أحمد زكي، واحد من أعظم الممثلين في تاريخ السينما المصرية والعربية، تميّز بأدائه الفريد وقدرته الفائقة على تقمّص الشخصيات. وُلد أحمد زكي في 18 نوفمبر 1949 في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وعاش طفولة صعبة بسبب فقدانه المبكر لوالده، إلا أن شغفه بالفن كان ملاذه الأول لتحقيق أحلامه.

التحق أحمد زكي بمعهد الفنون المسرحية، وكان من أوائل دفعته، ليبدأ مسيرته الفنية بدور صغير في المسرحية الشهيرة "هاللو شلبي". كانت بداياته علامة واضحة على موهبة نادرة، لكنه لمع نجمه بشكل أكبر في السينما، حيث جسّد أدواراً تُعد من الأيقونات الفنية التي لا تُنسى.

بدأت شهرته الواسعة مع فيلم "شفيقة ومتولي" (1978) مع سعاد حسني، حيث قدم دورًا مؤثرًا جذب أنظار النقّاد والجماهير. بعدها توالت نجاحاته مع أفلام شكلت محطات رئيسية في السينما المصرية، مثل:

  • "العمر لحظة"
  • "موعد على العشاء"
  • "البرئ"

لكن القفزة الحقيقية في مسيرته كانت مع فيلم "النمر الأسود" (1984)، حيث لعب دور الشاب المصري الذي يكافح ليحقق النجاح في الغربة.

تميّز أحمد زكي بأداء الأدوار الصعبة وتجسيد الشخصيات الواقعية، مما جعله النجم المثالي لأداء أدوار السيرة الذاتية. من أشهر هذه الأدوار:

  • فيلم "أيام السادات": حيث تقمّص شخصية الرئيس الراحل أنور السادات ببراعة نادرة.
  • فيلم "ناصر 56": الذي قدم فيه شخصية الزعيم جمال عبد الناصر.

اشتهر أحمد زكي بالاندماج التام مع شخصياته، لدرجة أن الجمهور كان يرى الشخصية على الشاشة وليس الممثل. عُرف عنه أنه كان يدرس أدواره بعناية شديدة، ويهتم بأدق تفاصيل الشخصية التي يجسدها. اعتمد على التلقائية والبساطة في الأداء، مما جعله "فتى الشاشة الأسمر" الذي أسر قلوب الجماهير.

حصل أحمد زكي على العديد من الجوائز خلال مشواره الفني تقديرًا لعطائه وأدائه الاستثنائي، منها:

  • جائزة أحسن ممثل عن دوره في "البريء".
  • تكريمه في مهرجانات عربية وعالمية تقديرًا لمسيرته السينمائية الحافلة.

رحل أحمد زكي عن عالمنا في 27 مارس 2005 بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا إرثًا فنيًا خالدًا في ذاكرة السينما العربية. أفلامه ما زالت تُعرض حتى اليوم وتُعد مصدر إلهام للأجيال الجديدة من الممثلين.

أحمد زكي كان وسيظل أيقونة سينمائية لم تُنسَ. استطاع بأدائه الاستثنائي أن يخلد اسمه كواحد من أعظم ممثلي الوطن العربي. ترك بصمة لا تُمحى في الفن المصري، فهو لم يكن مجرد ممثل، بل كان مدرسة فنية متكاملة قدمت الدرس الأعظم في الالتزام، الإبداع، والإحساس الحقيقي بالفن.