الغربة الثقافية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي: ما هي السبل لاستعادة الاندماج والتكيف؟

من أصعب الأمور هي المواجهة وأخذ الخطوة الأولى من الشخص المنغمس في الحياة الافتراضية، ولكن هذا هو الحل الأمثل ولنأخذ الموضوع تدريجيا فيقوم الشخص بالخروج كل يوم للمشي لمدة نصف ساعة على الأقل ليرى الحياة ويحاول تجنب استخدام الهاتف فور استيقاظه قدر الأمكان وثم أن يحاول الاتصال بأصدقائه ويقابلهم لو مرة واحدة في الأسبوع في الحياة الواقعية، ويحاول تقليل المحادثات في الرسائل ويعوضها بالمكالمات لأنها تعزز التواصل بشكل أكبر.

هذا واقع مؤسف ومحزن وخطير بنفس الوقت يعيشه أغلب أبناء جيلنا والأجيال التي تلته وأرى أنه قبل كل شيء وحتى نتمكن من استعادة التواصل الاجتماعي الواقعي يجب أن تعود الأسرة كما كانت ملتفة حول مائدة طعام واحد وتشاهد التلفاز وأعينها عليه وتتحاور وتتناقش فطالما كل شخص يمسك جواله ولا يلتفت لما يجري حوله فلن يصلح أي تواصل، والسبيل لعودة الأسرة هو فرض الوالدين قيود على أبنائهما وعلى نفسهما أيضًا بعدم استخدام الجوال في الصالون وعلى الطعام وأمام الضيوف وفي أي اجتماع حتى يتسنى للجميع التواصل والاندماج فيما بينهم فإذا تم ذلك في الأسرة الواحدة أصبح قابلًا للتطبيق في كافة المجتمع.

أعتقد أن جزء مهما من الحل هو أن تورط نفسك مع أشخاص واقعيين .

أن تجعل نفسك مرغما على الخروج للواقع مع أشخاص قريبين من وذلك عن طريق إزام نفسك بمواعيد واضحة معهم بحيث يكون التراجع بدون مبرر حقيقي واضح يشكل تهديدا لصورتك أمامهم.

ببساطة أغلق الهاتف لمدة ساعتين

وتواصل مع كل شخص يحضر بذهنك ترغب بالتواصل معه

كن لحوح في التواصل معه فربما يكون إدمانه للتواصل الأفتراضي مسيطراً

جمع أكبر قدر من الأصدقاء بتلك الطريفة ومن ثم أخرج معهم في أي رحلة على شرط واحد أن يتخلى الجميع عن الهواتف أو يتركوها في محل الإقامة أن كانت رحلة طويلة أو يغلقوا هواتفهم ... وأستمتع بالتواصل

الحل بسيط .. لكن تنفيذه صعب

إليكم بعض الاليات التي أجدها فعالة في إعادة التواصل الاجتماعي من جديد:

1. تأطير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: من الضروري أن نقوم بتحديد فترات زمنية محددة ومحدودة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال النهار. فيمكن مثلا تخصيص وقت محدد في الصباح والمساء لفحص الرسائل والتحديثات، بينما يكون باقي الوقت للتواصل الواقعي بعيدا عن العالم الافتراضي.

2. مشاركة ضمن أنشطة اجتماعية: المشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة توفر فرصاً للتواصل الواقعي مع الآخرين. يمكن لنا أن نبحث عن أندية أو مجموعات تركز على جمع أشخاصًا لديهم اهتمامات مشتركة مثل الرياضة أو الفن أو القراءة أو العمل التطوعي. هذا النوع من الاندية يعمل على تعزيز التواصل الاجتماعي الواقعي من جديد.

٣ تعزيز مهارات التواصل الاجتماعي: قد تساعد قراءة الكتب المتخصصة في هذا المجال أو حضور ورش العمل والدورات التدريبية لتحسين القدرة في التواصل الواقعي وبناء علاقات أفضل مع الآخرين.

لا أعتقد أن الغربة الثقافية وليدة مواقع التواصل الإجتماعي، بل هي وليدة الثقافة وروافدها، الأفلام التي نحب أن نشاهدها أجنبية، والروايات أجنبية، والمسلسلات أجنبية، هذه القوة الناعمة لم تفطن لها بلادنا العربية، ولا تتعامل معها على محمل الجد، وحتى إن قمنا بالإنتهاء من بعض الأعمال الثقافية فإن الرقابة تضع عليها لمساتها حتى تفسده تمامًا وتجعلها أعمالًا بلا طعم ولا رائحة.

نحن في حاجة لعملية إصلاح شاملة في المجتمع، المشكلة لم تعد في الشباب وصغار السن، بل نجد المثقفين أنفسهم، لهم جذور ثقافية أجنبية أكثر من بلادهم، ولا استطيع أن ألومهم .