شهيدُ الزمَّان مُنتصفُ الليل قُربَ حيٍ مهجور، وِسطَ ليَّالي تَسامُرِ الرَّاحلين وعلى شَاهدِ احدى القبور، حُفر بخطٍ وَاهنٍ" شهيدُ الزمَّان، ملعونٌ بين الأحياءِ والأموات، وما على روحهِ سلام" ذنبهُ أنه انقادَ لساعاتٍ وساعات؛ يلهو ويعبثُ دونَ اكتراث، يظنُ الوقت بانتظاره، ويُكرمُ الدنيا بحياته؛ وكأنهُ يختزنُ مِنها المئات، ما انتهت حياة حتى أذاب ثلوجَ الأخرى. انساقَ خلفَ شهواتٍ ووَساوسَ، ما حدَثتهُ يومًا عن أن ما فاتَ قد فاتْ، وما بقيَ ليس بأكثر مِن ما فات. يحفرُ قبرهُ بعقربِ الساعات، ويرتَجي مِنَ
وتمضي بقلم مباركي خديجة
وتمضي ......... الوَّقْتُ يَمْضِي عَلَى الدَّوَامْ يَمْضِي وَتَمْضِي مَعَهُ الأَيَّامْ أَيَامُ عُمْرِكَ يَا حَرَامْ نَاقُوسٌ يَدُّقُ طِوَالَ العَّامْ لِيَحْفِرَ حُفْرَةَ الخِتَّامْ لِتَكُونَ جَنَّةً أَوْ أَلْغَامْ فَعِنْدَ بُلُوغِ اِكْتِمَالِ المَّقَامْ يَكُونُ قَدْ حَانَ الأَوَانْ لِمُقَابَلَةِ رَبِّ الأَنَامْ فَلَوْ كُنْتَ فَّاعِلًا خَيْرًا سَتَكُونُ عَلَى مَّا يُرَامْ وَلَْو كُنْتَ فَاعِلًا شَرًا لَزَّادَ المَلَامْ مباركي خديجة https://suar.me/6M17n
نبضات مضطربة بقلم بيان صيام
نبضات مضطربة بينَ قلوبٍ دفنَتها الحياة، وبينَ آفاتِ الأُفُق، نظرَتِ الدَّقائق لقَلبي، وزدادتْ دهشتَها تعجُّبًا من صُمودي حتَّى الآن، فأمطَرتِ الحياةُ الخيباتِ على قلبي، لتُنهي رِحلَتي وتوقِفُ مَسيري حتَّى هُنا، لتَطرُق أبوابَ الرَّحيل. تناغَمَت النَّبضات، ووَقَّعت الحكايات على شهادةِ وفاتي، فأعلَنتُ النَّهاية، وحضرَتِ الدَّقائق، تذكَّرتُ قِطاري، فحَزمتُ أشواقي وحبِّي في حقائبِ الهمِّ والحُزن، لأنه أطلق صافراتِ الرَّحيل، ويجبُ الذَّهاب لا مَحالة. اضطربتِ الأنفاس، وتصادمتِ الدُّموع غارقةً في أَلمِها، تنزِفُ صِورًا وأصواتًا تُناجيها البقاءَ لِلَحظات، ولكنَّها قد غادرَت مُنهارةً تَروي دُموعها
كن رحمة بقلم نور شيخ الغنامة
" كُن رحمةً " .. قُم يا صغيري، لا تحزن، فالحياة مريرة أبداً.. تبدو هادئ الطبع، أهوَ هدوءُ ما قبل العاصفة ؟ أمْ هدوءُ الاستسلام ؟ أنتَ حُرٍمتَ أبسطَ حقوقِكَ لاشك، لكنّك تحاول، وهذا هو إكسيرُ الحياة . كيفَ يسطعُ مِن قلبك ذلكَ النور ؟ أهوَ نورُ الطمأنينة ! لا أظن.. كيفَ يطمئن من فقد اباه ! كيف يطمئن الطفل الذي تتسابق ُ الهمومُ إليه ! و تجري دموعُ اليُتمِ في خديه ! تُرى حياةُ البؤسِ في عينيه، ظمأ وجوعٌ
