الشجاعة في مواجهة المخاطر أم في تجنبها ولماذا؟

أظن أن الأمر قد يعتمد بشكل كبير على الاستفادة من تجارب السابقين. وكما يقال "السعيد من وعظ بغيره". وهذا أمر يغفله الكثيرين. فمثلاً أنا رأيت الكثير من أصدقائي يتجهون إلى طريق التدخين ويزعمون أنها مجرد تجربة وستمر، لكن إذا نظروا لمن هم أكبر منهم سنا من المدخنين لوجدوا أنهم جميعا بدأوا بنفس الطريقة. وقس على ذلك في جميع تجارب الحياة. فإذا كنت على وشك خوض معركة ستتطلب جهد كبير مني، من الأفضل أن أطلع على حوادث مشابهة وأرى نتيجة المعركة، وأتصرف على هذا الأساس

المهم هو أن نتمكن من التمييز بحكمة بين المواقف التي تتطلب المواجهة والمواقف التي تحتاج إلى الهرب، ويتم ذلك من خلال تقييمنا لنتيجة كل موقف، ففي حالة توقع المخاطر أو الضرر علينا الانسحاب، والشجاعة هنا تكمن في القدرة على تجنب الأذى والخروج بدون أي خسائر.

عندما حؤصر النبي محمد والصحابة في غزوة الخندق كانت الشجاعة الحقيقة في عدم المواجهة بل الأنتظار حتي يكونوا مستعدون أكثر. قم بتقييم الوضع بسرعة ودقة لتحديد ما إذا كان الهرب هو الخيار الأمثل، أم المواجهة.