لقد فتح الوسط العلمي بابه بقوة للتطور العلمي الجاد بعدما قام أحد رواده بتقديم نظريته العلمية النسبية العامة واعلن فيها أن السرعة المطلقة في هذا الكون هي سرعة الضوء فاسرع الوسط العلمي بتطبيقاته العملية بشكل مذهل لنا فاخترق الفضاء وغاص في أعماق البحار وفجر الذرة ووصل لمستوي عظيم ما كان له أن يصل إليه إلا بالعلم والقضايا التي لا يؤمن بها هي التي فقط خارج نطاق العلم لأنه الميزان الحقيقي للبشرية لفهم الحياة والحياة هي فقط من صنع الله وحده الذي قد أتقن كل شيء وحينما نتكلم عن هذه الحياة وما ورائها ينبغي علينا جميعا الحديث عنها بالمنهج العلمي السليم فكل القوانين المتعلقة بدائرة الحياة من الحركة والجاذبية وغيرها الضابط العلمي لها يكمن في سرعة الضوء المطلقة التي ينسجم في فلكها كل شيء في الكون الظاهر منه والباطن والبعيد والقريب والساكن والمتحرك والسنين والحساب واستنباط كل النتائج العلمية وهو بلا شك يحوي سر الطبيعة وما وراءها والسؤال الذي قد يفرض نفسه هنا أيهما الأحـق بالحديث عن النظريات العلمية هل العلمـاء الذين يتحدثون عن الله ورسل الله وكتبه المقدسة التي قد حوت كل شيء في الحياة أم الذين لا يؤمنون بالله ولا يرون للطبيعة خالقا وإنما مخلوقة بالصدفة وكيف نتحاور معا بالعلم إنه التحدي الحقيقي للعالم المسلم بما يمتلك من كتاب مقدس قد حوي كل شيء لفهم الحياة ولكنه للأسف لا يملك أي تصور علمي ناجزا قد يعالج أبسط مشاكل حـياته ويقف أمامها عاجزا رغم وجـود العلاج في كتاب الله ويجب علينا أن نسأل أنفسنا لماذا نحن بهذا الوهن وكيف يتفوق الزكاء الاصطناعي مثلا علي الإنسان رغم أنه من صنع يده وليس إنسانا ولا يملك روح الإرادة وكيف لإنسان حقيقيا أن يكون تابعا له ويفرض عليه ما لا يستطع صده أو ردعه إنها ببساطة السرعة في المعالجة الدقيقة للتفاصيل الصغيرة والكبيرة بشكل علمي ومثالي وفي نطاق يعلمه الإنسان الآلي بقوة بما لديه من معلومات وزكاء مصنوع رغم أن الإنسان هو الصانع له
الحياة ما بين الزكاء البشري والاصطناعي
أولًا، أنا ضد هذا التقديس للعلم، بلا لا أؤمن بوجود كيان اسمه العلم أصلًا، الذي أؤمن به هو أن العلم فعل، طلب العلم هو طلب معبومة لحفظها في الذاكرة لاستخدامها في الواقع، أما وجود كيان بذاته اسم العلم فهو أمر متعارض مع الواقع المادي الذي يدرسه العلم أصلًا.
ثانيًا، هناك خلط في هذه المساهمة بين كل من العلم التجريبي والعلم الديني والعلم الإنساني، فالمساهمة لا تحدد ما هو مفهوم العلم الذي تقصده، فإن كانت المساهمة تقصد العلم التجريبي فنحن لا يمكننا اعتبار مثل هذا النوع منهج في الحياة أصلًا، فالمنهج العلمي هو التجربة، والتجربة تنتهي بانتهاء التجربة، وبعدها يبدأ العقل الإنساني باستخدام نوع ثاني من العلم باستنباط النتائج من التجربة، وبالتالي اعتبار العلم التجريبي شيئًا عظيمًا هو قصور في فهم طبيعة العلم نفسه.
وأبسط دليل ومثال على هذا هو هذه الجملة:-
( إن كان العلم التجريبي كافي فأثبت لنا بالتجربة صحة هذه الجملة).
بالطبع لا يوجد تجربة تثبت الجملة السابقة، وهذا يدل على خلل في بناء المنهج العلمي التجريبي.
ثالثًا، من أحق بالحديث عن العلم؟ من يتكلمون باسم الله ورسوله أم الكافرون بالله ورسوله؟ الإجابة بكل بساطة أن العلم التجريبي هو مجرد أدوات وتجارب، كل من أتقنها ومارسها يحق له التكلم عنها، سواءً كان مؤمنًا أو كافرًا.
