السائد أن الحِربائية صفة مذمومة تتلون بأصحابها بألوان شتى وصور مختلفة "كما تلوَّن في أثوابها الغولُ". ووصف البعض للأشخاص الذين يتغيرون وفقًا للظروف بالحرباء الاجتماعية وصف طريف جدا، غير أن ثمة حقائق علمية تدعو لمراجعة الدلالة الاجتماعية للحرباء:
- الحقيقة الأولى: أن الحرباء "حيوان انطوائي لا يحب العيش مع حربائيات أخرى."
- الحقيقة الثانية: "أن لون جلد الحرباء يتغيّر بحسب وضعها الفيزيائي والفسيولوجي وليس ملاءمة لبيئتها كما يسود الاعتقاد".
لا أعلم لماذا يعتبرون مفهوم "الحربائية" أمرًا مذمومًا. إذا نظرنا إليه من زواية أخرى، سنجد أنه يعكس التكيف والمرونة الاجتماعية بدلًا من كونها نفاقًا أو تناقضًا. فالحياة مليئة بالمواقف المتنوعة التي تتطلب منا أن نظهر جانبًا معينًا من شخصياتنا:
هذا التنوع في الشخصية - من وجهة نظري - لا يعني أن الشخص متلون أو غير صادق، بل يشير إلى قدرة الإنسان على الاستجابة للمتغيرات الاجتماعية بما يناسبها.
وأكاد أجزم أن كل شخص فينا لديه أكثر من نمط شخصية!
سنجد أنه يعكس التكيف والمرونة الاجتماعية بدلًا من كونها نفاقًا أو تناقضًا. فالحياة مليئة بالمواقف المتنوعة التي تتطلب منا أن نظهر جانبًا معينًا من شخصياتنا
نعم هذا لا ضير فيه ولكن المشكلة حينما يكون التلون تبعاً للمصلحة الشخصية النفعية. فليس من العيب أن نكون متعددي الجوانب كما تقول انت فشخصيتنا في البيت غيرهافي العمل غيرها مع الأصدقاء خارج البيت فهذا لا يوصف بالحربائية ولا يصح أن يوصف به. فصفة الحربائية يصدق عليها قول القائل:
ولا خير في ود امرأ متلونٍ .......... إذا الريح مالت مال حيث تميل.
انا لا اعلم عن صحة المعلومة الثانية في المساهمة حقيقة.. لكن لو كانت فعلا صحيحة، فبالفعل هنا مفهوم الحربائية ينطبق على كل واحد فينا ولا يسلم منه احد! اههه، والذي يُُقصد به تنوع الجوانب وأنماط الشخصية كما ذكر الأخ محمود
الحرباء الاجتماعية المقصود بها هنا يا محمود هي الشخصية المنافقة التي تفعل كل شيء لأجل منفعتها الشخصية كما أشار @kjhj. فهي تلك الشخصية التي تقول عكس ما تفعل وتغير من مبادئها وأفكارها تبعا للمواقف والأشخاص، نرى هذه الشخصية مثلا في الصديق الذي يؤيد انفعالك أو غضبك من صديق آخر وعندما يكون هو مع الصديق الآخر يعطي له الحق ويذم بك، ليكون في النهاية ملاك أمام كل منكما لأن هذا ما يفيده.
نعم، هم من يأكلون على كل الموائد؛ لا أخلاق لا مبادئ مُلزمة لهم في أي شيئ؟ ما يهمهم إشباع البطن و الفرج فقط لا غير.
أرى أن التكيف والمرونة أمران مهمان، لكن المشكلة قد تظهر عندما يتحول التكيف إلى تغيير دائم في المبادئ أو فقدان الهوية. ربما السر يكمن في التوازن: أن نكون مرنين حسب الموقف، لكن دون التخلي عن قيمنا الأساسية.
- الحقيقة الثانية: "أن لون جلد الحرباء يتغيّر بحسب وضعها الفيزيائي والفسيولوجي وليس ملاءمة لبيئتها كما يسود الاعتقاد".
أرجو التوضيح لأني لم أفهمها. فالحرباء حقيقة تتلون بلون البيئة الفيزيقية التي هي فيها. ذات مرة وجدنا - وأنا صغير في الإبتدائية - حرباء صغيرة في القرنبيط وكانت لونها أخضر 🤣 ثم إني من فترة وجدتها تتلون بلون التراب حتى إني كدت أن أدوسها بقدمي. هل تعني أنها تتلون فقط لا لتحمي نفسها من الإفتراس ولكن فقط بحسب غريزتها أو طبيعة تكوينها هكذا؟
الحقيقة الثانية: "أن لون جلد الحرباء يتغيّر بحسب وضعها الفيزيائي والفسيولوجي وليس ملاءمة لبيئتها كما يسود الاعتقاد".
الحرباء بالفعل تغير لونها استجابة لوضعها الفيزيائي والفسيولوجي، ولكن هذا التغيير لا يعني بالضرورة أنه ليس ملائمًا لبيئتها. في الواقع، تغيير اللون قد يكون وسيلة للتكيف مع البيئة المحيطة، مثل التمويه لتجنب المفترسات أو للتفاعل مع الحرارة والضوء. لذلك، من المهم أن نفهم أن تغيير اللون عند الحرباء هو نتيجة تفاعل مع عدة عوامل، وليس فقط استجابة لمجرد وضعها الجسدي أو الفسيولوجي.
التعليقات