القراءة غذاء الروح والعقل، بجانب اكتساب الخبرات وتوسيع المدارك، لن أتحدث عن الفوائد فهي لا حصر لها.
ونحن نعمل على مبادرة القراءة التي بدأتها بالعام الماضي كوسيلة تحفيزية لنستمر بالقراءة سويا.
كل فترة نحضر قائمة بترشيحات الأعضاء، ثم التصويت ومناقشة الأعلى صوتا وهذا الشهر نناقش كتابا من أفضل الكتب التي قرأتها هو قوة العادات لتشارلز دويج وهذا رابط المساهمة التي نناقش بها الكتاب طوال الشهر.
ليس بالضرورة أن يكون هنالك ما يدعى بمواقع التواصل الاجتماعي، كنت مدمنة كتب، لكن ما إن بدأت بالتخصص في الدراسات العليا المتعبة، إلى جانب أني أعمل، بدأت أتعب ويمتلأ جدولي، حتى أني لا أجد وقتا لقراءة الكتب، اللهم إلا إذا قرأت بعضا من الكوميك أو المانجا كباب من التسلية، أما إذا حاولت أن أقرأ كتابا متخصصا أو أنه يحتاج للقراءة، فهذا يجعلني أهمله فقط..
تعليقك عفاف ذكرني بمرحلة الدراسات العليا لدي فكنت أدرس وأعمل عمل حكوميا مع المنزل والمسئوليات، فعليا لا يكون هناك وقتا حتى لنفسك، كأنك بدوامة مستمرة، ومتطلبات هذه المرحلة من الإطلاع على الأبحاث والمراجع مع المذاكرة بجانب كل هذه المسئوليات أمر مرهق، لا يجعل لأي شيء أخر مجال.
حاولت وقتها أن أفعل أي شيء جانبي لأكسر هذا الضغط وأن أقرأ خارج مجالي لكن لم أستطع أبدا، فترة عصيبة ولكن ممتعة بذات الوقت.
لا أعرف، ربما تظهر لك ممتعة لأنك تجاوزتيها، أما أنا فتأخذ مني كل يوم، وأحاول أن لا أصاب بالاكتئاب، تلك الدوامة ليست بالسهلة، ثم أن جائحة كورونا أيضا ترافقني، علي أن أبقى في البيت، سابقا كان يمكن لقاء الآخرين، أو الخروج للشاطئ لتغيير الجو، أو التجول في مكتبة..
المتعة بالنسبة لي تأتي من الشعور بالإنجاز، مثل تحقيق علامات ممتازة، أو نشر أبحاث بمجالات عالمية في حين أن فقط انتظار موافقتهم على النشر كانت مصدر ضغط حينها، إشادات المشرفين وهكذا.
الضغط والنجاح والإنجاز والإخفاق كل هذا يخرجني من منطقة الراحة
يختلف الأمر بيني وبينك، أنت نتنظرين إشادة، وموافقة، ما اقوم به أنا لا يشرف عليه أحد، أو يتابعه أو أنتظر إشادة، ما أقوم به لو كان ذو جودة ينعكس علي، لو كان عديم الجودة، فأنا من يظهر علي..
وقد يكون ذا جودة غير مقبولة، ويتم قبوله وتمر الأمور..
هل ذهب زمن الكتب ؟ هل يجب ان لانقرا ؟ هل هناك بديل لها؟
بل إنه وقت القراءة، من يقرأ ينفرد بالنجاح، والدليل هو اهتمام أهم أثرياء العالم بالقراءة وترشيح الكتب لمن يتابعهم على السوشيال ميديا، مثل بيل جيتس.
والقراءة المتنوعة برأيي أفضل الأنواع، اقرأ عن كل شيء وتعلم عن اشياء لم تسمع عنها، روايات وكتب تنمية واقتصاد وفلسفة وتاريخ، تصبح أكثر علما ومعرفة وحكمة.
فعلا فالقراءة هي غذاء العقل، لكن كثير من الناس اليوم يستصعبونها ويشعرون بالملل الشديد منها، لا أعلم هل مواقع التواصل وسهولة الوصول إلى المعلومة جعلت الكثير لا صبر لهم على القراءة، أعتقد أن الغالب اليوم هي المعلومات الخاطفة السريعة، ويؤيد هذا انتشار الفيديوهات التي لا تتجاوز الدقيقة أو الدقيقتين، وأنا واحد من أولئلك الذين إذا تجاوز الفيديو التعليمي 3 دقائق أجد صعوبة بالغة في استكماله، أعتقد أن السبب الرئيسي هو اعتياد السرعة في كل شيء
رائع ولكن لا نريد أن نقرأ لمجرد القراءة وعلينا الاستفادة من القراءة بمفاهيمها وأساليبها وتقنياتها الحديثة وعلى رأسها القراءة السريعة والقراءة الجهرية والقراءة بالأهداف، والقراءة النقدية والقراءة التحليلية وحتى القراء البطيئة..الخ.
كل أسلوب وتقنية له ما يميزه ومن أجل مواضع معينة أتت فلذلك نريد أن ينكب شبابنا على القراءة وهم يعلمون تقنياتها وأقصر السبل التي مكنهم من التعلم والتدرب ووصول الأهداف فنريد للمهندس والدكتور والشرطي والمعلم كلهم أن يصبحوا مميزون مبتكرون قادرون على التفوق والنجاح، لهم بصمتهم الخاصة بعيدا على التسميع والتلقي.
وحتى نحبب القراء في الجيل الناشئ والشباب الصغير لابد أن نركز على تطوير أنشطة القراءة اللامنهجية في المدرسة والجامع والحارة والأندية، نريد جيلا مثقفا واعيا معتدلا له بصمته الخاصة ولذلك لا بد ان نغدق عليهم المكافآت التشجيعية وحتى العلامات المناسبة لمستواهم الدراسي.
كما ينبغي علينا في البيت أيضا أن نشجع ونحفر الأبناء على القراءة والمذاكرة من جراء أنفسهم، فقط أن نشجع فيهم الدافع نعزز فيهم الفائدة المرجوة، هكذا سيصبح الجيل أحرص ما يكون على القراءة.
جديا، البعض لا يزال يعتقد أننا أمة لا تقرأ، ونحن نفعل ذلك، وجدت اليوم خلال عداد الهاتف أني قضيت 3 ساعات في القراءة، تخيلي، وأحد أصدقائي بدأ مشروع مكتبة، والعمل لديه مزدهر، خاصة في كورونا، إذن كيف ازدهر والناس لا تقرأ؟
مجتمع لمشاركة وتبادل القصص والتجارب الشخصية. ناقش وشارك قصصك الحياتية، تجاربك الملهمة، والدروس التي تعلمتها. شارك تجاربك مع الآخرين، واستفد من قصصهم لتوسيع آفاقك.
التعليقات