وأنا أتفهم قصدك أنك تعني أن المؤمنين أحق بإنشاد نشيد العلم من أولئك الكافرين، ولكن للحقيقة لا أتفق مع هذا، فالله وضع قانون الأسباب في الدنيا، فالذي أخذ به وتعلم العلم فقد سار مع القانون وبالتالي قانونيًا هو من حقه التكلم باسم العلم، مؤمنًا كان أو كافرًا.
وأخيرًا.. أهم علم يجب على الإنسان تعلمه هو علم الوصول لرضا الله عنا، أما الدنيا فهي خربة فانية، كما أن كلمة ذكاء بالذال وليست بالزاي.
أهم علم يجب على الإنسان تعلمه هو علم الوصول لرضا الله عنا، أما الدنيا فهي خربة فانية،
علوم الدنيا كثيرة ولا يمكن حصرها في مجالات محددة، علم الوصول لرضا الله عنا، لا يقتصر بدراسة الفقه والعلوم الشرعية فقط، فحتى علوم الفضاء والفلك والجيولوجيا وشتى العلوم الأخرى يمكنها أن توصلنا إلى حقيقة الإيمان بالله، حتى أن الكثير من العلماء تابوا واهتدوا بعلوم الدنيا هاته، فهي ليست خربة كما وصفتها، فقد خلقها الله لشأن عظيم، هي حقا فانية لكن لا يجب أن نقلل من قيمتها فهي ليست خربة.
فهم الدنيا سيورثك فقط الإيمان بخالقها، لكنه لن يعرفك أبدًا ماذا يريد خالقها، أجل قد يكون علم الفلك دافعًا لك للإيمان بوجود الخالق، لكنه أبدًا لن يعرفك كيف ترضي الخالق.
السبيل الوحيد لمعرفة ما يريده منا الإله هو الإله نفسه وليس العلم التجريبي.
كيف؟ "ماذا يريد الخالق؟" ماهذا السؤال؟
أعتقد أن كل شيء واضح في القرآن والسنة، ولا داعي لطرح هذه الأسئلة، التي تثير الشكوك، هل دورك كإنسان في هذه الحياة هو عبادة الله أم البحث عن ماذا يريد الله؟ الإجابة لا تحتاج لمسائل ومقالات الله لا يريد الله يأمر! وقد أمر عباده بالطاعة والعمل والسعي في الدنيا لنغنم بالآخرة فإما جنة أو نار.
المراد من كلام الله وسنة رسوله هو في حاجة دائما إلي علماء يستنبطون منه الاحكام التي تفيد الناس وبها يسعدوا في الدنيا والأخرة ولا يفهما عامة الناس
نعم قد يكون علم الفلك أو غيره كما تفضلت دافعًا لك للإيمان بوجود الخالق، ولكنه لن يعرفك أبدا كيف ترضي الخالق.ولكن شتان ما بين الأمرين فالإيمان قد يكون موجود وصاحبه صاخط ومتبرم من حياته ويظل العلم بأدواته مطلوبا لكي نصل به إلي مزيد من الايمان واليقين بالله والرضا عن قضائه وقدره
كل ما تفضلت به من ملاحظات مشكور عليها وجزاك الله خيرا ولكن يبقي كلمة العلم بكل مدلولاتها وما وضع لها من أسس وأصول منهجية لنجاح البحث العلمي هي حجة وشاهد علي الجميع ولابد لنا من الأخذ بها وإن لم نأخذ بها ونحقق بها لأنفسنا ولمن حولنا النجاح والتقدم والسعادة في الحياة الدنيا والآخرة فلا داعي أن نعلن بأن هذا الدين يدعو إلي العلم والأخذ بالأسباب في كل شيء في الحياة
النجاح والتقدم والسعادة هي مفاهيم يجب أن نحرر معانيها أولًا لنعرف ما إذا كان العلم التجريبي يصلح لها أم لا، فما هي تعاريفك لهذه المصطلحات؟
العلم بكل أدواته مطلوب في كل مراحل الحياة وبه يزداد المرء ثباتا ويقيا وقربا من الله وما الكلمات سوي أداة للتواصل البشري لكي يفهم الناس مراد الله علي أكمل وجه
سؤال قد يبو بسيطا لكنه ينطوي علي لب الصراع البشري في الحياة المعلن منه والمستتر فكل صاحب هدف في الحياة يريد أن يبرهن لنفسه ولغيره أنه هو الأفضل أو الأعلم أو الأقوي دون غيره فإذا قدم له غيره برهان أقوي وأعمق مما هو عليه وجب عليه أن ينظر فيه ويرد عليه بنفس المنطق ولكن هذا للأسف لم يحث في مناظرات كثيرة بل تجد السب والطعن والتريح الذي لا علاقة له بالعلم والمنطق ولا سبيل للخروج من هذا الصراع إلا بالمنطق العلمي السليم وأدوات المعرفة البشرية هي فقط الأرقام و الحروف فإذا نجح العلماء في الربط العلمي بينهما نتج عنهما معرفة علمية منضبطة لا تناقض فيها ولا خلاف في هذه الحياة وهذا موجود في نسق كلام الله وأياته الشرعية والكونية وإن شاء الله سيأتي الكلام في هذا الموضوع الشائك تباعا لما له من عمق وخطورة في تطور المعرفة البشرية
للأسف أستاذ سيد الأفكار التي يطرحها تعليقك تبدو وكأنها مازالت في حقبة الثمانينات حيث الانبهار بالعلم التجريبي وترديد أكليشيهات عفا عليها الزمن.
