جميعًا زرنا الأطباء، بعضنا قام بعمليات جراحية -ربما تكللت بنجاح وربما بفشل لا سمح الله- وبعضنا لتشخيص مرض ما وجلب الدواء له، لكن لم يهمنا في يومًا ما هو جنس الطبيب؟ هل طبيبًا أم طبيبًة؟ فقط ما نفكر فيه، هل الطبيب الذي سيجري العملية مؤهل و مهني في عمله؟ هل يتمتع أداءه باحترافية؟ هل سنشعر بالراحة عند زيارته؟ فقط هذا ما نوليه اهتمامًا حقًا! لكن أن نقرأ دراسات وأبحاث وأقوال لبعض المختصين والباحثين سواء كانت حديثة أو أُجريت قبل سنوات تخبرنا أن جنس الطبيب قد يلعبُ دورًا في درجة تحسن المريض لهو أمر مستغرب حقًا وقد يبدو للبعض مثيرًا للسخرية!

  فمثلًا البارحة تحديدًا قرأتُ دراسة لباحثين من جامعة تورنتو الكندية صدرت في شهر ديسمبر الماضي أي في أواخر العام المنصرم،  تقول بأن المرضى من النساء إن تم معالجتهن من قبل الطبيب سيكونن أكثر عرضة للوفاة بنسبة 32% ، ناهيك أنّ 16% منهن  أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات و 11% سيكونن أكثر عرضة للعودة إلى المستشفى، من أولئك اللاتي تعاملن مع طبيبة وخاصة حينما نتحدث في مجال الجراحة. وقفت هنا مشدوهًة تمامًا في حيرًة من أمري، وكأن لسان حالي يقول: هل هذا ما يحدث لدينا في مجتمعاتنا العربية أما فقط لدى الغرب؟ وهذا ما جعلني أن أطرح هذا الموضوع تحديدًا

لكن السؤال الأهم كون هذه الدراسة تحدثت عن المرضى من الإناث، طيب ماذا عن المرضى من الذكور؟ هل هم أكثر عرضة للموت في حال تعاملوا مع الطبيب من أولئك الذين تعاملوا مع طبيبة؟ أما ماذا بالضبط؟ حاولت الاجابة وفي نفس الوقت كُنت أخدع وأوهم نفسي بأنّ هذا مجرد رأي لباحثين من جامعة معينة، لكن يبدو أن ليس كل ما نرتأيه ونأمله يتحقق، فمثلًا في عام 2017 صدرت دراسة تقول أنّ معدل الوفيات من كلا الجنسين من المرضى أقل عندما يكون الطبيب المعالج من الإناث.

دونالد آي بار ، الأستاذ في كلية الطب بجامعة ستانفورد يقول في بحث له أنّ الأطباء من الذكور يقاطعون المرضى أثناء تبادل الحديث بينهم في حين أنّ الطبيبات ينتظرن ثلاث دقائق في المتوسط قبل مقاطعتهم.

ارتأيت اليوم مناقشة هذا الموضوع بيننا كأعضاء هنا، فلِمَ لا نتبادل الآراء ما بيننا حول هذه الأمر؟ ونتساءل عن رأيك؟ و ما هي تجاربك مع الأطباء ؟