لاشك ان اللحظة الأولى لمعرفة المريض بانه مصاب للسرطان، هي لحظات تسقط فيها أوراق الحياة ولا تعد قيمة لكل ما نفكر فيه للمستقبل. انه المرض الخبيث الذي لا يرحم صغيرا او كبيرة، إنه يقلب الحياة تماما، فيقع المريض فريسة العلاج الكيمياوي بكل آثاره المدمرة، والعلاج الاشعاعي الحارق للخلايا والعلاج البيولوجي الطويل وناهيك عن كل ما يصيب أعضاء الجسم حتى يتلاشي الجسد نحيلا يوجع الروح التي تخرج وقد انهكت تماما. 

يأتي الأمل اليوم من خلال ما سمعنا وقرأنا حول العقار التجريبي للسرطان، فهذا العقار قد عالج مجموعة من المرضى في تجربة إكلينيكية في الولايات المتحدة الأمريكية. في الواقع ، أظهرت دراسة نُشرت في مجلة New England Journal of Medicine أن جميع المرضى الـ 12 الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان المستقيم قد تم قبولهم بعد تناول Dostarlimap على مدار ستة أشهر.

وقال الدكتور لويس دياز ، أحد مؤلفي البحث الرئيسيين وطبيب الأورام في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان في نيويورك: "هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في تاريخ السرطان".

عقار "دوستارليماب" أثبت فعاليته في علاج سرطان القولون والمستقيم، وهذه الأنواع قد تضاعف الإصابة بها في السنوات القليلة الماضية، وفي الغالب تهزم كل برامج معالجة السرطان، فهل هذا العقار المعجزة بداية الأمل والانتصار للحياة ووداعا للالم.؟

ومن الجدير ذكره وفق دراسة أعدت ونشرت في المجلة الطبية العريقة "نيو إنغلاند": "أنه لم يتلق أي مريض علاجا كيميائيا أو إشعاعيا أو خضع لعملية جراحية، ولم يتم الإبلاغ عن أي حالات تطور أو تكرار ظهور السرطان أثناء المتابعة، وكل هذا تم في الشهور الستة التي خضع فيها المريض للعلاج المعجزة".

لازالت المعركة لصناعة الأمل في بداياتها ولكنها مبشرات لم تحدث سابقا، ولازلنا بحاجة لمزيد من الأبحاث على كثير من الأشخاص ومتنوعي الألوان والجينات حول العالم، وتسجيل كافة الملاحظات حول الاثار الجانبية والاستجابة وعدم الانتكاسة. 

مع هذا الاكتشاف العظيم، ينتظر العالم ليقول وداعا بلا عودة للعلاج الكيماوي والاشعاعي والجراحة، فمع نجاح العلاج المعجزة للشفاء من السرطان وانتهاء البروتوكلات التقليدية، يصنع أمل الحياة لمرضى السرطان.

إننا أمام عملية استشراف طبيعي لم تحدث في تاريخ الأبحاث لعلاج مرضى السرطان، لعل كل منا يملك حكاية عن مريض يتمنى ان يشفى من ويلات السرطان؟ وهل ترون أن مثل هذا العلاج سيكون نهاية العلاج الكيماوي.