المحتوى التفاعلي الرقمي في مواجهة المحتوى الثابت التقليدي! أيهم أنجع؟

فلماذا يا ترى كان المحتوى التعليمي بتلك الصورة المملّة وماذا كانت النتائج لتكون عليه لو أنّ الأساتذة اعتمدوا على التفاعلية الرقمية في تقديم الدروس؟

بالفعل، إن هذه الوسائل التفاعلية إذا ما تم تطبيقها بشكل ممتاز في التعليم ستؤدي إلى قفزة في هذا القطاع، بالأخص أن الطلاب حالياً هم من جيل كبر وهو يتعامل مع الأجهزة، وبيده الكثير من التفاعلات والمحتوى المرئي الجذاب، فبالتأكيد لن ينجذب للأسلوب التلقيني التقليدي في التعليم، حتى وإن صرّح الآباء والمعلمون بنجاح هذا الأسلوب معهم، ففرق الأجيال يقف حاجزاً أمام تحقيق نفس النتيجة ومن متطلبات التعليم في هذا العصر هو أن يتم رقمنته.

هذه الطرق الحديثة التي ذكرتها بالإمكان أن ترفع من مستوى استيعاب الطالب وتفاعله مع المواد العلمية المقدمة إليه، كما ستزيد من كفاءة تقديم المعلم للمعلومة وليس العكس كما يخشى البعض، لكن ما يعيقها هو تكلفتها والميزانية الكبيرة التي تستوجب وجودها، وهذا من الأمور التي ستعيق تطبيقها في بعض الدول التي تعاني اقتصادياً بل هي أمام مشكلات تعليمية أكبر من مجرد أن الدرس ممل للطالب.

 وهل يمكن أن تستبدل الروبوتات مهنة التعليم في المستقبل؟

لا أعتقد أن المعلم يمكن استبداله بالروبوت، فالمعلم في نظري يتعدى كونه وسيلة أو آداة تعليمية فقط وظيفتها هو نقل المعلومة للطالب وتصحيح ورقته، المعلم يتحمل مسؤولية التفاعل العلمي والعاطفي مع طلبة في مختلف الأعمار وغالباً هم في مراحل تكوين شخصياتهم سواء مرحلة الطفولة والمراهقة، ويقضي معهم ساعات خلال اليوم لذلك هو جزء مهم من تربية وتكوين هذا الشخص، كما أنه مسؤول عن تنظيم سلوكيات الطلبة خلال الصف وكل هذه الأمور لا أعتقد أن بإمكان الروبوت القيام بها على أكمل وجه.

مثلاً، كم نسمع قصصاً لأطفال تعرضوا للتنمر ولجؤوا إلى معلميهم الذين تداركوا الموقف بحكمة وحلوا المشكلة، هل يمكن أن يحل الروبوت محل المعلم في هذه الحالة ؟

أعتقد أننا وصلنا لبعض من هذه البرامج في جامعاتنا العربية وخاصة في وضع الامتحانات من خلال بنك الأسئلة تعتمد كلياً عليها، وهذا بنك الأسئلة يستطيع ان يعطي مجموعة من الاسئلة مختلفة في ترتبها وعشوائية، ويصحح الاجابات جميعا فقط دون المقالي مثل أسئلة (الصح والخطأ ، وأسئلة الاختيار من متعدد). ونعتمد طريقة وضع الامتحانات الشهري في بعض الجامعات والامتحانات البسيطة وبوزن نسبي قليل. اما اعتمادنا  وتصحيحها الورقي فهو للامتحانات النهائية والامتحانات النصفية ويكون ثقل الوزني النسبي للدرجة الكبرى فيها.

فلهذا يكون في اعتقادي استبال المعلمين بالتكنولوجيا هي وسيلة مساندة تدعم العملية التعليمية وليست بالكامل.

اليوم لا بديل عن المحتوى التفاعلي الرقمي لإمكانية التفاعل مع المستخدم في الوقت الحقيقي، كما يمكن تخصيصه وفقًا لاحتياجات المتعلم. ومن خلال الإضافات الرقمية مثل الصوت والفيديو والصور، يمكن جذب انتباه المتعلمين وتحفيزهم. أيضا يمكن الوصول إلى المحتوى التفاعلي من أي مكان وفي أي وقت، مما يجعل العملية التعليمية أكثر مرونة.

