في خطوة قد تغير قواعد اللعبة في عالم الشهرة والتأثير، بدأت إنستجرام في اختبار ميزة جديدة تسمح للمؤثرين بإنشاء نسخ رقمية لأنفسهم. هذه النسخ، التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، يمكنها التفاعل مع المتابعين والإجابة على أسئلتهم كلها، بل وحتى الترويج للمنتجات والخدمات، على الرغم من التحديات المحتملة، فإن هذه التقنية تحمل في طياتها فرصا كبيرة للمشاهير لتوسيع نطاق تأثيرهم وتحقيق إيرادات جديدة، ولكن من جانب آخر قد يؤدي هذا إلى انتشار معلومات مغلوطة، أو محتوى غير مناسب، وقد يأتي بنتائج سلبية على علاقة صانع المحتوى بجمهوره، ما توقعاتكم كيف ترون تأثير النسخ الرقمية للمؤثرين على صناع المحتوى؟
كيف ستؤثر النسخ الرقمية للمؤثرين التي تختبرها إنستجرام على مشاهير صناعة المحتوى؟
أعتقد أنه في البداية سيلقى الأمر رواجًا من باب التجربة، وسيحب كل من المؤثر والمتابع تجربته. لكن مع الوقت سيصبح الأمر سخيفًا وسيقل ارتباط الجمهور بالمؤثر الذين يتابعونه لأنهم سيدركون في النهاية أنهم يتابعون آلة.
لكن ربما يتمكن بعض المؤثرين من تحقيق التوازن الظهور الشخصي الأصلي وتطبيق تلك الأتمتة، وحينها لن يمل الجمهور من متابعتهم.
إذا تمكن المؤثرون من استخدام النسخ الرقمية بطرق تساعدهم على تعزيز إبداعهم وإثراء تجربة جمهورهم، فقد يكون لهذه التقنية دور مهم في مستقبل صناعة المحتوى و لا أعتقد أنه سيستغنون عنها، ومع تقدم التكنولوجيا وتطورها، من الممكن أن نرى طرقا جديدة للدمج بين العالم الرقمي والتفاعل الإنساني بطرق تلبي تطلعات الجمهور وتحافظ على جودة التواصل والتفاعل الحقيقي.
لست من مؤيدي استبدال الذكاء الاصطناعي للعنصر البشري، رغم ان دمجه بمجال الترفيه قد يبدو فعالًا لكنه يفاقد للمصداقية وقد لا يتفاعل الجمهور معه بنسبة كبيرة، كما ان توظيف الذكاء الصناعي للتفاعل مع الجمهور والرد على الاستفسارات بدون رقابة قد ينتج عنه كثير من الأخطاء والمغالطات لا يمكن تداركها.
لكن يوجد بالفعل أمر مشابه، حيث يوجد بعض الحسابات في الإنستاغرام لشخصيات وهمية تم إنشاءها بالذكاء الإصطناعي و لديها أكثر من نصف مليون متابع و تقوم بالإعلانات لماركات عالمية و العالم يتفاعل معها، وبالتالي أعتقد أن الأغلب سيتفاعلون مع هذه الشخصيات.
تم تناول هذه الفكرة في بعض حلقات المسلسل الخيال العلمي black mirror ومن تجربتي في المشاهدة فقط، أرى أن الأمر ستكون سلبياته كثيرة أبعد بكثير من المعلومات المغلوطة، بل قد يصل إلى التشكيك والتشتت في أي محتوى وهل هذا بشري أم رقمي حتى لو تم وضع علامة وتفريق بين الاثنين إلا أنه هنالك العديد من الناس لا تستطيع التفريق بالأساس. أراها خطوة للعيش في عالم أكثر أليه وسيؤثر على وعي الأجيال القادمة وينسينا معنى التواصل البشري الذي بالفعل تضائل كثيرا مؤخرا.
أتفق معك، خاصة أننا الآن مثلًا في وقت يمكن للفنان فيه أن ينتج أغاني جديدة بصوته فقط وبدون أن يقوم بالفعل بالغناء فيها.
فإن كان لدي نسخة رقمية من الفنان تتفاعل على مواقع التواصل وأدوات يمكنها إكمال الإنتاج الفني له فلماذا سأحتاج تدخله البشري من الأصل؟ قد يكون في الواقع مريضًا لكنه ينتج الأغاني ويرد على المتابعين بسهولة!
في نفس الوقت لفتت تلك النقطة انتباهي إلى فكرة خلود الفنانين بشكل عام، فالتواجد الرقمي لن يشيخ مثلًا أو يفقد رونقه، فهل هذا قد يعني تواجد نسخ رقمية وفن أطول عمرًا من الفنان نفسه؟
فلماذا سأحتاج تدخله البشري من الأصل؟
بعض الأمور لا يمكننا فيها الإستغناء عن البشر، أهم مثال هو الذي ذكرته في حالة الغناء، فبالرغم من التطور الذي حصل في ذلم المجال إلا أنني لحد الآن نستطيع أن نفرق بين صوت الذكاء الإصطناعي و الصوت الحقيقي للفنان، بالتالي نبقى دائما بالحاجة له، أما بالنسبة لفكرة الخلود، فلا أعتقد أن الأمر سيكون بتلك الطريقة، بل بين الحين و الآخر يتم تحديث النسخة الرقمية للمؤثر لتماشى مع شكله و بالتالي في حالة الوفاة ستتوقف.
صحيح الموضات والاتجاهات التكنولوجية قد تظهر وتختفي، ولكن التأثيرات البنيوية للتكنولوجيا على المجتمعات والثقافات ليست دائما سطحية، يمكن أن تكون التقنيات الجديدة بما في ذلك النسخ الرقمية للمؤثرين، بمثابة محفز لتحولات عميقة في كيفية تطور التواصل والتفاعل الاجتماعي.
النسخ الرقمية للمؤثرين والشخصيات العامة لا تعني بالضرورة أنك تتحدث معهم شخصيا، هذه التقنية تعمل على إعادة إنتاج صورة أو شخصية بشكل رقمي، وتقديم محتوى بناء على برمجيات وتقنيات معينة، في الواقع قد يكون الاستفادة من النسخ الرقمية مفيدا لتوسيع الوصول إلى المحتوى المعلوماتي أو التفاعل مع شخصيات يصعب الوصول إليها بشكل شخصي في الوقت الحقيقي.
التعليقات