ايها التقني لاتكون انانيًا مع اولادك !

سأجيب بصفتي المعني المباشر بهذا الموضوع ولكون مشاركتي السابقة هي الباعث لطرح هذا الموضوع

على الاغلب كنت تستخدم الحاسوب وانت صغير ربما وعمرك 9 سنوات او في فترة المراهقة

ربما هذا صحيح لمن هو في جيلكم أي جيل التسعينات

أما عني كوني من مواليد السبعينات فأول مرة تعاملت مع حاسوب (فقط أي بدون إنترنت) كان في المرحلة الجامعية أي وعمري حوالي 22 سنة تقريبا

وأول مرة اتصلت بالنت كان في السنة الاخيرة للجامعة أي وعمري في حدود 25

فجيلنا لم يكن يعرف في سن المراهقة سوى ألعاب الحي ( الصياح والجلول والحاح والشدة وغيرها )

لا أخفيك أني عندما كنت في صف الثالث ابتدائي كان هناك طلاب يتداولون صور لنساء عارية تماماً وهذا في ذاك الزمان فما بالك اليوم في ظل الانفتاح الواسع على منبع الشر والفساد والانحلال الخُلقي ، فهل نضعه بين أيدي ابناءنا.

أول أمس وصلتني رسالة عن حادثة في مناطقنا وليس في دول أخرى بأنه ضبط مجموعة جوالات مع طلاب الصف السادس -علماً أنها ممنوعة في المدارس- وتم ضبط محتوياتها التي تحوي من المواد الإباحية ما يشيب له الرؤوس ، فكيف بعد هذا تريد أن نتيح لأبناءنا وسائل التقنية.

الآن يوهمونك أن الجوال بيد الطفل ضرورة، علماً أننا عشنا في مدينة وليس قرية وأبي موظف ولا يوجد في بيتنا هاتف ، فعندما كان يتأخر أبي لا نعلم عنه أي شيء حتى يعود. كانت الضيوف تأتي معتمدة على قضاء الله في أن تجدنا موجودين أو أننا خارج البيت ، ومع ذلك عشنا بسلام وأمان ولله الحمد.

نعم أقر وأعترف أني يجب أن أغير من طريقة تعاملي مع الأطفال وأنهم يجب زيادة التواصل معهم و توعيتهم ونصحهم والتودد إليهم ، لكن الظروف المحيطة تشكل العامل الأكبر في نجاح مثل هذا المسعى، نسأل الله الفرج وأن يحفظ أولادنا وأن يعيننا على ايصالهم لبر الأمان.

على الاغلب كنت تستخدم الحاسوب وانت صغير ربما وعمرك 9 سنوات او في فترة المراهقة وحينها ما كنت ستحب أن يتبع معك اهلك هذه الطريقة لذا حاول التقرب من اولادك قليلًا , فعلو شيء سيء بسبب التقنية انت المخطيء لانك لاتهتم لهم وليست التقنية السبب او بعض الاصدقاء !

الشبكة اليوم تختلف عن الشبكة في ذلك الوقت. حين تضع ابنك أو ابنتك أمام جهازٍ موصولٍ بالشبكة اليوم فكأنك وضعتهما في يد ملياري إنسانٍ معاً. عندها لا تكون أنت المربي.

ثم إن تربية أهالينا لنا ليست بالضرورة مثالاً يحتذى به. أنا أتمنى لو أن أهلي لم يسمحوا لي بمشاهدة التلفاز بالقدر الذي كنت أفعل، وبذلوا بعض الجهد في تطوير ميولي الأخرى كالقراءة والأداء التمثيلي وتأليف القصص.

وأن كنت اهتممت بإولادك قليلًا بدل إراحة بالك وإتباع سياسة المنع , لن يؤثر عليهم الف صديق سيء

السماح أيضاً فيه راحة للبال. هكذا يلعب أطفالك على الحاسب أو الهاتف ويتركونك مرتاح البال دون إزعاج. لو أُعطيتُ قرشاً لكل مرةٍ ناول فيه أحد أقاربي أو معارفي جوالاً لطفلٍ ليكف عن البكاء لما احتجت إلى المال بعد اليوم أبداً.

