Nabila El Ghazi

86 نقاط السمعة
2.35 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
5

الإنسان الذي يتعلّم أن يرى

ليس أثمن في حياة الإنسان من تلك اللحظة التي يكتشف فيها أنّه لم يُخلق ليكون نسخة مكرّرة من الآخرين، ولا ليعيش سجينًا داخل توقعات مجتمع أو خوفٍ قديم. هناك نقطة دقيقة في العمر—قد تأتي باكراً أو متأخرة—يستيقظ فيها وعيه ويبدأ يطرح السؤال الحقيقي: ماذا يعني أن أكون أنا؟ الوعي ليس معرفةً جاهزة، بل شجاعة. شجاعة أن ينظر الإنسان داخله، فيرى نقاط قوته كما يرى هشاشته، دون أن يشعر أنّ هذا النقص يقلّل من قيمته. فالقوة الحقيقية ليست صلابة الحديد، بل
3

الحب… الجرح الذي نحمله باسم الحياة

الحب ليس نعمة دائمًا… أحيانًا يكون أسوأ أشكال الحرب، الحرب التي لا تُسمع فيها الصفارات، ولا تُرى فيها الدماء، لكنها تتركك مدمّرًا من الداخل، واقفًا بلا قدرة على الوقوع أو النجاة. نحن لا نحب لنرتاح… نحب لننكسر بطريقة لم نتخيل أننا نستطيع احتمالها. الحب هو أن تعطي أحدهم قدرة مطلقة على كسرك، ثم تتمنى ألا يفعل. هو أن تضع قلبك في يد شخص وتبتسم له، بينما هو يحمل سكينًا لا يعلم أنه يجرحك بها كل يوم، بلا قصد، أو ربما…
3

هناك أشياء لا نموت لأنها مؤلمة… نموت لأنها لم تُقَل

كلمات تتراكم في الصدر مثل الغبار، لا صوت لها، ولا شكل، لكنّها تثقل الداخل حتى يختنق الإنسان بها دون أن يصرخ. نحمل في أفواهنا اعترافات لم تخرج، واعتذاراتٍ تأخرت، وحقائق خبّأناها كي لا نهدم صورةً نحاول الحفاظ عليها، أو قلبًا نخشى خسارته، أو وجهًا لا نريد أن نراه ينكسر بسببنا. نحن غالبًا لا نصمت لأننا لا نشعر، بل لأننا نشعر أكثر مما يجب. ولا نبتلع الكلام لأننا ضعفاء، بل لأن صدقنا أحيانًا قد يهدم ما تبنّيناه بصمت طويل. فنختار الصمت…
3

💔 حين يتكلّم الصمت

أتعلم ما أقسى ما في الحياة؟ أن تُضطرّ إلى التظاهر بالقوة، وأنت في داخلك تتفتّت بصمت. أن تمشي بين الناس بوجهٍ مطمئن، بينما قلبك يصرخ: “أنقذوني… أنا أتعب.” هناك لحظات لا يبكي فيها الإنسان لأنّه ضعيف، بل لأنّه تعب من الصمود. تعب من محاولته المستمرة في إقناع نفسه بأن كلّ شيء بخير، وهو يعلم في أعماقه أنّ شيئًا لم يكن بخير منذ زمن. كم من مرةٍ ضحكتَ كي لا تنهار، وقلت “الحمد لله” ودمعة تختبئ في عينك؟ كم من وجعٍ
3

غزة.. مرآة أرواحنا وامتحان ضمائرنا

غزة ليست بعيدة عنّا كما توهمنا الجغرافيا، وليست شريطًا محاصرًا عند تخوم البحر، بل هي مرآة صافية تعكس عجزنا، وتفضح هشاشة ضمائرنا، وتضعنا ـ نحن العرب ـ أمام سؤال لا نجرؤ أن نجيب عنه: كيف تركنا إخوتنا وحدهم في مواجهة الطغيان؟ أنا مغربية، من أرض حملت عبر التاريخ شرف الرباط والجهاد، من وطن لطالما كان قلبه نابضًا بفلسطين، لكنني اليوم أجد نفسي مضطرة أن أنحني خجلًا أمام دماء غزة. أعتذر... أعتذر من أمّ تبحث عن ابنها تحت الركام، من طفل
5

فنجانك الصباحي... بوابتك لنهار مشرق

بداية كل صباح فرصة جديدة لنعيد شحن أرواحنا بطاقة مختلفة، ومع فنجان قهوة دافئ يمكن أن نصنع لأنفسنا طقسًا بسيطًا يفتح أبواب النهار على اتساعها، فالقهوة ليست مجرد مشروب بل لحظة هدوء تختلط فيها الرائحة بالدفء لتوقظ فينا الشغف، والابتسامة الأولى التي نرسمها على وجوهنا هي المفتاح الأول ليوم أكثر إشراقًا، إذ تمنحنا القدرة على مواجهة التحديات بعين الأمل لا بعين الخوف، ومن خلال كلمات صغيرة مثل "صباح الخير" أو "اليوم جميل" نغذي قلوبنا برسائل غير مرئية لكنها فعالة، فحين
5

