منذ طفولتنا اعتدنا سماع أهمية البروتينات، النشويات، الفواكه والخضر وما تحتوية من مغذيات وفيتامينات أيضا، لكن هل سمعتم عن أهمّية المعادن؟ دعوني أضرب لكم مثالا واقعيّا، هل سبق و أن قال لك أحدهم، كل المكسّرات يابني فهي تحتوي على الزنك؟
لا أظن هذا بل هناك حتى من لم يسمع بوجود معدن الزنك إلّا بعد جائحة كورونا حيث أصبح يوصف للمصابين. رغم أهمية المعادن البالغة إلا أنها غالبا ماتهمّش.
الفيتامينات يمكن أن نصنّعها، فبالتعرّض للشمس نحصل على فيتامين د، الحيوانات تصنع فيتامين c و من ثم ينتقل الينا، B12 تصنعه بكتيريا في بطن الحيوان لتصبح في معدتنا بعد تناول اللّحم، بالمختصر يمكن للفيتامينات أن تصنّع و يمكن الوصول اليها بعدة طرق، ولكن هل سبق و أن صنع حيوان ما أو نبات ذهبا؟!
طبعا لا، نفس الأمر ينطبق على النحاس والسيلينيوم والزنك وغيرها الكثير من المعادن التي لا تصنّع. سيقول أحدهم وماذا سيحصل ان غابت المعادن؟!
بروتينات جسمك تحتاج معادن، هيموغلوبيناتك تحتاج معادن، مخك يحتاج معادن، كل التفاعلات في جسمك تحتاج معادن، أي نبضة تحتاج معادن، حتى المناعة تحتاجها، وهناك أمر مهم جدا تجدر الإشارة إليه وهو أنه حتى الفيتامينات التي هي أوّل مايتبادر لذهن الانسان بالحديث عن أهمية التغذية، فهي لا تعمل دون معادن!
ولأهميتها البالغة توصّل العلماء الى أن احتماليّة موت الرياضيّ الذي يفرط في ممارسة الرياضة أكبر بكثير من ذاك الذي يجلس على مقعده و يأكل أي شيئ دون الاهتمام لقيمته الغذائية، لماذا ياترى؟! لان الرياضة المفرطة والحركة بشكل عام تؤدي لحرق السيلينيوم!
أمر عجيب ولكنّه دليل دامغ على أهمية المعادن في حياة الانسان.
إذا، بصراحة هل تولون انتباها لوجود المعادن في أطباقكم وأكلكم بصفة عامّة؟ أم تنتبهون أكثر للفيتامينات والبروتينات وغيرها من القيم الغذائيّة؟
التعليقات