحيانًا يمثل خسارة كبيرة أيٍ منهما كان له النصيب الأكبر بحياتك؟