شهيدُ الزمَّان
مُنتصفُ الليل قُربَ حيٍ مهجور، وِسطَ ليَّالي تَسامُرِ الرَّاحلين وعلى شَاهدِ احدى القبور، حُفر بخطٍ وَاهنٍ" شهيدُ الزمَّان، ملعونٌ بين الأحياءِ والأموات، وما على روحهِ سلام" ذنبهُ أنه انقادَ لساعاتٍ وساعات؛ يلهو ويعبثُ دونَ اكتراث، يظنُ الوقت بانتظاره، ويُكرمُ الدنيا بحياته؛ وكأنهُ يختزنُ مِنها المئات، ما انتهت حياة حتى أذاب ثلوجَ الأخرى.
انساقَ خلفَ شهواتٍ ووَساوسَ، ما حدَثتهُ يومًا عن أن ما فاتَ قد فاتْ، وما بقيَ ليس بأكثر مِن ما فات.
يحفرُ قبرهُ بعقربِ الساعات، ويرتَجي مِنَ الحياةِ الانتظار؛ لعله يملّ التَشَرُدَ في ساح الآثام، بظنهِ أنه على قيد الحياة.
ليته يعلم أنه على بُعد انْبِجَاس ليوسم على قيد الموت، حينَ دقت ساعةُ الموت.
سجود