لا أحب مواقع التواصل الاجتماعي وتواجدي بها فقط هو بسبب أن معظم العالم (الأصدقاء، الزملاء، الأقارب، الجيران، والزبائن) يتواجد هناك فيما يبدو هذه الأيام، لكن ماذا تودوا أن تخبروني إن أخبرتكم أنني لا أدري بالضبط ما الضرر الناتج عن بيع شركة مثل فيس بوك بعض بياناتي لشركة أخرى بهدف أن تسوق لي منتجات تعتمد على هذه البيانات؟ أو هل لا يقتصر الأمر على بيع بيانات بغرض التسويق؟ هل هناك أشياء أخرى مختفية عني لم أدريها بعد؟ هذا بالطبع بغض النظر عن أن عملية بيع البيانات في حد ذاتها عملية تنتقص من كرامة المشترك في الأساس الأول!
نقاش: ما هي الأضرار المحتملة من بيع بياناتي في مواقع التواصل الاجتماعي؟
لا يهمني إن كانت فيسبوك أو جوجل او غيرهما لديها وسيلة تجمع فيها معلومات عن اهتماماتي الشخصية، من ناحية يفيدني في الوصول إلى معلومات أو محتوى يناسب ذوقي أو في عمليات تسويق منتجات ملائمة.
الضرر يكون عند مشاركة معلومات شخصية مثلاً مكان السكن، الحالةالصحية أو الاتجاهات السياسية..أعرف عدد لا بأس به من الأشخاص الذين سجنوا بسبب المحتوى السياسي أو الديني الذي نشر على فيسبوك بغض النظر هل تم اختراق الصفحات الشخصية أو وافق فيسبوك للتلصص عليها.
نعم بالنسبة لك قد يكون الأمر مفيد لكنّهم يبيعون البيانات بشكل أعمى تماماً و بالنسبة لشخص مثليّ مثلاً في بلد يعاقب على المثليّة قد تتسرب إحدى محادثاته التي تدل على توجهه ذاك و يُذهب به إلى السجن أو حتى يُقتل.
الشيء الذي لا يؤذيك أنت بالتحديد قد لا يكون أخلاقيّاً بالضرورة، للأسف نحن مُجبرون على استخدام معظم منتجات هذه الشركات إلّا أنني انتقلت إلى محرك بحث duckduckgo و هو رائع حتى الآن.
قد لا يكون الأذى صادرا عن بيع بيانات بقدر ما سيكون ناتجا عن حساسية البيانات التي نشاركها على هذه المنصة، فمثلا كنت في مجموعة لتبادل المعلومات عن السفر إلى اليابان وكتبت عن سفري هناك والاماكن التي سازورها كرد على منشور في هذه المجموعة، وبعدها بساعتين وصلني طلب صداقة من بريطاني كما يدعي باسلوب فيه الكثير من اللباقة وكانت اغلب اسئلته غير مباشرة يحاول من ورائها اخذ معلومات عن وضعي الاجتماعي ومدخولي كما فهمت من بعد، فقد كان فقط يحاول تقدير ما سيتفيده مني كشخص ثم حاول الدخول معي في محاولة لكي اعطيه رقم حسابي البنكي لكي يضع عندي وديعة وهو يختلق قصة سخيفة، لكن عندما رفضت اصبح اسلوبه فظا وعدوانيا مما اضطرني الى حظره.
