ها أنت قد تخرجت من الثانوية العامة أو البكالوريا - سمها ما شئت- وتفوقت على أقرانك، فلقد حصلت على مجموع درجات جيد جدًا 90% والآن قد حان وقت الالتحاق بالجامعة لدراسة التخصص الذي أمضيت نحو 12 عام من أجل الوصول إليه.

ولكن يا آسفاه، فلقد أصابك "التنسيق" بأحد سهامه التي أصابت مئات الآلاف قبلك، ولن تتمكن من دراسة ما أنت شغوف به، لأنك تحتاج إلى 1% إضافية على مجموع درجاتك يا تعيس !

قد تكون من الذين عاشوا هذا السناريو الأسود يوما ما أو قد ألحق الأمر بأحد أصدقائك جرح نفسي عميق جعله يشعر بالفشل والدونية، فقط لأنه لم يكن يعرف لماذا كان يحسد طه حسين الأرانب في روايته "الأيام" المقررة ضمن منهج الثانوية العامة بمصر فلم ينل درجة السؤال.

منذ صغري وأنا أفُضّل التعليم الذاتي، وأري أن ما ذكرته بالأعلى ليس نهاية المطاف، وأنه ما زالت هناك فرصة لدراسة ما أحب، وإن لم يكن لي نصيب بدراسته في الجامعة بل وأستطيع الإبداع به والأمثلة على ذلك كثيرة.

وما زاد من ثقتي وتمكسي برأيي هذا، إعلان مجموعة من الشركات الكبرى مؤخرًا عن عدم اشتراطها الشهادة الجامعية ضمن متطلبات العمل ومن بينها "جوجل" و"أبل".

أري أننا الآن في عصر "المهارة" وليس "الشهادة"، أي ببساطة أرني ما تستطيع عمله دون أن تخبرني حرفًا واحدًا عن تقديرك بالجامعة أو أنك كنت "سوبر مان" الكلية !

أخيرًا أستطيع أن أجزم أن التعليم الذاتي بديلاً عن الجامعة، وفي بعض الأحيان قد يكون الخيار الأفضل ما إن وجد الشغف ورافقه الاجتهاد.

ماذا عنك ؟