غفوة بقلم رضوى الهامي
غفوت يا أمى على ذكراكى وكيف كنت تدللينى وتداعبنى حتى أغفو بين يديك ،فلا أمان بعدك يذكر ولا راحة ولا طمأنينة سواك .. كنتى أنتى العالم والمحيط وقلعتى المحصنة دائما ضد الأعداء وأنا فى أحضان غفوتى بدونك شاهدت كابوسا أبكانى ولا أعلم أكان حلم أم حقيقة ؟! أرانى مشرد وتائه وحيد ..شارد الذهن باستمرار ،لا قيمة لوقت يدونك ولا مذاق لطعام سوى من يديك ، أتعذب بدونك ، أبحث عن الرحمة فى طريقى كأنى أبحث عنك بين الحشود وكأنك كنتى
سنين الدهر بقلم اية محمد
سنين الدهر بأي حروفٍ أنعتُ حيلة قلبي، إن كان الحزن قدره و حاله. أرسم بأناملي البسمة آملًا بيومٍ تتبدل فيه بسمة. كان ظني ان ولادتي كانت خلاصي و أخر معاناة احبتي، ما أبصرت قبلة النور الاولى و الدمع سارٍ على وجنتي و مقلتي بالدمع أغرورقت. قلت دمع فرحٍ ليس إلا؛ ما لبثت حتى بعثرتني رياح الايام في الأرجاء سالكةً طريقها دون اكتراثٍ لحالي. خضت الايام عقود رأيت بها الصخر يملك من الحقوق ما فاقني. أرتديت الاوراق و الاغصان لتجملني، لربما
عائد إلى الحرية بقلم اسراء بشارات
عائدٌ إلى الحريَّة قد سقط الكأس الآن وتحطَّمت أجزائه إلى فتاتٍ صغيرٍ من الزجاج، وتناثر في أرجاء الغرفة، هنا كانت البداية، لكن هذا التحطُّم هو مجدٌكان لأمَّةٍ عريقةٍ قادت الشُّعوب بالعلم والحكمة زمنًا طويلًا، لكنفي زماننا قد أُتلفت الكثير من الأرواح، وأصبح العالم في الخارج قبيحًا جدًا. ومن هنا بدأت كل الحكايات. وربَّما تبقي بقايا من تلك الذكريات المُحطَّمة والعزيزة، ذكريات في زمن الوحدة، هذه الشمس البرتقالية الباهتة التي كانت تؤلمني في لحظات الغروب في ذاك الزمن، ما زِلتُ كلَّما
شيء ما بقلم أسماء الابراهيم
شيء ما... أهي حيرة الروح أم شتات القلب؟ تراقصها هزات ألم ويعزف ألحانها قيثارة حزن، تستمع لصمت عيون وتتكلم بعش جنون... راحة السلامة لم تستلقِ على فراش حياتها، لربما كانت من حديد وللجسور شفافية العبور.... منهج السعادة بات حالك وفي البال مراد شارد وعن الفؤاد فهو في محطات التمرد ساحر .... تناشدنا حياة أقسمت على الوفاء مع الخباء في ظل الوباء فتنادي الأمل لتصفعه فتركله ليفر هاربا من صفوف التخلي وكأنه صاحب الجرح العميق، لم يكن يعلم أن ما حل
إبحار الحياة بقلم أميمة غريسي
