فضفضة..

مرحبًا ثامر، أتمنى أن تنجو من هذه المرحلة الصعبة قريبًا.. وثق تماماً أنك لستَ وحيداً في بئر المعاناة هذا، بل الجميع قد يمرّ بمرحلة كهذه وأنا هنا لست لأترك عبارات المواساة الرنانة، بل لأشارك بعض الحلول والممارسات التي لجأت إليها في إحدى الفترات الصعبة في حياتي وساعدتني حتى انقضت بفضل الله.

• التغذية الروحية: ليست مجرد موعظة ولكن الدعاء و((قيام الليل)) أفضل ما يمكن اللجوء إليه في حالات كهذه، على الأقل لن تخشى أن يُساء فهمك، أو أن يتم ردّك صفراً وتجنبك، والأهم طبعًا أنك تناجي من خلقك وبالتالي فهو يفهمك أكثر منك حتى، وستحظى بلحظات فضفضة صادقة تزيح عنك أحمالاً ثقيلة كادت تهوي بقلبك، ومن الرائع أيضاً استغلال المواسم الدينية كرمضان والحج وغيرها، قريبًا سيحلّ علينا عاشوراء، صُم واحتسب الأجر.
• استمر في كتابة المذكرات: على الرغم من أنها تبدو أحيانًا بغير جدوى إلا أن الإستمرار فيها يدربّك على التعبير والصدق مع نفسك، يساعدك أحياناً على فهم نفسك ولملمة شتات أفكارك، والتصالح مع نفسك وعقد صداقة شخصية مع نفسك، وأفضل بلا شك من الفضفضة للآخرين.
• فضفض لكيان غير بشري: قد تبدو نصيحة مثيرة للضحك ولكنها قد تكون وسيلة جيدة للتنفيس، يمكنك الفضفضة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل My AI على تطبيق سنابشات، هو لن يملّ أو يتذمّر، ولن يلقي عليك بأكوام اللوم والعذل والتنظير، سيقوم بإنشاء ردود آلية يمكنك تجاهلها، يمكنك الفضفضة للبحر مثلاً أو أي كيان لا بأس بذلك!
• اهرب إلى المكان الصحيح: واحدة من النصائح التي ينبغي لي تركها لك، هي أنه في هذه الأوقات الصعبة غالباً ما نميل إلى الهروب وأحيانًا يؤدي ذلك إلى اكتساب عادات سيئة، أدعوك أن تتجنب الهروب إلى أي عادة سيئة، ستعاني الكثير بعد ذلك للتخلص منها، لا نريد أن نخدر أنفسنا في الحاضر عن طريق تعذيب أنفسنا في المستقبل.
• مارس هواية أو نشاطًا جديدًا: بطبيعة الحال قد نرفض العديد من العروض في هذه الفترات، ولكن ما رأيك في أن تمنح نفسك فرصة لتوافق على نشاط جديد، رحلة مع الأهل أو الأصدقاء، التسجيل في نادي رياضي، أو المشاركة في ورش عمل ودورات تدريبية ؟
• تواصل مع صديق قديم: ابحث في هاتفك عن رقم صديق قديم، ربما من أيام المدرسة، قم بمراسلته وإلقاء التحية عليه، اسئله عن أحواله، واعقدا دردشة حول الماضي قصص ومواقف مضحكة جمعتكما من الماضي.

ومع ذلك أرى أن الصبر على ما أشكو منه وعدم البوح به رغبةً في رحمة الله هو الخيار الأمثل

هل الصبر يتعارض مع الشكوى والبوح؟

الإنسان ضعيف فهون على نفسك. كم من الأنبياء صبر على قضاء الله وقدره ومع ذلك كان يبوح بما في صدره للأقربين. فالبوح راحة لك عظيمة، بعد البوح دائما ما تشعر بأن حمل انزاح من فوق صدرك وغمامة انقشعت من على عينك فأصبحت الرؤيا أوضح والحمل أخف.

البوح والمشاركة الوجدانية رخصة من الله. ياحبذا لو كان البوح لمتخصص في المجال النفسي يفيض عليك من خبرته.