الخيار الأصح هو أن تأخذ أطفالك للحديقة وتلعب معهم الكرة، أو تخيم معهم في الغابة وتصطاد السمك، أو تبني معهم قارباً أو طائرةً ورقية، أو تقرأ لهم كتباً وتمثل معهم مسرحيات. وحتى حين تسمح لهم باستعمال التقنية، اجعل النشاط ذا هدفٍ محدد، تعلم لغة برمجة، البحث في موضوعٍ علمي، نشر عملٍ ابداعيٍ لهم (نصاً أو صوتاً أو فيديو). افتح أعينهم على كل الامكانيات التي تتيحها لهم التقنية والشبكة، ولا تتركهم يتحولون إلى مستهلكين كما يحدث مع أغلب أطفال هذا الجيل الذي يدخل الفايسبوك قبل أن يمشي على ساقيه.

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

لديّ قصتين واقعيتين عن خطر إتاحة التقنية لأولاد ،

الأولى مع أخي الصغير (عمره الآن 10 سنوات)،

قبل عدة سنوات ، إشتريتُ جهاز أكس بوكس 360 ، نستخدمه أنا و أخي الصغير ، كُنت أحدد الالعاب التي يلعبها أخي ، و اضع في الحسبان التقييم حسب الفئات العمرية ، و أسمح له باللعب ساعات محددة كل أسبوع ،

و لكن بعد فترة ، قام الوالد (رأيه مشابه لرأيك) بشراء جهاز أكس بوكس 360 ثان لأخي الصغير ، لأني الأخ الكبير لا اسمح له باللعب ، أنا لم أوافق على هذا ،

بعد فترة ، شاهدنا تراجع ملحوظ في مستواه الدراسي ، و اصبح تركيزه مشتت ، أصبحنا نمنع عنه الجهاز إذا حصل على علامة سيئة في الاختبار ، و حتى وصلنا الى أنه يجب ان يلعب فقط يوم الخميس ،

عدا هذا ، مسألة الالعاب ، هنا بسبب القرصنة ، لا تجد التقييم الصحيح مكتوب على غلاف اللعبة ، و لهذا لا تستطيع معرفة ماذا تحتوي ، يجب عليك مراجعتها على الانترنت و بعدها التفكير بشراءها له ،

و لكن مثل هذه الالعاب قليلة جداً لدينا ، لا احد يستوردها ، لأن ليس عليها طلب في السوق،

أحياناً أخي يريد العاب ، و أحد اصدقاءه يعطيه لعبة ، في البداية ، أحدهم أعطاه العاب مثل GTA , Max Payne ، و أمثالها ، فقمت مباشرةً بأخذ الالعاب و رميها في القمامة ، و قلت له انها غير مناسبة لك ،

و أيضاً وضعت رمز مرور في الأكس بوكس فيظهر عند تشغيل لعبة ذات تقييم 17 أو اعلى (كأن العاب ذات التقييم الأقل سليمة) ،

بعد فترة ، قال لي أن الأكس بوكس فيه مشكلة ، و هي أنه يطلب رمز مرور ، و في ذلك اليوم اكتشفت أن صاحبه أعطاه لعبة أخرى ، و لكنه أخفاها عني حتى لا أرميها في القمامة.

و بعدها ، الوالد اشترى له هاتف ذكي ، أنا أيضاً لم أكن موافق ، لكن الوالد يريده ان يستعمل التقنية ، و يعلمه استخدام الانترنت ،

أمرني الوالد بإعطائه العاب ، أعطيته العاب مثل Cut the Rope و Angry Birds ، و قلت له أنه لن يحصل على لعبة جديدة حتى يكمل هذه الألعاب ، و لكن بعد فترة وجدت أن عنده العاب أخرى ، و منها القطة التي تكرر ما تقول ، و أيضاً الحمار (أجلكم الله) الذي يكرر أيضاً ، و هذه من الأشياء عديمة الفائدة ،

و قد أعطيت الأهل عدة محاضرات عن الخصوصية في الانترنت و الفيسبوك (و عن اتفاقية الخصوصية) ، و عن الصفحات العديمة الفائدة ، و عن الخصوصية في الـViber أيضاً.