لوحتي غير المكتملة 🎨✨

لستُ كما يظنّون… لا هادئة دائمًا، ولا صاخبة تمامًا. أنا مزيج متقلّب، أغيّر وجهي كما يغيّر البحر لونه مع الغروب. أحيانًا أبدو قويّة، أقاوم العالم بابتسامة متماسكة، لكن في الداخل… تنهارني تفصيلة صغيرة، كلمة عابرة، أو ذكرى قديمة. أحبّ أن أضحك من قلبي، حتى وإن كنت أبكي قبلها بلحظة، وأستطيع أن أتعلّق بحلم بسيط كما يتعلّق غيري بمجد عظيم. أخطّط كثيرًا، ثم أترك خططي تتبعثر من أول صدفة، فأنا لا أجيد العيش بخط مستقيم، بل أحبّ المنعطفات، ولو أرهقتني. أخاف
1

حين ينكسر البيت

حين يقرّر الأبوان الانفصال، لا ينكسر عقد الزواج فقط، بل ينكسر في قلوب الأبناء شيء لا يُجبر بسهولة. الطفل لا يرى في الطلاق أوراقاً وقرارات، بل يراه زلزالاً يقتلع جذور الأمان من داخله. فجأة يصبح البيت بيتين، والدفء نصفين، والوجوه التي كانت تبتسم معاً تتحوّل إلى وجوه متباعدة لا تلتقي إلا في محاكم أو ذكريات. أقسى ما في الأمر أن الأطفال يجدون أنفسهم في معركة لم يختاروها، يسمعون تبادلاً للاتهامات بين أب وأم، ويُساقون ليكونوا شهوداً على خلافات أكبر من
5

ما يبقى في القلوب

أجمل ما في الإنسان لا يُقاس بما يملكه من مال أو مكانة أو معرفة، بل بما يتركه من أثر في قلوب الآخرين. نحن لسنا مجرد وجوهٍ عابرة في حياة بعضنا، بل نحن مشاعر وتجارب وانطباعات تبقى حتى بعد أن يغيب حضورنا. الإنسانية الحقيقية لا تحتاج إلى ضجيج، ولا إلى أفعال عظيمة تتصدّر العناوين. إنها تكمن في التفاصيل البسيطة: في ابتسامة تُخفّف ثِقل يومٍ مرهق، في كلمة طيبة تُعيد الأمل، في إصغاء صادق يُشعر الآخر أنه مفهوم، أو في رحمةٍ تُداوي
3

الزمن: النهر الذي لا يعود

الزمن ليس ساعةً تدقّ على الجدار، ولا عقارب تدور بانتظام. الزمن نهرٌ سريّ، يجري في أعماقنا، يحملنا من طفولتنا إلى شيخوختنا، دون أن يمنحنا فرصة للعودة إلى المنبع. نحن لا نعيش في الزمن، بل الزمن هو الذي يعيش فينا، يتشكل في الذاكرة، في الندم، في الحنين، وفي الأمل. كل لحظة تمرّ لا يمكن أن تُستعاد، لكنها أيضاً لا تموت. فهي تظل محفوظة في مكان خفيّ اسمه "الذاكرة". لهذا السبب، الماضي ليس شيئاً انقضى، بل هو ما نصبحه. نحن، في الحقيقة،
5

بيني وبين ذاتي

أجلسُ أحيانًا أمام صمتي كأنّه مرآة، أفتّش في وجهي عن ملامح لم تكتمل بعد، وأتساءل: من أنا حقًّا؟ أهي الصورة التي يراها الناس؟ أم ذلك الصوت الخافت في داخلي، الذي يهمس لي حين أخلو إلى نفسي؟ لقد تعلّمتُ أن الحياة ليست دائمًا ما يُعطى لنا، بل ما نجرؤ على أخذه من صميم التجربة. كلّ لحظةٍ عابرة تحمل بذرةً من درسٍ خفيّ؛ قد يكون وجعًا يوقظ القلب، أو فرحًا يذكّرنا بأننا ما زلنا قادرين على الابتسام رغم ثِقل الأيام. أكتشف يومًا
12

العالم حين تحكمه التفاهة

العالم حين تحكمه التفاهة نعيش اليوم في زمن غريب… زمنٌ لا يحتاج فيه الإنسان إلى عبقرية ليصعد، بل يكفيه أن يتقن فنّ "الظهور". لقد صار النجاح لا يقاس بما تقدّمه، بل بما تُشعله من ضجيج. في السياسة مثلاً: لا يصل من يملك رؤية واضحة، بل من يبرع في ترديد الجمل الفارغة، يوزّع الوعود كما يوزَّع البونبون في الأعراس. 🎉 وفي الاقتصاد: لا ينجح من يخلق قيمة حقيقية، بل من يبيع الوهم في إعلان لامع، حتى لو كان المنتج لا يصلح
8

لماذا أنا؟

أحياناً أسأل نفسي: لماذا أنا هكذا؟ لماذا لا أملك القدرة السحرية على أن أُفهَم من أول كلمة، مثل بعض الناس الذين يتكلمون تفاهات، ومع ذلك يصفّق لهم الجميع؟ لماذا حين أتكلم بصدق، يبدو الأمر وكأنني أكتب رواية معقّدة لا يفهمها أحد؟ لماذا رحل من رحل عن حياتي؟ لماذا تُغلق الأبواب في وجهي بسهولة، بينما أظل أنا واقفاً مثل الحارس الأمين أمام أبواب الآخرين؟ ولماذا الناس يتحدثون كثيراً، وكأنّ ألسنتهم تعمل بالطاقة الشمسية، بينما عقولهم في إجازة مفتوحة؟ أنا لا أفهم…