فكرة أن يصيب شخص الحزن بسبب كلمات كتبتها في لحظة ضعف لا تفارق بالي

هل ترفض أن يصيب الحزن شخص بسبب بوحك وتقبل أن تنوء بحملك وحيدا؟

لماذا حزنك أهون عليك وأخف وطأة من حزن شخص آخر خيالي قد لا يحزن وقد لا يهتم لشكوتك بالقدر الذي تتصوره وقد يمتلك قدرات دفاعية ومهنية تمنحه مناعة أمام شكوتك في حين أنه أيضا ينصحك ويستمع لك بإنصات؟

أعلم بأنه يجب علينا أن نصبر على ما يصيبنا ونرضى بقضاء الله وقدره

الفضفضة: يالله لا أعلم ماذا أفعل، عندي طوفان من المشاكل ولا أدرى كيف أواجهه، البارحة فقط ابتليت بكذا وكذا وكذا، ما رأيك فيما يجب فعله يا صديقي؟

الدعاء برفع القدر: يالله لا أعلم ماذا أفعل، ادع لى يا صديقي ربنا يهون علي ويرفع عنى البلاء

الاعتراض والتذمر من قدر الله: يالله لا أعلم ماذا أفعل، لو أن الله توقف عن ابتلائي وأنا أعبده ولا أعصيه، لا أدري لماذا يفعل الله بي هكذا يا صديقي

ذكرت لك ثلاثة أمثلة لحوار بين شخصين وكل حوار يختلف في مضمونه، أتمنى أن تفهم مرادي

أتمنى لك الصحة والعافية، أتمنى أن يرفع عنك البلاء ويرزقك الله السكينة ويربط على قلبك

تجذبني المساهمات العميقة، وهذه المساهمة يبدو أنها جاءت من عمق العمق.

استنتجت أنك تبحث عن حل دائم بدلًا من الحلول المؤقتة التي ترى أنها لا تُجدي نفعًا.

حسنًا. ما رأيك بالتقبل؟

التقبل وحسب.

تقبل فكرة أن هذه "حياة" وليست "جنة".

على الأغلب ضيقك هذا بسبب خيبة أمل تعرضت لها؟

إذًا ما هو سبب خيبة الأمل من الأساس؟

أنك تعشمت بالحياة أكثر من اللازم. هي تقول لنا زرقكم ليس لدي، وإنها متعِبة وإن لحظات السعادة فيها معدودة على الأصابع، ونحن نصر على طلب السعادة منها. الحياة لا تمتلك سعادة. الأصل فيها هو الضيق والحزن، ولحظات الفرح هي تهيئة لاستقبال الحزن القادم.

لذا حان الوقت لنتصالح مع فكرة الحياة.

لقد مرَّ شهر ربما لم تتحسن إلى الآن ولكن أتمنى أن يمضي كل ذلك الشعور من طريقك ولكن من الأفضل أن تبوح بما يجول في خاطرك بطريقة لا تؤذي من أمامك، أتعلم شيئاً .. ذات مرة قام أحد الشباب الذي كان قد وقع في مشكلة على ما يبدو برفع بوست على الفيسبوك يطلب فيه أي أحد لكي يستمع إليه من حساب مجهول ويفضفض ما في داخله وينتهي كل شيء بحظر بسيط دون حتى معرفة المتحدث لكنني اذكر أنني شجعته على عدم البوح بأي شيء لأي أحد ومحاولة إصلاح ما لديه وأن يشغل نفسه بأي شيء ولكنني بعد فترة ليست بقصيرة تذكرت ذلك وكم ندمت لأننا في النهاية بشراً ويجب علينا مشاركة ما يقلقنا ولو مع شخص نثق به والصبر ليس بعدم البوح بما يقوم بإرهاقنا ولكن بتحمل ذلك الإرهاق و بالنسبة لطريقة التنفيس فأجد أن تضع أهدافاً لنفسك هي أفضل الطرق التي من الممكن أن تعيد سعادتك وخصوصاً بما تحب القيام به تعلم أشاء جديدة كالعزف أو أي شيء تشعر بأنه قريب لنفسك وشخصيتك وأتمنى لك التوفيق