وأنا أتجهز لمغادرة قسم الطوارئ، استرعى انتباهي صراخ رجل في منتصف العمر، كان يقول: انتظرت ساعتين في مركز الرعاية الأولية ولم يتم عمل أي شيء لي سوى أخذ بعض العلامات الحيوية مثل الضغط والحرارة والطول والوزن، وبمجرد استماع الطبيب لي هناك، تحدث بالهاتف باللغة الإنجليزية التي أفهمها جيدا وقد قال لزميله " هذه الحالة رقم 40 .. لم أعد قادرا على التعامل مع أي شخص، يبدو ان الحالة تحتاج وقت طويل وتشخيص دقيق، سأطلب من المريض التوجه لمركز الطوارئ، سأخبره ان حالته تحتاج دخول مستشفى ..!!"
امتثلت لطلب الطبيب وذهبت إلى وحدة الطوارئ في المستشفى ... وفي الطريق إلى هناك كنت أتساءل:
- هل هناك نقص في أطباء الرعاية الأولية؟
- ما سبب النقص في أطباء الرعاية الأولية؟
- لماذا تعتبر مراكز الرعاية الأولية مراكز أقل قدرة على تقديم الخدمات للمرضى مقارنة بوحدات الطوارئ في المستشفيات؟
- ما الذي يمكن فعله للتغلب على النقص في أطباء الرعاية الأولية؟
- ما دور كليات الطب في تعزيز طب الأسرة والرعاية الأولية مقارنة باهتماماتها بتعزيز تخصصات المستشفيات؟
- وأخيرا: لماذا يلجأ الأطباء للتحدث مع الفريق الطبي باللغة الإنجليزية .. هل هي عادة ام محاولة لعدم إشراك المريض ام لأمور أخرى ..؟
هذا الأسئلة كانت تدور في وجدان وعقل المريض وهو في طريقه للمستشفى، بالتأكيد هناك لديك الكثير من الأسئلة الأخرى .. ولكن دعنا الان نتحاور في مساعدة المريض للإجابة عليها وطرح كل ما يجوب داخلنا من أسئلة.
المجال مفتوح الآن للحوار معا في أجواء من الشفافية ونقل التجارب الشخصية وتدوين مادة علمية ومعرفية .
التعليقات