السلام عليكم.

كنت في نقاش عقائدي مع صديق لي وتطرق الحديث الى نار جهنم ومحور الحديث ان الله رحيم، فكيف يكتب على بعض الناس الكفار و الملحدون سمهم ما شئت، فرض عليهم عقاب جهنم ومستويات عذاب تكاد العقول لا تستطيع تصورها.

طبعا صديقي وضع تصور فلسفي على الطاوله غير رأيي تماما.

{ هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون (43)

يطوفون بينها وبين حميم آن (44) }

جهنم هيه مطلب من الكفار بل هم يذهبون راغبين فيها ويطوفون اليها.

{ إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما (56) }

النساء[ 56 ]

هل رب العالمين يتفنن بصنوف العذاب، وهذا الامر ينافي صفه الرحمة؟

كان الجواب قطعا الله رحيم حتى بالكافر و الملحد، والتصور الفلسفي كان من اسلوب البشر لعقاب الذات.

فالكثير من الناس عندما يفقد امر غالي، كولد عزيز تجده اما يبكي، او منهم يضرب نفسه طبعا انت سق الامثله، المقصد ان الانسان يعذب نفسه ليحل الم مكان الم اكبر.

العلاج بالابر الصينية، هو احلال الم مقابل الم.

أسلوب ضرب بعض الفرق الدينيه لنفسهم هو احلال الم مقابل الم نفسي.

فاي الم يقارن بخساره رؤيه الله عز وجل، وخساره الجنه والتي لا نعلم لحد الان عظمتها فقط وصف لا يصل الى اطرافها.

فالله جعل جهنم عذاب يحل مكان الفقدان النفسي الذي سوف يعيشه الكافر، والله يقولها، بدلناهم جلودا غيرها، ليذوقوا العذاب، وهذه إيه تتجلى فيها الرحمه، لانه لو اعتاد الكافر فانه سوف يتعذب بعذاب اكبر بكثير جدا لا يمكن وصفه عذاب الخسران.

فالذي يشرب الخمر يحاول ان ينسي

ومن يجرح نفسه تجده يحاول ان ينسى امر اكبر.

امر الابديه في القران هو بعلم الله لا يمكن تفسيره ولكن الناس يخرجون من جهنم وما يلبثو الا يعودون بأرجلهم كمن يطوف،

وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال

غافر[ 50 ]

نعم هو ليس عذاب جهنهم بل عذاب الفراق، ولهذا جهنم درجات ولربما لكل انسان مقدار من الالم النفسي فكلما كان الم الانسان اعظم كان لهم من جهنم الم اعظم ليكي ينسى عظيم الم فراق رؤية الله تبارك وتعالى.

طبعا هيه رؤية فلسفية، احببتها واحببت نقلها.