مشاركة الهموم مع شخص آخر هي حاجة انسانية. لمن تلجأ عندما تغمرك الهموم وهل من فائدة تتعدى الفضفضة؟
ما هي تجربتك مع الفضفضة؟
مشاركة الهموم تتعدى فكرة الفضفضة وفقط، فقد نحتاج لمن يرشدنا أو من يؤيد طريقة تحليلنا للأمور.
أحيانا نحتاج لمن يستوعب آلامنا، ونريد أن نرى الأمور من منظور الآخرين، نحتاج لمن يقول لنا أنت على صواب، والقرار التي ستأخده هو الأصوب، وهذا ليس لأننا لا ندري ولكن لأن هناك مواقف قد لا نقدر على تجاوزها رغم يقينا بأنها الافضل أن تمر.
في الواقع قبل أسبوعين تقريبًا حصل موقف شخصي قاسِ مررت به ولأن أمي خارج المنزل في ذلك الوقت تألمت كثيرًا، فلا حول ولا قوة لي بعدها لا أعلم لِمن أفضفض، فأنا شخص لا يشعر بالراحة والطمأنينة إلا عند البوح عن الهموم والأحزان للأم. لهذا بقيت طوال اليومين وأنا أنتظر مجيئها مع أنني تواصلت معها عبر الهاتف وتحدثتُ عن الموقف المحزن ومخاوفي تجاهه لكن لم يكفيني هذا . فالتواصل بشكل مباشر ووجهًا للوجه، يجعلني ألقي كل حملي وهمومي لأمي. فأتمنى أن يطيل الله في أعمار أمهاتنا جميعًا. فبدونهم نحن لا شيء حقيقًة.
كنت في وقت قريب مضى حينما تخنقني هموم أو مشاغل تؤلمني أحكي لبعضٍ ممن يقربني ولست أقصد أبويّ مثلا فذاك مفروغ منه ، كلما أفرغت حمل صدري شعرت براحة وقتية سرعان ما تتحول لندم ،وأبقى أتخبط فيه لفترة طويلة ،حينما تبدأ بالبوح بما يؤلمك لن تشعر بما لا يجب أن يقال لهيمنة عقلك العاطفي في تلك اللحظات.كنت أحاول عديدا ألا أكرر ذلك، وأظنني تقدمت في هذا، صرت أقاوم رغبتي في البوح للغير ، إن آلمني شيء فملاذي الكتابة أو إلى أمي الوجهة وسجادة صلاتي .
أكتب ما يختلجني في ورقة وأمزقها فلست أرغب أن يقرأها أحد بعدي وقد حدث لي هذا كثيرا .
الأم ملاذ ، وإن اختلفنا في معاجلتنا لبعض الأمور فلا أنيسا للمرء من بني جنسه بعدها.
طبعا لا مثيلا لمن يفرغ دواخله في حديث مع الله ،يعلم يقينا أن لا أرحم به بعده، يسمعه ويراه ، يعلم سرائره وما يبدي.
إلجأ إلى الله تعالى فهو نعم المولى، هو من سيسمعك وسيرحم دموعك.
لا تظن انه لا يدرك متاعبك، ولا يقدر لهيب دعواتك او زفراتك الحارة ولكنه يرجئ الاستجابة لدعواتك لسبب وحكمة هو وحده يعلمه وربما يريد منك أن لا تكل من الدعاء ثم يستجيب لك في النهاية.
اما اذا لجأت لأي انسان غيره فلن يزيدك ذلك إلا ذلا وإهانة وربما لن يستطيع أن يقدم لك حلولا مجدية في النهاية.
التعليقات