لدي سؤال حيرني وهو
يقال أن لو أتبت تهمة واحدة فقط فيجب على شركة فيس بوك أن تدفع مبلغ 40 ألف دولار لكل شخص . أي 50 مليون شخص كل شخص يدفع عليه 40000 دولار الناتج سيكون 2000 مليار دولار . كيف ستتمكن شركة فيس بوك من توفير هذا المبلغ الكبير
أولا يجب أن تعرف ان بيانات مستخدمين فيسبوك أو أي شركة أخرى يتم إستخدامها في تطوير خواريزميات الذكاء الصناعي بالنسبة للأشخاص الذين لا يعرفون هذا المجال أتوقع أن السطو المسلح في السنوات القادمة لن يحدث على البنوك وإنما على السيرفرات التي تحتوي كل هذه البيانات هههه أنا لا أمزح هذه البيانات غالية جدا جدا جدا
الأمر الثاني هذه البيانات ستستخدم لدراسة رغباتك.توجهاتك.إنفعالاتك وكل شيئ عن طريق شركات مختصة لعدة أهداف مثلما تم كشف في الأيام الأخيرة أن فيسبوك باعت بيانات 50 مليون شخص للتأثير على الناخبين الأمريكيين وتم بفضل ذلك نجاح دونالد ترمب
ثالثا لا أستبعد بل أنا متأكد وعلى يقين أن هذه البيانات قد تستخدم لدى الأجهزة الأمنية الأمريكية لتحديد التحركات و العلاقات بين الأشخاص و التيارات الدينية و السياسية ...
الحوصلة أن البيانات أصبحت بلفعل أكثر قيمة حتى من الذهب أقول ذلك حرفيا دون مبالغة
فيما يتعلق بالسطو على السرفرات فلا أظن هذا سيحدث، لأنه لن يجد شيئا، ويستطيع أصحاب السيرفر القضاء على جميع المعلومات عن بعد خلال عملية الاقتحام، وهذا لن يفيد المقتحم بل سيضعه في عملية أصعب بالاضافة الى أنه سيكون مفضوحا أمام العالم كذلك فالعملية الاقتحامية مكلفة، وبالمقابل هناك عمليات مشابهة لما تقوله هي الاختراق وهي تحدث فعلا
يا صديقي وهل سيتحمل أصحاب السيرفر خسارة معلومات بهذه القيمة تخيل أن شخص إعتدى على سيرفرات الفيسبوك هل سيقومون بحذف كل بيانات المستخدمين وماذا إذا كانت هذه البيانات مالية أو شخصية
أما بخصوص عملية مكلفة .... هذه العملية حصلت بالفعل في كندا قبل مدة لأشخاص حاولو سرقة البيتكوين لضنهم انها شيئ مادي أما الأختراق البرمجي فياصديقي نحن نتحدث عن شركات تقنية ضخمة مع ألاف المختصين في الأمن المعلوماتي إختراق السيررفر عن طريق مسلحين سيكون أسرع و أفضل وأسهل ههه بالطبع هذا إذا لم نتحدث عن مسألة تشفير البيانات
لا أدري حقيقة لكني متيقن أن فيسبوك تبيع معلوماتك للمعلنين و تجسس عليك بكل الطرق المتاحة فلدي عدة تجارب و المصادفات المستحيلة بين ما أبحث عنة و بين الإعلانات او إقتراح الصداقات مع من كنت بجاورهم مؤخراً حتى لو كان سائق التكسي
إذن فأنت لا تدري أين تم ذلك ولكنك في نفس الوقت ميتقن دون براهين!!! دعني أعلمك أولا أن هذه طريقة سيئة للوصول إلى الحقائق. ثانيا ما ذكرته عن الإعلانات الموجهة والاقتراحات هي النموذج التجاري الربحي لفيس بوك، وهو توفير منصة للمعلنين ذات كفاءة عالية يكون فيها الإعلان موجها وفعالا. وهو بالأساس ما تدفعه كمستخدم بموافقتك طبعا للحصول على الخدمات المجانية لفيس بوك لأنه كما تعلم لا يوجد شيء مجاني في هذا العالم هناك دوما من يدفع التكلفة. وهذا بالأساس ما يحدث في كل المنصات الإجتماعية الأخرى المبنية على نفس النموذج (اقتراحات وإعلانات موجهة). لا أحاول الدفاع عن فيس بوك ولاأريد أن أقول أن ما يقوم به الموقع من جمعٍ للبيانات أمر صحيح (أو أخلاقي) ولكن كل ما في الأمر هو أن الجميع كان يعلم حدوث هذا الأمر منذ سنوات وقد ثارت هذه الزوبعة مؤخرا فقط بسبب خسارة انتخابية.
التعليقات