مر عام على دخولي مجال العمل الحر على منصتَي مستقل وخمسات، وأكملت مشروعا واحدا على مستقل في كتابة المحتوى، انتهت بما لا أريد أن أسميه فشلا ولكنها محاولة لم تؤتِ ثمارها ولم أستطع إثبات وجودي على المنصة بعده بسبب التقييم المتوسط، فقد حصلت على ثلاث نجوم ونصف، وبعض المشاريع التي تقدمت لها بعرض قد تواصل معي أصحابها سائلين: لِمَ تقييمك على المنصة سيء؟
في الحقيقة كانت هذه السنة من أسوأ السنين التي مرت علي وعلى أسرتي بسبب مرض أخي الصغير مرضا صعبا، بدأ المرض مع أخي وأنا في منتصف المدة المحددة لإتمام المشروع (عشرة أيام) ففي اليوم الخامس تشتت تركيزي وبدأت أقترف كثيرا من الأخطاء التي في الحقيقة أتعبت صاحبة المشروع كثيرا وكنت أعتذر عنها لكن يبدو أنها موظفة مثلي ليس بيدها أن تقبل الأعذار، وفي اليوم السادس لم أستطع إكمال المشروع فطلبت تأجيل الثلاثة أيام الباقية، لكنها ردت علي باستلام المشروع قبل موعده وكان من حقها طبعا أن تعطيني هذا التقييم خصوصا أني طلبته بنفسي، لكني كنت أظن أنها ستقيم الجودة فقط ولم أكن أعلم أن هناك تقييما خاصا للاحترافية في التعامل وغيره.
المهم أنني لم أستطع استلام أي مشروع آخر، وبعدتُ تدريجيا عن المنصة ولكني كنت أمر عليها مرور الكرام بين الفينة والأخرى، ومرة من المرات وجدت إشعارا بأني قد حصلت على وسام بمناسبة مرور عام على فتح حسابي بالمنصة، واليوم وجدت رسالة وإشعارا بأن أحدهم اختارني في مشروع تدقيق لغوي لروايته، ولكن ذلك كان هذا قبل ١٨ يوم من الآن، فرددت عليه بالاعتذار عن التأخير والسؤال إن كان المشروع مازال قائما، وأنا أنتظر رده.
لكن سؤالي للكتاب والمدققين هنا من ذوي الخبرة: كيف أصبح متوسط أسعار التدقيق اليوم؟ فهو قد وضع الميزانية من ٢٥ إلى ٥٠ دولار، وروايته مكتوبة في حوالي ٧٥ صفحة ومما يزيد عن عشرة آلاف كلمة!! في العام الماضي وضعت خدمة على خمسات بتدقيق ١٥٠٠ كلمة بسعر ٥ دولار وكان هذا أرخص من كثير من خدمات التدقيق الأخرى، فهل تغيرت الأسعار بعد عام؟ وكيف تتعاملون مع المشروع إذا لم تعجبكم الرواية أو الكتاب المدقَّق خاصة إذا كنتم أصحاب رسالة ولا تريدون لكتاب رديء أن يتربع على أرفف المكتبة العربية الشريفة؟ كيف تتعاملون مع هذه المواقف؟
لطالما كان التدقيق اللغوي متعة كبيرة بالنسبة لي، والعمل الحر في هذا المجال تحديا كبيرا جدا من عدة نواحٍ، أولها: أني طالبة بقسم اللغة العربية ولم أتخرج بعد (في عامي الآخير الآن) وثانيها: أني لا أملك جهاز لابتوب من الأساس فأنا أقرأ وأتدرب وآخذ الكورسات اللازمة على الهاتف المحمول فقط، وكنت أقوم بتحويل المتصفح إلى عرض سطح المكتب في المواقع التي لا تدعم عرض الهاتف، وأنا أجيد استخدام الوورد على الهاتف أكثر من الكمبيوتر لأني كنت أقوم بأبحاثي الجامعية عليه.
التحدي مازال قائما لكن كان عدم امتلاكي لابتوب سببا من أسباب الانزواء عن منصات العمل الحر في الفترة الأخيرة، لأني كنت أريد أن أتعلم التصميم والمونتاج والبرمجة بوصفهم مكملات إضافية بجانب عملي بالكتابة والتدقيق، والصعوبة كلها في استخدام الهاتف أن هذه المجالات تحتاج لهاتف قوي، وليس هذا الجهاز الذي كان هو أيضا من الهواتف الرديئة بمساحة تخزين ٣٢ جيجا و٢ جيجا رام!! فرأيت أن أنتظر، لكن مشروعي الأول لم يتأثر بهذا بل كان كله بسبب تلك الظروف العائلية الصعبة رغم كل هذه التحديات.
في الحقيقة لم أُرِد من هذه المساهمة إلا الفضفضة، لكن أتمنى من كتاب المحتوى والمدققين ألا يتجاهلوا سؤالي لهم.
التعليقات