"إبحار الحياة " اليوم يومك وانت القبطان السفينة لك والحياة بيدك ان كانت الأمواج صديقتك سترسلك الى جزيرة الأمان وإن كانت عدوتك فستلقيك في مكان الهوان . ستسير بين الأسماك والأصداف ستسير فوق البحر ويدك على فؤادك تحدق بما يحيط بك وكأن لاتعرف المكان تارة تقول أنك ستصبح رماد وتعلو كالدخان وتارة اخرى تقول انك ستصبح مثل الكمان عزف تشاؤم لايخيب ظن الحزين وعزف سرور يزيد من ابتسامة الصادق الأمين كبريائك يرفض أن تكون خادم للشياطين فنفسك تتمنى أن ترتقي
استيقظ بقلم هدى البخيت
إستيقظ ضع نفسكَ امام مرآة، المرآة التي سترى ما بداخلك، ماذا ترى ؟ وليسَ ماذا ستقرر أن ترى وتعمي قلبك عن ندوبٍ وجروحٍ أدمت روحك ولا بد أن تكون هي الحاجز بينكَ وبينَ وصولك . ما هو السر الذي وصل بكَ إلى هنا، إلى هذا الطريق بالتحديد ؟ جميعُنا نصنع من خواطرِنا وتوقعاتِنا قلمًا يخطُ مصيرنا ليرسِمَ مستقبلاً بأكمله. يتحول التوقع الذي تضع معهُ شعورك الى اعتقاد في العقل اللاواعي، فإن توقعك من نفسك في منتهى القوى . وعلى إفتراض
إِنكِسارُ روحٍ يانعةٍ بقلم ولاء ابراهيم
أسمعُ نحيباً والسوادُ ناشرٌ جناحيهِ ماذا جرى؟ لما المكانُ بردٌ؟ والأعمدةُ تنزفُ بهذا الشكل... قلبي يختنقُ... لا أعلمُ غصةً تربعتْ على قلبي المحزونُ من كسراتهِ أمْ من كسرِ جرتي التي شيعتها لمثواها الأخير.. وهي تلفظ أنفاسها وصوتُ آهاتها تخترقُ قلبي.. زادي كنتِ وزادَ خلاني.. تسدي ظمأي وظمأ أمٍ في لحظاتِ عطشنا أملي كنتِ وابتهاجَ أيامي ورفيقةَ دربي... صديقةُ دموعي وفقري وخيباتي ... تفيضينَ عليَّ تارةً بنقطةِ ماءٍ تنعشُ روحي وترقصُ مثل الفراشاتِ وتارةً قنديلَ زيتٍ فيه أمالي ولقماتي... تسمعينَ قصصي
ما وراء السطور بقلم مباركي خديجة
منَ النظرةِ الأولَى لهَا قدْ تظنُ أنهَا مجردُ صورةٍ لصبيٍ يبكِي علَى حطامِ آنيةِ الفخار منْ يتعمقُ فِي التفاصيلْ فقطْ سيرَى كيفَ أنَّ هولَ الموقفِ بالنسبةِ لهذَا الطفلِ أجبرهُ علَى السقوطِ متخاذلاً متكئًا علَى جدارِ أحدِ المنازلِ فِي أحدِ الأزقَة سيرَى نظرةَ الطفلِ الكسيرةِ خلفَ غمامٍ منَ الدموعِ سيرَى ثقلَ رأسهِ إنحناءَ كتفيهِ كشيخ أهلكتهُ الهمومُ سيرَى أنَ تلكَ الآنية لَا تمثلُ فقطْ حطام بلْ تمثلُ كنزًا ثمينًا كانَ سيسدُ بهِ رمقَ جوعِ اخوتهِ ببيعهِ سيرَى طفلًا لمْ يعشْ طفولتهُ
إنطفاء بقلم دانية محمود الجبالي
عندمَا تتحطمُ، ستفقدُ احساسكَ، سيغدوا كلُ شيءٍ حولكَ باهتاً، حتى الأشياء التي طالمَا أذهلتكَ ستغدوا باهتةً بلا روح، لكن تذكر أنَّ ذلكَ ماهوَ إلاَّ انعكاسٌ لإنطفاءِ روحكَ.