و لكن بعد فترة ، اشترى الوالد مودم انترنت ، و أجد ألعائلة لديهم حساب فيسبوك ، قاموا بإنشاءه عند أحدى صديقات ، و أيضاً يريدون حساب فايبر أيضاً ، لأن فلان و فلانة لديهم فايبر يريدون ان يتكلموا معهم ، أقترحت عليهم سكايب ، و لكنهم رفضوا لأن فلان و فلانة ليس لديهم سكايب ، قلت انها مشكلتهم لا داعي للفايبر ، و هم مقتنعون حالياً لأن فايبر شركة إسرائيلية فقط.

أعرف أن صلاحيات تطبيق الفيسبوك كثيرة (يمكنك رؤيتها في اندرويد) و لكن لا ادري متى يستخدمها لأني لم استعمل تطبيق الفيسبوك ، و لكن أعرف ان تطبيق فايبر يطلب صلاحية لإستخدام الكاميرا على الاقل مرة عند فتح التطبيق و مرة عند الخروج منه ، و لكن في جهازي امنعه من استخدامها ، و هذا لا يؤثر على التطبيق أبداً ، و لا داعي لصلاحية استخدام الكاميرا بدون مكالمة فيديو.

و أجد ان العائلة يقومون بتنزيل الصور التي فيها نكات و "أقوال" (مألوفة لكل مستخدم فيسبوك) و أكثرها بدون فائدة ، عدا المعلومات الغير صحيحة المنتشرة على الفيسبوك.

أجد أن أخي بدأ يبحث عن الالعاب ، و يقوم بتنزيلها من مصادر مجهولة ، ربما من منتديات و من مواقع لا أعرفها ، و هي ربما تشكل خطورة ،

بعدها كان يبحث عن النكات ، و النكات ربما تكون خطرة ، لا تدري نوع النكتة ، و أي موقع فيه نكات ،

و بعدها كان يريد البحث عن القصص ، و لكن اعطيته تطبيق ياقوت و قلت له أن ينزل القصص ذات الصور الكارتونية ، و لكنه تنازل عن البحث عن القصص.

المشكلة ليست في المواقع فقط ، المشكلة في الاعلانات أيضاً ، أحياناً حتى AdBlock لا يستطيع حجب الاعلانات. 

و أيضاً حتى Google Play ليس سليماً ، فعد فتحه تجد في أول صفحة بعض التطبيقات الهابطة ، و التي تظهر حتى لو حددت المحتوى.

حتى هنا ، هذه بعض من قصة أخي ،

لدي قصة ثانية ، قبل حوالي 3 سنوات ، عن أحد اصحابي في أيام الثانوية ،

ذلك كان شخص جيد و ذو خلق ، و كان معروف بصوته الجميل في تلاوة القرآن ، و كان صوته و طريقة تلاوته تشبه الشيخ عبد الباسط ، هذا ما كنت أعرف عنه ، بعد تلك السنة افترقنا كل واحد اصبح في شعبة مختلفة ،

و بعدها بسنة ، عدنا لنصبح في نفس الشعبة ، لعدة أشهر لم أسمعه يقرأ القرآن ، و في درس التربية الاسلامية ، كان يرتل الأيات و لكن كان أداءه سيء ، كان يخطأ في الأحكام ، ليس الاداء الذي نعرفه قبل سنتين ،

بعدها اكتشفت انه يتداول الأفلام الإباحية -و العياذ بالله- مع اصحاب السوء ، و كان لديه جوال بذاكرة كبيرة لتخزين عدد كبير من الأفلام ، و قلت له اترك هذه الأشياء عديمة الفائدة ، أنت لست ذلك الشخص ، فأجاب صاحبه أنه "يتعلم ماذا يفعل عندما يتزوج" و هو العذر السخيف الذي يكررونه دائماً ، في ذلك اليوم حدثت بيننا بعض المشاحنات ، و لم نعد اصدقاء كما كنّا قبل سنتين ، و الآن لا أراه كثيراً ، لأنّي في الجامعة و هو في المعهد ، و لهذا لا اعرف أخباره.

العبرة هنا ، أن الشخص مهما يكن جيداً (مثل صاحبي ذاك) ، سيأتي أصدقاء السوء ليوقعوه ، و التقنية ستكون شيء ييسر ذلك ، مع التطبيقات التي تخفي الملفات ، و التطبيقات التي تنقل الملفات بسرعات عالية ، و أيضاً الوصول للأنترنت بحرية.

ذنب وليس زنب :)

تم اضافة الموضوع مرتين بالخطاء سأتواصل مع ثمود