الصراع الآن أستاذي ليس صراع علم، فالعلم الآن الوصول له سهل للغاية، عندك مواقع عالمية تنشر ملايين الأبحاث العلمية يمكن للجميع أن يتعلم منها.
أما كلامك عن المناظرات فهذا غريب للغاية، فبمجرد أن تكتب على يوتيوب كلمة مناظرو ستجد مليارات المناظرات العربية القائمة على النقاش العلمي المحترم يديرها شباب عشريني بشكل راقي.
أشعر كأن حضرتك منعزل عن حقيقة ما يجري في العالم.
وإلى الآن حضرتك لم تجبني، ما هو العلم الذي يمكننا من فهم مراد الله؟
ليس كما تظن أنني منعزل والأمر علي غير ما تتكلم فيه فهناك فارق كبير بين المعرفة كمعرفة وبين تطبيقها السليم ما اشرت إليه ليس غائبا عني وإنما الواقع للأسف هو المغيب عن كثير مما يجري حوله ويظن أنه يفهمه والسؤال الذي تسأله أي علم مهما كان قدره لا يقودك إلي معرفة الله تعالي والقرب منه فهو علم معيب ومردود علي صاحبه علم المنطق والفلسفة والعلوم التجريبية والانسانية والجتماعية كلها فروع من المعرفة الانسانية التي لا سبيل لضبطها إلا من خلال كتب الله المقدسة
لقد خلق الله الحياة وميز الإنسان فيها بعقله وجعله مصدرا للتفكر والتذكر والتطور ثم أنعم الله عليه بالعلم لكي يتعلم بعقله المحدود مالم يعلمه فأنزل الله له كتابا يقرأ فيه ومعلما أمينا يعلمه حيث اقتضت حكمت الله وإرادته أن يرسل الرسل وينزل الكتب ليتعلم الإنسان ما لم يعلم وأراد الله لكتبه أن تكون منبع للهداية البشرية وباعثة له علي الإيمان بالله وإذا اصطدمت تلك الكتاب مع الحياة فهذا يعني اصطدام العلم بالحياة وما الحياة والموت إلا دائرة محكومة بعلم الله وإرادته ومن ينادي في الحياة بالعلم بعيدا عما قاله الله خالق الحياة فلن يصل أبدا لحقيقة مطلقة ومن ينادي بالكتاب المقدس بعيدا عن العلم فلن يصل إلي حقيقة مؤكدة فالحياة هي جهاد بالقرآن وبالعلم وهما فرض علي الأمة الإسلامية لقول الله لرسوله (اقرأ باسم ربك الذي خلق) وبمـا أن القرآن كتاب الله فعلي علماء المسلمين دعوة الناس إليه بالحكمة والموعظة الحسنة متسلحين في تفسيره وتحليله جملة وتفصيلا بالمنهج العلمي السليم وبالحقائق الثابتة التي لا تقبل الطعن من أحد مهما كان مبلغه العلمي وإلا فالجميع أمـام الله مقصرين في تبليغ ما يخص آياته وكلماته وشرح حروفه وأرقامه ويلزمهم بزل كل ما لديهم من جهد حتي لا يكونوا آثمين أمام الله ورسوله وتسعي الناس لنقدهم فالقول وحده لا قيمة له في حد ذاته مهما كان عظيما ولن تقوم به الحياة مطلقا إلا بقدر انتفاع الناس به فإذا لم ينتفع الناس ته وأدي إلي فرقتهم وتناحرهم واختلافهم فلا قيمة له ولا لقائله فالعلم قد يرفع من شأن صاحبه ولكن لن يشفع له إلا بتطبيقه فمن السهل أن يتكلم الإنسان قائما وقاعدا ومريضا وصحيحا وغنيا وفقيرا وفي كافة الظروف ولكن مستحيلا عليه أن يحول ما يقوله إلي فعل إلا إذا امتلك الأسباب العملية المؤدية لتحقيق هذا الفعل ومن خلال كلام الله ذاته الخالق للحياة