ضَبَابِـي بقلم رانيا سحنون
تَعالتْ أصوَاتُ الصُراخِ تحتَ نُورِ القَمرْ الخَافِت، كانَّ كُل الذِي يُمكن فَهمهُ مِن هَاتهِ الفَاجِعَة، أَنَ شِجارًا ثَانِي قَد إِندلعَ لَهيبهُ وَسَط سُكونِ الليّلِ.. فَتحتُ عَينيَا إِثرَ إِرتفَاعِ صَوتِ صُرَاخهُمَا، وَ كذَا ايضًا بُكاء أُختِي الرَضيعة النَائمَة بِقربِي، غَادرتُ مَخدعِي مُنزعِجًا مِن الوضعِ الذِي انَا فِيهْ، حَملتُها قَليلاً إِلاَ ان هَدأتْ ثُم اعَدتُها مُجددًا للفِراش تَقدمتُ بعدَها نَحو البَابِ بِخطُواتٍ مُرتَابَة، فَقد وَصلَ لِمسامِعي صَوتُ سُقوط شَيءٍ مَا، فَتحتُه قَليلاً ثُم شَقَقتُ طَريقِي نَاحيةَ الصَالة.. هدُوء غَريب حَاوطَ البَيت بِأكمَله،
خيبة امل بقلم مريم زايدي
مَاذَا حَصَلْ وَكَيفَ حَصَلْ فَقَدتُ كُلّ شَيئ فِي لَمْحَةِ بَصَرْ أْصبَحتُ وَحِيدًا لَا أَصدِقَاءَ وَلاَ أَقَارِبْ لاَ أَبًا يَحْمِيني مِنْ هَمِّ الزَّمَان وَلاَ أُمًّا تُعْطِينِي قَدرًا مِنَ الحَنَانْ أَكْرَهُ قَولَ تِلكَ الكَلِمَة وَلَكِنَّهَا أَصبحَتْ حَقِيقَتِي الأَنْ أنَا وَحَيدْ أَنَا يَتِيمْ كَيْفَ لِي أَنْ أَتَحَمّلَ ظُلْمَ الوُحُوشِ الذِينَ يَعْتِبِرُونَ أنْفُسَهُمْ بَشَرْ يَنْظُرُونَ إلَيكَ بِطَرِيقَةٍ مُحَطِّمَة يُدَمّرُونَ أمَالَكْ ويُطْفِئُونَ البَرِيقَ الوَحِيدَ لِلْعَيشِ فِي هَذِهِ الحَيَاةْ أَكْرَهُ تِلكَ النَّظْرَة، نَظْرَةً مَلِيئَةً بالشَّفَقَة يَرَونَنِي مِسْكِينًا مُشَرَّدًا لِمَاذَا ، لِمَاذَا كُتِبَ عَلَيِّ أنْ أعَانِيِ مِنْ
رعي الامل بقلم يمنى بن محمود
في ما اسميه بيتي، في الركن منسيا ، لم يسبق لي شيئ لافعله أو اخسره، فارعى الأمل . ولدت يتيما تحت انقاض الاحتلال ، مواجها القذائف و الانفجارات .... بلا اسم و لا عنوان ، أربي الأمل. أمل عله يحررني من طفولة مسجونة حكمت عليها الحياة بالمؤبد مقابل مسؤولية و نضج أثقل عاتفي و اغتصب برائتي . فكم أنا حر في شقائي ، فلا أم و لا سند و لا وطن و لا ملجأ لي سوى ما اسميه ببيتي المشتهى
خيبة خلف السطور بقلم سارة المدني
كَغَرِيقٍ تَتَقَاذَفُ الأَمْواجُ جِسْمَهُ الهَزِيلُ أَنَا تائِهٌ بَيْنَ ظُلُمَاتِي مَشْنُوقٌ بِمَرَارَةِ الوَاقِعِ القَّاسِي مُهَرْوِلٌ نَحْوَ مُسْتَقْبَلٍ غَامِضٍ ، لاَ يُلْمَحُ مِنْهُ سِوَى الظَّلاَمِ القَّاتِمِ أَتَعثَّرُ ..أَََََسْقُطُ..أَتَحَطَّمُ ..أَتَهَشَّمُ ..أتَلاَشَى .. أفْقِدُ نَفْسِي و أعَودُ للتَّمَاسُكِ مِنْ جَدِيدٍ مُتَشَبِثًّا بِأصْغَرِ ذَرَةِ أمَلٍ عَلَى مَرْءًا مِنْ عَيْنِي لِتَعُودَ الحَيَاةُ لِصَفْعِي مِرَارًا و تِكْرَارًا إِلَى أن يَتَمَكَّنَ مِنِّي اليَأْسُ و تَخُورَ قِوَى جَسَدِي الصَّغِير لتُغَادِرَ رُوحِي الطَّاهِرَةُ ، البَرِّيئَةُ من بَشَاعَةِ هَذَا العَّالَم لتَلْقَى السَّكِينَةَ و السَّلاَمَ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ ... https://suar.me/1Z2Vn