من ناحية أخرى لابد علينا ألا نغفل على أهمية المحتوى الثابت التقليدي الذي يتميز بالدقة والتفصيل، حيث يعرض المعلومات بأسلوب مباشر وواضح. كما يمكن للمتعلمين الرجوع إلى المصادر التقليدية مثل الكتب والمجلات والموسوعات، وهذا يساعد في تعزيز المعرفة وفهم المفاهيم بعمق.

هل يمكن أن تستبدل الروبوتات مهنة التعليم في المستقبل؟

لا يمكن إنكار أن المعلم البشري يلعب دورًا حاسمًا في تنمية مهارات الطلاب وتنمية قدراتهم الفكرية والإبداعية. على الرغم من أن الروبوتات يمكنها تقديم معلومات محددة وتنفيذ برامج تعليمية، إلا أنها لا يمكنها تقديم الدعم الشخصي والتوجيه الذي يقدمه المعلم البشري. لذلك برأي يمكن اعتبار الروبوتات إضافة للتعليم التقليدي، ولكن لا يمكنها استبدال المعلم بشكل كامل.

ما تصوّركم في حال اعتماد هذه الوسائل الحديثة في العملية التعليمية.

أعتقد أن اعتماد الوسائل الحديثة في العملية التعليمية سيكون له تأثير إيجابي على الطلاب،يمكن أن تساعد الوسائل الحديثة الطلاب على التعلم بشكل أكثر تفاعلية وذات صلة باهتماماتهم،يمكنهم أيضًا تزويد الطلاب بفرصة للوصول إلى المعلومات وتحسين كفاءة العملية التعليمية ،وتلقي التوجيه من المعلمين في أي وقت وفي أي مكان ويمكنها مساعدة المعلمين على تتبع تقدم الطلاب وتقديم التعليقات لهم، يمكنهم أيضًا مساعدة المعلمين على إنشاء خطط تعليمية مخصصة لكل طالب

من المهم أن نتذكر أن الوسائل الحديثة ليست بديلاً للمعلمين، يمكن للوسائل الحديثة أن تساعد المعلمين على تقديم تعليم أفضل ، لكنها لا يمكن أن تحل محل دور المعلم في التوجيه والدعم.

وهل يمكن أن تستبدل الروبوتات مهنة التعليم في المستقبل؟

فأنا أعتقد أن هذا من غير المرجح، الروبوتات لا تستطيع أن تحل محل التفاعل البشري الذي يلعب دورًا مهمًا في التعلم، و ليست قادرة على فهم ومعالجة احتياجات الطلاب الفردية بنفس الطريقة التي يستطيع بها المعلمون.

ما تصوّركم في حال اعتماد هذه الوسائل الحديثة في العملية التعليمية، وهل يمكن أن تستبدل الروبوتات مهنة التعليم في المستقبل؟

أتفق مع رأي الصديقة @GhadeerAl_Smairi فالروبوتات لا يمكنها أن تحلّ محل الإنسان البشري والمعلم، فهو الوحيد القادر على فهم الإحتياجات الإستثنائية لتلامذته، أشجع على أن تكون هنالك روبوتات مساعدة وإستخدام أدوات رقمية تفاعلية كتلك التي ذكرها @meskineyasser فهي ستساهم في رفع إنتاجية تلاميذنا وزيادة قدرات إستبعابهم خصوصا في عالم رقمي يعج بالمشتتات الإلكترونية، فهذا هو السبيل لمزاحمتها.

التعليم التفاعلي المعتمد على التكنولوجيا الرقمية هو الافضل و هذا لا شك فيه .. و لكن تبسيط المعلومات للتلميذ يحتاج مهارات خاصة تتوفر في الاستاذ .. كما ان كل مادة بخصوصياتها فهناك مواد تحتاج لمهارات لغوية كلامية اكثر من الجرافيك المرئي و المسموع كمثال : مواد تعليم اللغة و الحروف و الشروحات و وصف التجارب لغويا كالعلوم البيولوجية .. الخ ، لان عرض بعض الصور البيولوجية له تاثير سلبي على الاطفال غير المستعين نفسيا لرؤية الصور .