وكيف لإنسان حقيقيا أن يكون تابعا له ويفرض عليه ما لا يستطع صده أو ردعه
لا أعتقد أن الإنسان يكون تابعا لشئ هو من صنعه. وكيف يفرض علينا الذكاء الاصطناعي ما لا نستطيع صده أو ردعه! ألا يستطيع صانع الآلة أن يبطلها! الإنسان متفوق بعقله وطريقة تفكيره التي أوصلته لابتكار الذكاء الاصطناعي لخدمته، وبالرغم من أن الذكاء الاصطناعي يستطيع تقديم الكثير مما لا يستطيع الإنسان العادي أن يفعله، ولكنه مثل أي اختراع قد صنعه البشر لخدمتهم. فلا أري أن مصطلح متفوقا على البشر دقيق، الإنسان اخترع السيارة التي يمكن أن تسير لمسافات طويلة جدا عابرة للبلاد وبسرعات لا تستطيع أرجل الإنسان العادي أن تفعلها، فهل تصبح السيارة متفوقة على البشر؟
مما لا شك فيه ما تفضلت به أحد البديهيات العقلية التي لا خلاف عليها ولكن المنشغلين بالزكاء الاصطناعي يحزرون من خطورته الفترة القادمة فمع تتطوره لن يتمكن الإنسان من السيطرة عليه وسيصل لمستوي مخيف من التطوير الذاتي لنفسه التي يصعب معه الصد أو الردع وهذا بدوره يطرح لنا علامات استفهام لهؤلاء المنشغلين في هذا المجال لماذا كل هذا الخوف الآن من الزكاء الاصطناعي
كنت قد قرأت مرة مقابلة صحفية لمايكل روس بعنوان "هل يفسر التطور المعتقدات الدينية؟" يقول فيه:-
(لا أعتقد أن الغلم على هذا النحو، من الممكن أن يفسر كل شئ، لذلك فإن افتراض إمكان فهم وجود العالم وطبيعته فهمًا تامًا سيتطلب شيئًا أكبر من العلم ).
مايكل روس يقول في هذه المقابلة بكل وضوح أن العلم غير قادر بأي شكل من الأشكال على فهم وجود العالم، أو بعبارة الملحد المتحرش لورنس كراوس:-
(لماذا هناك شئ بدلًا من لا شئ).
ويكمل كراوس ويقول أنه لكي نفهم هذا الوجود فنحن نحتاج إلى ما هو أكبر من العلم، وأنا أتفهم أن المساهمة تدعو لأن نعود لطلب العلم التجريبي مثل الغرب، ولكن سيدي من فضلك هذه ليست مشكلة شعوب، هذه مشكلة حكومات.
فالمسؤول عن تحديد ميزانية للبحث العلمي هم الحكومات، والمسؤول عن فتح مراكز بحث علمي هم الحكومات، لذلك لا تلم الناس، بل لم الحكام واسألهم لماذا لم يفعلوا هذا.
الحياة أعمق بكثير مما يتصوره الملحد ولكن يبقي أن نعلم أنه لا قيمة للحياة بدون علم ولا علم لنا إلا من ةخلال كتاب أيا كان هذا الكتاب وفي إطار البحث العلمي المجرد سنجد أنه لا تناقض ما بين العلم والدين بل متناغمان
أجل بالطبع لا تناقض بين العلم والدين، ولكن من المسؤول عن تكوير العلم في البلاد؟ إنها الحكومات، كما أنني أختلف معك في قولك بأن لا قيمة للحياة بدون علم تجريبي، فحياتك أنت الذي تعلم أنه لا إله إلا الله هي أثمن وأكثر قيمة من حياة ذاك الذي يمتلك أعظم الشهادات وحاصل على ثلاث جوائز نوبل، ولا يعرف من خلقه.
وأختلف معك مرة أخرى في قولك أي كتاب، فلا يا أستاذي ليس أي كتاب نقرأه، فأنت حينما تأكل أكلا فاسدًا يفسد جسمك، وكذلك عندما تقرأ كلامًا فاسدا يفسد عقلك.
التعليقات