جدران رمادية بقلم تسنيم شاهين
صَغِيرٌ انَا نَمِيتُ بَيْنَ الرُّكَامِ وَفِي عَيْنِيّ لَا أَرَى إِلَّا الْحُطَامَ وَأُمِّي هُنَاكَ تَنْتَظِرُ الْأَذَانَ وَأَبَي يُحَارِبُ اللَّيَالِيَ وَالْأَيَّامَ انَا هُنَا وَرُبَّمَا هُنَاكَ لَا بَلْ انَا هُنَا بَيْنَ الْأَنَامِ الْحَيَاةُ جُدْرَانُهَا سَوْدَاءُ مُقْفَلَةٌ وَمُغْلَقَةٌ بِإِحْكَامٍ الْقَلْبِ وَالْعَقْلُ مُتَنَاقِضَانِ يَا لَهَا مِنْ سِنِينَ عِجَافٍ سَقَامٍ وَالْأَيْدِي مَرْفُوعَةٌ لِلْعِنَانِ رُبَّمَا نَنَجُوا وَتَتَحَقَّقُ الْأَحْلَامُ https://suar.me/5JqYn
الالم بقلم ريان مناعية
في جوفي الكثيرُ من حروفُ المبعثرةِ و الكلامِ أثيثِ المشفرِِ... فقد تكوثرة داخلي الآلام و غزرَ سيلها. https://suar.me/QEeOx
صرخة في الارجاء بقلم صارة مقدم
يَاليْتَنِي لم أنْظُرْ أيّ مَظْهَرٍ ذَاكْ؟ قَلبِي احْتَرقَ عِنْدَمَا قَالَ يُمنَاكْ طِفل عَلى حَافَةِ الطَريقِ فانْتِظارِ.. يُمْناكْ يَاصَغِيرِي أيْن عَائِلتُكَ أَيْنَ أبَاكْ؟ قَالَ أبِي يُوجَدُ هُنَا أوْ هُنَاكْ .. فَهِمْتُ أنَهُ يَتِيمًا فَقُلْتُ لَهُ كَفَاكْ لاتَبكِي يَاصَغيري فعَينُ الله تَرَاكْ رَبّ السّمَواتِ وَالأرْضِ هُوَ مَنْ يَرْعَاكْ https://suar.me/MPa9v
جليس الاحزان بقلم لمياء عياشي
فِي رُكْنٍ مُظِلِمٍ، يَلُفُهُ صَقِيعٌ يَزِيدُ مِنْ وِحْشَتِهِ، تُمَزِقُهُ نَظَرَاتُكَ صَغِيرِي. نَظَرَاتٌ تَفِيضُ بِاليَأْسِ والألَمِ ، حُزْنٌ لَا يَسِعُهُ قَلْبُكَ الصَغِيرِ ، اِنكِسَارٌ لِلْرُوحِ جَلَبَ خَرِيفًا لِأَوْرَاقِكَ اليانِعَةِ ، أَوْرَاقُ بُرْعُمٍ لَمْ يَتَفَتَحْ ، لَا يَلِيقُ بِهِ إلَا الرَبِيعُ.صَمْتٌ رَهِيبٌ ، يَكْسِرِهُ صَوْتُ تَنَهُدَاتِكَ ، آهَاتٌ تَتَعَالَا فِي الأَرجاءِ ، تُسْمَعُ دُونَ كَلَامٍ , لٌوْمُكَ لِلْدُنْيَا ، لِلْزَمَنِ. أَلَمْ يَرْحَمُوا طُفُولَتُكَ ؟! ، أأَخْتُطِفَتْ الفَرْحَةُ مِنْ أيامِكَ وَ احْتَلَ مَكَانَهَا اليَأسُ. نَظَرَاتٌ لِحِدَتِهَا تَظُنُهَا مَنْ شَقَتْ القِدْرَ إلَى أجْزَاءٍ مُتَرَامِيةٍ
الفتى الضائع بقلم الهام قيدوم
يتسلل إلى قلبي عند النظر إلى هذه الصورة مشاعر الحزن والأسى على حال هذا الفتى، الذي انهكه الفقر والجوع، وخرت قواه وأصبح غير قادر على متابعة المسير أو حمل الاشياء، ولا على التفكير فيما سيحدث له ولا لما سيؤول اليه مصيره، فنظراته تأتي من العدم، وثيابه بالية مقطعة لا تكاد تغطيه، قد تم ترقيعها في العديد من المرات دون جدوى ، وقدماه الحافيتين التي قد عانت من تعب المشي على الأرضية الخشنة والباردة للشوارع والأزقة ليل نهار دون الحصول على