كلنا بدأنا حياتنا العملية، ولدى كل منا قناعات نلتزم بها ونؤمن أنها قد تكون سبب نجاح أو تميز بالعمل، ولكن تتغير الظروف وتتغير القناعات أحيانا طبقا للمواقف التي نمر بها، والتجارب التي ندخلها، لذا فكرت أن نتشارك ونستفيد، وكل زميل يشارك قناعة كانت لديه وتغيرت الآن، ويوضح لنا لماذا تغيرت؟
شاركنا بقناعة كانت لديك بالعمل وتغيرت الآن
في بداية حياتي المهنية كانت لدي تلك القناعة بأنني أقدم للوظيفة أكثر من وقتها في سبيل التعلم أكثر وأكثر من الوظيفة. ولكن مع مرور الوقت تيقنت من خطأي وأنه يجب أن استثمر وقتي في تطوير مهاراتي خارج الوظيفة أو حتى للاسترخاء ومحاولة إعادة طاقتي للتقدم بشكل أفضل ولو كان أبطئ وهذا يعد عملية إعادة استثمار الوقت.
ولكن مع مرور الوقت تيقنت من خطأي وأنه يجب أن استثمر وقتي في تطوير مهاراتي خارج الوظيفة
هذه الإستراتيجية مع الوقت تضعك في مكانة جيدة جدًا. بعد قطع شوط في طريق تطوير مهاراتك يصبح من الصعب الاستغناء عنك داخل المكان الذي تعمل به.
قد يلتبس علينا الأمر ونظن أن الشخص الذي يقدّم للوظيفة وقته ومجهوده وتركيزه هو الشخص الذي ستعطيه الشركة مقابل عمله، ولكنه يُصدم بأن الأعباء تزيد وحسب ويظل هو واقفًا في مكانه. بينما الشخص الذي لا يكف عن تطوير مهاراته يمثل مكسبًا بالنسبة لمكان العمل ويصبح الاستغناء عنه صعب وهو بتأديته للمطلوب منه دون زيادة ولكن بجودة عالية سيكون بلا شك أفضل من المثال الأول.
ولماذا لا يكون الاثنين معا، فالتقدم الوظيفي والتطور الملحوظ فيه مرهون باكتسابك لمهارات متعلقة بعملك بشكل مستمر، هذا يضمن لك التقدم في وظيفتك، حتى لو انتقلت لمكان آخر، بجانب أن اليوم هناك كثر ممن يكتسبون مهارات جانبية يمكن العمل بها كوظيفة جانبية,
كان لدي قناعة وهي أن العمل الجاد والمثابرة هما كفيلان بتحقيق النجاح والتميز في العمل. كنت أعتقد أنه إذا بذلت جهدي ووقتي وطاقتي في عملي، فسأحصل على التقدير والمكافأة والارتقاء. كنت أهمل حياتي الشخصية والاجتماعية والصحية من أجل التفاني في عملي.
ولكن قد تغيرت قناعتي بعد أن مررت ببعض التجارب والمواقف التي أدركت من خلالها أن العمل الجاد والمثابرة ليسا كافيين للنجاح والتميز في العمل. فهناك عوامل أخرى تلعب دورًا مهمًا، مثل الإبداع والابتكار والتعلم المستمر والتواصل الفعال والعلاقات الجيدة مع الزملاء والرؤساء. كما أدركت أن حياتي لا تقتصر على عملي فحسب، بل تشمل جوانب أخرى تحتاج إلى اهتمام ورعاية، مثل صحتي وأسرتي وأصدقائي وهواياتي. فالحياة تحتاج إلى التوازن بين العمل واللعب.
كنت أهمل حياتي الشخصية والاجتماعية والصحية من أجل التفاني في عملي.
تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية مهم جدا، خاصة إن كنت أنت مدير نفسك، فسيكون تحدي كبير لأن بالعمل الحر غالبا ما يعمل المستقل دون وضع حدود لعدد ساعات عمله، ودوما يأتي على نفسه خاصة في حال وجود مشاريع خاصة. لذا الأمر يحتاج لتنظيم الوقت، ومحاولة الفصل بين مكان العمل وحياتنا الشخصية، ومن أكثر العوامل التي لا تجعلني أشعر بوقتي الخاص هو تصفح إيميل العمل والاطلاع على الملاحظات.
كان لدي قناعة وهي أن العمل الجاد والمثابرة هما كفيلان بتحقيق النجاح والتميز في العمل
كانت عندي هذه القناعة وتسبب في اثقال كاهلي الصراحة أكثر من تحقيق النجاح، بعدها تعلمت تنظيم أولوياتي في العمل مع منح نفسي وقت للراحة والاسترخاء ومكافئة نفسي بعد انهاء عمل معين، من خلال هذا تمكنت من تحقيق النجاح أكثر من السابق عندما كنت اركز في الجهد والمثابرة أكثر من الاعتناء بنفسي ونفسيتي.
تعلمت كذلك أن النجاح يحتاج تطبيق أكثر من تعلم المعلومات النظرية، ويمكننا التفوق حتى من خلال العملي بدون الحاجة للنظري، من قبل كانت قناعتي أن النظري كخطوة أولى ضرورية للنجاح في التطبيق.
كان عندي قناعة أنّ الوساطات هي دائما صاحبة الكلمة الأخيرة في التوظيف إلّا أنّني اكتشفت أنّ ليس هذا الحال دائما إذ أنّ هناط من يرى النّور الذي يسطع من داخلنا ويؤمن بنا وهو ما يعطينا الفرصة بدون أن نمتلك أي واسطة.
هذا يعتمد على نزاهة المكان، والمعايير التي يعتمدها لذلك، أما فكرة الوساطة بها أراء كثيرة، فهناك من يرى أنه طالما كفء للوظيفة فما المشكلة بأن يحصل عليها بالوسطة، وهناك من يرى أن الشفافية مطلوبة على الجميع.
لكن بالواقع يجب محاربتها بكل الطرق، لأن هناك الكثير ممن يستحقون فرص بكفاءة وتضيع بسبب هذه الطريقة.
طرحك جميل جداً، بالنسبة لي لا يمكن مقارنة ما بين الاثنين، فالعمل الحر له مزايا من المرونة العالية وحرية الاختيار واتخاذ القرار لكن الوظيفة تبقى الضمان على الرغم من سياسات المكان الذي تعمل به، فكل يوم من شتات من أمري لا أستطيع أن أجزم فالاختيار بينهم.
أنا على قناعة تامة بفكرة الاستمرارية وأنها هي مفتاح النجاح في أي عمل .. حتى لو أن الأمر لم يؤتي ثماره على المدى القريب، ولكنه بالطبع مع الوقت سيؤدي إلى نتائج مُذهلة .. ويُمكن إسقاط ذلك على مهارة جديدة تتعلمها في عملك مثلا.
أعتقد فكرة الاستمرارية لا خلاف عليها، فهي مهمة بكل الأمور سواء بالتعلم أو اكتساب خبرات، لكن سؤالي عن قناعة كانت لديك ولكن مع خوض تجربة العمل واكتساب خبرة بها، تغيرت هذه القناعة.
في بداية عملي كنت على قناعة أنني أستطيع أن أتجنب كل زملائي اللذين يسببون المشاكل للجميع وأركز في عملي فقط وأنتج أينما كنت لكن مع مرور الوقت أكتشفت أنه لن أستطيع تجنب الجميع ومن اللازم أن أتعلم كيف أتعامل بطريقة تجنبني مشاكلهم ولا أتجنب أحد وبالفعل تعلمت الكثير والكثير من الطرق التي تساعدني على انجاز مهامي دون الدخول معهم في أي حوارات خارجية والتعامل الوسط معهم
كنت اعتقد أن المدير دائمًا يريد نجاح العمل، لكنني اكتشفت ان اغلبهم يريد نجاحه هو الشخصي، أما العمل فإذا كان سيبرز شخصًا غيره فهو يصبح عدوه الأول.
التعليقات